قدم المخرج المصري أحمد عبدالله فيلمه الروائي «فرش وغطا» السبت في مهرجان أبوظبي السينمائي في عرضه الأول في الشرق الأوسط، متطرقاً إلى ثورة 25 يناير بعيداً عن الحوار المعتاد.الفيلم المستعار اسمه من قرض شعري صوفي عريق، يستند إلى واقعة فتح السجون بعد ثلاثة أيام من انطلاق ثورة 25 يناير 2011 في مصر، حيث فر المساجين بدون معرفة سبب إطلاق سراحهم بهذه العبثية، وعبر تتبعه رحلة هروب أحد السجناء (يؤدي دوره آسر ياسين) وسط فوضى عارمة وقتل مجاني، يكشف حجم الفساد والتسلط والعنف المتفشي.يلتقي السجين برجل مصاب بطلق ناري فيساعده على الاختباء في كوخ معزول، ولعدم توفر وسيلة نقل يتركه مع هاتفه النقال الذي سجل فيه مقاطع لحادث فتح السجون ويعده بالعودة إليه، وعبر رحلة طويلة وصعبة يصل إلى بيته فتستقبله أمه واخته ولكن زوج أخته المقيم في البيت لا يرحب بعودته، فيجد ملاذاً مع بعض الناشطين في مكان يبدو أنه تكية دراويش حيث يداوون الجرحى على وقع الإنشاد الصوفي. غير أن السلطات لا تتهاون مع الجرحى فتأخذهم عنوة، فيهرب السجين مرة أخرى وهذه المرة إلى المقابر التي يعيش فيها الأحياء إلى جوار الأموات، وهناك أيضاً يبرع في تصليح الكهربائيات ويستعيد الصوفيون صوتهم، فيما يعرض عليهم الفيديو المسجل على الهاتف، فيبحثون عن الرجل المصاب فلا يجدونه. وتتطور الأحداث فيعرف أن صاحب الهاتف مسيحي وقد أقامت له أسرته عزاء، فيقرر السجين عرض الفيلم على صحيفة تطلب أفلاماً عن ما يحدث، وعندها يقع هجوم على بيت الرجل المسيحي.وفي محاولته لإنقاذ ابن المتوفى تنطلق رصاصة نحوه وترديه قتيلاً.يحدث كل هذا بدون حوار حقيقي تقريباً، ما عدا بضع جمل قصيرة هنا وهناك لربط الأحداث أو تقديم إضافة للصورة، فيما اعتمد الفيلم على مادة فيلمية ثرية لمقاطع مصورة بكاميرات هاتف أو كاميرات منزلية شكلت مادة توثيقية للثورة المصرية.ويقول المخرج أحمد عبدالله «الفيلم ليس عن الثورة المصرية بل لماذا حدثت من وجهة نظري، وهي أسباب مستمرة، وأتوقع أن تستمر زمناً أطول بحيث لو صورنا فيلما آخر بعد 10 سنوات سيكون الأمر على ما هو عليه اليوم».ويضيف ياسين أن الفيلم يعتبر من الأفلام التي تسجل اللحظة الراهنة «والإنجاز الحقيقي للفيلم أنه تم إنجازه» بحسب قوله.
«فرش وغطا» فيلم بلا إجابات عن الثورة المصرية
28 أكتوبر 2013