أن تضرب موعداً مع الماضي فيأتيك يغني، هكذا كان الجمهور البحريني في ثالث أمسيات مهرجان البحرين للموسيقى، على موعد مع الطرب الشرقي الأصيل، مع الفرقة الوطنية الفلسطينية للموسيقى العربية، بقيادة الفنان رمزي أبو رضوان.قدمت الفرقة فسيفساء موسيقية شرقية متنوعة، وأعادت ببساطة محببة تقديم أغنيات شكلت علامات في التاريخ السمعي العربي، أدتها مجموعة متناغمة من العازفين والكورال، ومطربين قدموا أنماطاً مختلفة من الموسيقى العربية الكلاسيكية مثل السماعيات والموشحات، وبعض الأعمال الخالدة من الطرب العربي الأصيل.تأسست الفرقة عام 2010 بمبادرة من الموسيقار والملحن الفلسطيني رمزي أبو رضوان، بهدف إعادة إحياء الموروث العربي الموسيقي وإثرائه، عبر تقديم مقطوعات لملحنين فلسطينيين وعرب لم تؤد سابقاً، ومجموعة مختارة من أهم مقطوعات الموسيقى العربية الكلاسيكية.ويأتي تأسيس الفرقة في سياق إعادة بناء علاقة الفلسطينيين بتقاليد الموسيقى العربية، والمساهمة الفاعلة فيها بعد عقود من الانقطاع نتيجة نكبة 1948 وتبعاتها.وتضم الفرقة نحو 30 عضواً من أفضل المواهب الموسيقية والغنائية من رام الله والخليل وجنين وحيفا والناصرة وطولكرم والجليل ونابلس، ومخيمات الفوار وعروب والعماري.وتنطلق موسيقى «عليم قاسيموف» مساء اليوم في الساعة الثامنة مساءً في الصالة الثقافية بالمنامة، في رابع حفلات مهرجان البحرين الدولي للموسيقى، مع الفنان عليم قاسيموف وابنته فرغانة، ويمثل الحفل جزءاً من مشروع لمبادرة الآغا خان للموسيقى ضمن برنامج مؤسسة الآغا خان للثقافة.ويقدم عليم قاسيموف وابنته فرغانة برفقة رباعي من العازفين الشباب موسيقى فلكلورية آذرية معروفة باسم المقام، وهي تعكس مزيجاً من الإرث العربي، الفارسي والتركي الذي أودعته الحضارات والشعوب في مراكز الثقافة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وغرب ووسط آسيا على مدار أكثر من 1000 عام على ثقافة إقليم القوقاز الممتد من جنوب جبال القوقاز بين البحر الأسود وبحر قزوين.ويتجلى هذا الإرث في الأغاني الشعبية التي يتغنى بها الشعراء المعروفون باسم (العاشقين).يشار إلى أن قاسيموف حاز في العام 1999 على جائزة المؤدين التي يمنحها مجلس الموسيقى الدولي التابع لليونسكو تقديراً لعطائه الفني الكبير ومسيرته الحافلة التي عمل فيها مع أسماء فنية لامعة مثل: يويو ما وفرقة طريق الحرير، متنقلاً بين شعوب العالم، وناقلاً إليهم فلكلور وطنه الأم في حوار ثقافي موسيقـي بديع.