عواصم - (وكالات): قال مصدر مطلع على السياسة السعودية أمس إن «رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان أبلغ مبعوثين أوروبيين أن المملكة ستحد من تعاملاتها مع الولايات المتحدة احتجاجاً على موقف واشنطن إزاء الأوضاع في البحرين وسوريا وإيران». وذكر المصدر أن «الأمير بندر بن سلطان أبلغ دبلوماسيين أوروبيين أن واشنطن أخفقت في التحرك بشكل فعال في الأزمة السورية وفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأنها تتقارب مع إيران ولم تدعم تأييد السعودية للبحرين في أحداث فبراير 2011». وأوضح المصدر أن «التغير في الموقف السعودي تجاه الولايات المتحدة يمثل تحولاً كبيراً في العلاقات». وألمح المصدر إلى أن «التغيير المقرر في العلاقات بين المملكة وأمريكا سيكون له تأثير واسع النطاق بما في ذلك صفقات السلاح والنفط».وتأتي تصريحات الأمير بندر في أعقاب قرار السعودية المفاجئ الجمعة الماضي بالاعتذار عن عدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي احتجاجاً على ما وصفته «بازدواجية المعايير» في الأمم المتحدة.وتحتفظ السعودية بجانب كبير من إيراداتها في صورة أصول أمريكية. ويعتقد أن معظم الاحتياطيات النقدية لمؤسسة النقد العربي السعودي الصافية وقدرها 690 مليار دولار مقومة بالدولار وقسط كبير منها في صورة سندات خزانة أمريكية. وقال المصدر السعودي «جميع الخيارات على الطاولة الآن وسيكون هناك بالتأكيد بعض التأثير». وأضاف أنه «لن يجرى مزيد من التنسيق مع الولايات المتحدة بخصوص الحرب في سوريا».وتشعر السعودية أيضاً بالقلق إزاء الدلائل على وجود مصالحة مبدئية بين واشنطن وطهران وهو أمر تخشى الرياض أن يؤدي إلى «صفقة كبرى» بشأن البرنامج النووي الإيراني. في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه «اجتمع مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في مقر إقامته بباريس لساعات طويلة، لتوضيح الموقف الأمريكي من الملفات الشائكة بالمنطقة»، مشيراً إلى أنه «مكلف من الرئيس باراك أوباما بالعمل بشكل وثيق مع السعودية». وأضاف كيري أن «واشنطن تتفهم هواجس السعودية من تعامل واشنطن مع تلك الملفات»، مشدداً على أن «واشنطن لن تقبل بامتلاك إيران لسلاح نووي». وسعى كيري لتهدئة التوتر المتزايد مع السعودية التي رفضت مقعداً في مجلس الأمن الدولي غضباً من عجز المجلس عن القيام بتحرك في الأزمة السورية.وأقام وزير الخارجية السعودي مأدبة غداء لكيري في مقر إقامته الخاص في باريس أمس الأول. وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن والرياض تتفقان في هدف منع إيران من التسلح النووي وكذلك هدفي إنهاء الحرب الأهلية في سوريا واستقرار الأوضاع في مصر لكنهم أقروا بأنهما تختلفان حول سبل تحقيق هذه الأهداف.وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية للصحافيين بعد الغداء إن كيري ذكر السعوديين بمزايا الانضمام لمجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً والذي يستطيع إجازة العمل العسكري وفرض عقوبات وإرسال بعثات لحفظ السلام. وأضاف المسؤول الأمريكي «نقل الوزير كيري أنه في حين يرجع القرار للمملكة العربية السعودية فإن الولايات المتحدة تقدر الدور القيادي للسعودية في المنطقة والمجتمع الدولي».وقال المسؤول «الحصول على مقعد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يتيح للدول الأعضاء الفرصة للمشاركة بشكل مباشر» في إدارة الأمور.
السعودية تنوي تقليص التعامل مع أمريكا بسبب مواقفها من البحرين وسوريا وإيران
23 أكتوبر 2013