عواصم - (وكالات): قتل 20 شخصاً وأصيب العشرات في تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد في قرية شمال غرب دمشق، في حين تواجه مئات العائلات في الأحياء المحاصرة وسط حمص ظروفاً صعبة، وسط حاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة. وفي الوقت نفسه ومع تفاقم الوضع الإنساني في الداخل السوري، التقى الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي في تركيا قادة في الجيش السوري الحر الذي يقاتل القوات النظامية السورية، للدفع باتجاه محادثات سلام كما قال ناطق باسم الجيش الحر.وفي وقت لاحق، أعلن التلفزيون السوري في خبر عاجل مقتل أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في ريف اللاذقية، لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» التي أوردت النبأ أيضاً سرعان ما طلبت من مشتركيها إلغاءه.وقتل 20 شخصاً بينهم 3 أطفال وأصيب عشرات في تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد في قرية سوق وادي بردى شمال غرب دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن التفجير أدى إلى إصابة «العشرات بينهم العديد في حالة حرجة». وأوضح أن «3 من القتلى هم من الأطفال». من جهتها، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» إن السيارة انفجرت «أثناء قيام إرهابيين بتفخيخها بالقرب من جامع أسامة بن زيد في سوق وادي بردى». وأدى النزاع السوري إلى مقتل أكثر من 115 ألف شخص، بحسب المرصد السوري. من جهة أخرى، قال المرصد إن نحو 3 آلاف مدني في الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حمص وسط سوريا وتحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من عام، يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة بعدما بدؤوا باستنفاد مخزونهم.وقال مدير المرصد إن «3 آلاف مدني بينهم 500 شخص تخطوا السبعين من العمر، يقتاتون من كميات الطعام القليلة التي لاتزال متوافرة لديهم في الأحياء المحاصرة من حمص» ثالث كبرى مدن سوريا. أضاف أن هؤلاء المدنيين «يأكلون بالكاد ما يكفي ليظلوا على قيد الحياة». وتخضع مئات العائلات لحصار خانق مستمر منذ أكثر من 500 يوم تفرضه قوات نظام الرئيس بشار الأسد على الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، خاصة حمص القديمة. واستعاد النظام السيطرة على غالبية أحياء حمص بعد حملات عسكرية شرسة، آخرها حي الخالدية في يوليو الماضي. وأدت هذه السيطرة إلى نزوح عدد كبير من سكان الخالدية إلى معاقل المعارضة. وقال عبدالرحمن إنه منذ أسابيع «اكتشفت القوات النظامية آخر الأنفاق التي كان يستخدمها مقاتلو المعارضة لتهريب السلاح والغذاء. الآن، كل ما يملكه الناس للغذاء هو المخزون الذي كان متوافراً لديهم». وجدد المرصد دعوة الهيئات الإنسانية الدولية إلى إجلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة «وضمان خروجهم الآمن وعدم اعتقالهم» على يد قوات الأمن. من جهتها، تحدثت منظمة أطباء بلاد حدود غير الحكومية في بيان عن «نزوح كثيف» للمدنيين الذين يفرون من منطقة السفيرة في محافظة حلب بسوريا «حيث تشتد كثافة المعارك منذ 8 أكتوبر الجاري».وأوضحت أطباء بلا حدود أن «نحو 130 ألف شخص قد فروا»، مشيرة إلى أن «المساعدة الإنسانية غير كافية لتلبية حجم حاجات هؤلاء المهجرين». وأضافت المنظمة أن «المعارك وعمليات القصف والغارات الجوية أسفرت عن 76 قتيلاً» و»450 جريحاً» خلال 5 أيام في مدينة السفيرة وحدها. وقالت مديرة العمليات في أطباء بلا حدود ماري نويل رودريغ إن «هذه الهجمات الشديدة العنف دفعت بسكان هربوا من الحرب إلى نزوح جديد». وأضافت أن «نحو 130 ألف شخص أي تقريباً جميع المدنيين الذين كانوا يعيشون في مدينة السفيرة أو في مخيمات مجاورة، قد فروا نحو الشمال» و»يصلون إلى مناطق استقبلت حتى الآن عدداً كبيراً من المهجرين». وفي مدينة منبج سجل الهلال الأحمر نحو 200 ألف مهجر قبل هذا النزوح الجديد. وأشارت أطباء بلا حدود إلى أن «قدرات استقبال اللاجئين قد بلغت نهايتها»، موضحة أن الواصلين الجدد يتكدسون «في مبان رسمية ومزارع