بقلم - علي الريس:قال لي صديقي ذات يوم وقد كنا نتناقش حول مسألة الرزق، إن الله سبحانه وتعالى يقول: «وما من دابة في الأرض إلا وعلى الله رزقها»، فقلت له صوّب الخطأ، فالآية «وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها»، فسكتَ صديقي ملياً ثم قال: إني أحفظها هكذا منذ زمن بعيد، على الرغم من قراءتي المستمرة للقرآن! ولكن غرست في ذهني هكذا من تكرار مشاهدتي لمسلسل «درب الزلق» حيث يذكر الممثل سعد الفرج في أحد المشاهد هذه الآية بهذه الصورة!لقد استوقفني هذا الموقف، خاصة أنني رصدت العديد من مخالفات تحريف القرآن الكريم في العديد من المسلسلات العربية، متعجباً كيف يحتاط «السيناريست» باختيار الألفاظ المناسبة ويتحقق من المعلومات من مصادرها قبل كتابة السيناريو، ثم يتساهل مع كلام الله عز وجل بهذه الصورة؟! ففي مسلسل «بيني وبينك» سئل «إمام المسجد» عن حكم التبني في الإسلام فقال: يقول الله «ادعوهم لآبائهم هو أقرب للتقوى»، والصواب قوله تعالى: «ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله»!إلى ذلك قال الممثل عبدالعزيز المسلم في مسلسل «إنت عمري»: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير وأبقى»، والصواب قول الله تعالى: «... والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً».وفي مسلسل «الجماعة»، يقول والد الشيخ حسن البنا ناصحاً ابنه حسن: «خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين»، والصواب: «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين»، وكذلك الأمر في مسلسل «الداعية» حيث يستمع الممثل هاني سلامة إلى أحدهم يقرأ عليه: «ولا ترموا بأنفسكم إلى التهلكة» فيرد عليه: صدق الله العظيم، في حين الصواب هو قول الله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»! وعلى مستوى المسلسلات الدينية والتاريخية نجد تحريف القرآن مستمراً، ففي مسلسل «خالد بن الوليد» يقول أحدهم «.. ثم يطمع أن أزيد، كلا لكنه لآياتنا عنيداً»، والصواب هو: «.. ثم يطمع أن أزيد، كلا إنه كان لآياتنا عنيداً».وفي مسلسل «القعقاع بن عمرو التميمي» يقول أحد الممثلين: «سبح باسمِ ربك الأعلى»، والصواب قوله تعالى: «سبح اسمَ ربك الأعلى». وفي مسلسل «عمر» يقول أحدهم: «.. كي لا يكون دَولة بين الأغنياء منكم»، والصواب هو ضم حرف الدال «دُولة»!، والأمثلة كثيرة على ما يبدو. الجميع يدرك خطورة الإعلام، فالثقافة التي ينقلها الإعلام بادية في لباس الناس وفي مأكلهم وفي حديثهم واهتماماتهم، لكن أن يكون التأثير الإعلامي على القيم والمعتقدات الفكرية وأن يصل الأمر إلى تحريف القرآن لتشويش عقول الناس، هذا ما لا ينبغي السكوت عنه.وما دوري هنا سوى إيصال رسالتي للمعنيين في الأجهزة الإعلامية ومؤسسات الإنتاج والمؤسسات الرسمية والأهلية التي تعنى بالقرآن الكريم، وإلى أصحاب الفضيلة المشايخ والدعاة والخطباء والأئمة، كما أوجه رسالتي للباحثين والمهتمين لبحث ودراسة هذه القضية الخطيرة.