عواصم - (وكالات): اعتبرت مجموعات سورية مقاتلة بارزة أن المشاركة في مؤتمر جنيف2 لحل النزاع بسوريا هي «خيانة»، عشية وصول الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق، في وقت تصاعدت فيه المعارك قرب الحدود العراقية وفي حمص، بينما أفاد المجلس العسكري للجيش السوري الحر لدمشق وريفها بمقتل وجرح العشرات من عناصر حزب الله في تفجير أحد مقرات القيادة في ضاحية السيدة زينب بالعاصمة السورية، بحسب ما ذكرت قناة «العربية» أمس. في غضون ذلك، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن دمشق التزمت المهل المحددة وسلمت برنامجها لتدمير الأسلحة الكيميائية.وفي بيان باسم 19 مجموعة مسلحة تلاه زعيم كتيبة «صقور الشام» أحمد عيسى الشيخ، اعتبرت المجموعات أن «مؤتمر جنيف2 لم يكن ولن يكون خيار شعبنا ومطلب ثورتنا».ومن الموقعين كتائب «لواء التوحيد» و»أحفاد الرسول» و»أحرار الشام» و»صقور الشام»، وهي من أبرز المجموعات المقاتلة ضد النظام. ويأتي البيان وسط جهود دولية تبذل لعقد المؤتمر الذي اقترحته واشنطن وموسكو في مايو الماضي، وتسعيان من خلاله إلى جمع ممثلين للنظام والمعارضة أملاً في التوصل إلى حل للنزاع المستمر منذ 31 شهراً.ولم تتضح مواقف طرفي النزاع الأساسيين النهائية من المؤتمر بعد. ففي حين يعلن النظام مشاركته «من دون شروط»، يؤكد في الوقت نفسه رفضه محاورة «الإرهابيين» والبحث في مصير الرئيس بشار الأسد. في المقابل، يواجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة تبايناً في الآراء بين أعضائه، إلا أنه يشدد على «ثوابت» أبرزها عدم التفاوض إلا حول «انتقال السلطة» و»رحيل» الأسد. ومن المقرر أن يبدأ الائتلاف الذي يواجه ضغوطاً دولية للمشاركة في المؤتمر، اجتماعات في إسطنبول في 9 نوفمبر المقبل، لاتخاذ قرار نهائي من المؤتمر. وفي إطار جولته الإقليمية تحضيراً للمؤتمر، يزور الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي دمشق اليوم، بحسب ما أفاد مصدر حكومي سوري. وشملت جولة الإبراهيمي تركيا والأردن والعراق ومصر والكويت وسلطنة عمان، ويرجح أن يتشاور في حصيلتها مع دبلوماسيين روس وأمريكيين.وكشفت مصادر سياسية سورية معارضة أن وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو قال لمعارضين التقى بهم في أنقرة بعد لقائه المغلق بالأخضر الإبراهيمي «جاءنا الإبراهيمي يتحدث اللغة الروسية لا العربية»، في إشارة منه إلى مواقف الإبراهيمي من مؤتمر جنيف2 المقاربة للموقف الروسي. ميدانياً، وفي محافظة الحسكة شمال شرق البلاد، سيطر مقاتلون أكراد على بلدة اليعربية الحدودية مع العراق، غداة سيطرتهم على المعبر الذي كان في أيدي مقاتلين جهاديين من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و»جبهة النصرة» وكتائب مقاتلة أخرى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.وفي محافظة حمص، تتواصل الاشتباكات العنيفة منذ نحو أسبوع بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في ريف حمص. على صعيد آخر، نفى عضو مجلس الشعب السوري شريف شحادة، وهو من أبرز الوجوه السياسية السورية المؤيدة للنظام، تقارير إعلامية تحدثت عن انشقاقه، مؤكداً أنه سيعود إلى دمشق الخميس المقبل.وفي تداعيات النزاع السوري على لبنان المجاور، قتل 13 شخصاً وأصيب 80 خلال أسبوع من المعارك المتقطعة بين سنة وعلويين في مدينة طرابلس شمال البلاد. إلى ذلك، أفاد تقرير دولي أسبوعي وزع أمس أن عدد النازحين السوريين إلى لبنان تجاوز 800 ألف نازح.