ومبان قيد الإنشاء» أو في «مخيم أقيم في مرأب». وتحول النزاع الذي بدأ في مارس 2011 بتظاهرة احتجاج شعبية قمعت بعنف، إلى حرب بين جنود وجنود منشقين يساعدهم مدنيون مسلحون وجهاديون أتوا من الخارج. وأسفر النزاع خلال أكثر من سنتين ونصف عن مقتل نحو 115 ألف شخص، ودفع بملايين السوريين إلى الهرب وألحق بالبلاد أضراراً فادحة. من ناحية أخرى، حذر رئيس الدائرة السياسية في الأمم المتحدة، جيفري فيلتمان، من مغبة فشل عقد مؤتمر جنيف 2 للسلام في سوريا وأنه يقدم فرصة لبشار لأسد للترشح لانتخابات رئاسية جديدة، إلا أن دعوة فيلتمان رد عليها المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر بأن المؤتمر يفتقد الرؤية الواضحة وخارطة الطريق، مفضلاً إجراء مفاوضات غير مباشرة لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة قبل التوجه إلى جنيف. واعتبر فيلتمان في حديث لصحيفة «الحياة» اللندنية أن جنيف 2 يجب أن يؤسس لهيئة حاكمة انتقالية تملك صلاحيات كاملة على الجيش والقوى الأمنية. وشدد على ضرورة أن يعي المشاركون في المؤتمر أن الغاية منه هي إطلاق عملية سياسية بقيادة سوريا ليس لإدارة الوضع القائم بل للوصول إلى سوريا الجديدة. وأشار فيلتمان إلى أن مشاركة «حزب الله» الشيعي اللبناني في القتال إلى جانب النظام تزيد التوتر الطائفي في سوريا والمنطقة، وهي انتهاك لسياسة الحكومة اللبنانية في النأي بالنفس. من جانبه، رفض المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر الجلوس إلى طاولة التفاوض مع من تلطخت أيديهم بدماء السوريين. وفي بيان له، لم يمانع في ذهاب مؤتمر جنيف 2 إلى الجحيم في حال لم يأخذ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً يرقى إلى تضحيات ومعاناة الشعب السوري. واعتبر الجيش الحر أن صيغة جنيف 2 تفتقر إلى كل ما يوحي بإمكانية التوصل إلى نتيجة ملموسة، مشدداً على ضرورة وضع جدول زمني ومحدد لكل مراحل التفاوض، مع إدراج بنود ملزمة للطرفين للتطبيق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، كما أكد على عدم السماح بتقسيم سوريا. من جهته، أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الأسبق برهان غليون أن مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2، لابد أن تعتمد على وضوح المكاسب والرؤية، معتبراً أن مشاركة المعارضة دون ذلك تعد مغامرة. وفي إطار جنيف أيضاً، اجتمع مبعوث الأمم المتحدة بشأن سوريا لخضر الإبراهيمي مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة في إطار جولة في المنطقة لإجراء اتصالات بشأن مؤتمر جنيف للسلام. وبحث الإبراهيمي، الذي ينتظر أن يجري جولة تجمع عدة دول في المنطقة، مع أوغلو فرص عقد مؤتمر جنيف 2، داعياً تركيا لأن تلعب دوراً إيجابياً لحث الأطراف السوريين على إنهاء الأزمة بشكل سياسي. وفي إطار المشاورات الجارية لمحاولة تسوية الأزمة، التقى رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس وعدد من قادة مقاتلي المعارضة، الأخضر الإبراهيمي في تركيا وسط مساع لعقد مؤتمر لحل الأزمة السورية، بحسب ما أفاد المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي مقداد. وأضاف مقداد «عقدنا اجتماعاً مع الأخضر الإبراهيمي، شارك فيه قادة من هيئة أركان الجيش السوري الحر إضافة إلى المجلس العسكري الأعلى وقادة من داخل سوريا».وأضاف أن «اللواء سليم إدريس أعاد التأكيد أننا نسعى جميعاً إلى حل ووقف حمام الدم. كما قال إن أساس المشكلة بشار الأسد يجب أن تعالج». من جهة ثانية، أعلنت النرويج أنه لا يمكنها تلبية طلب من الولايات المتحدة لتدمير قسم من ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية على أراضيها، معتبرة أن الجدول الزمني المقترح ضيق جداً. وفي إطار انعكاسات الأزمة السورية، ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات المتواصلة والمتزايدة الحدة منذ الاثنين الماضي بين سنة وعلويين في مدينة طرابلس شمال لبنان على خلفية النزاع السوري، إلى 6 قتلى ونحو 50 جريحاً بينهم ضابط في الجيش اللبناني، بحسب ما أفاد مصدر أمني.