أعلنت جامعة الدول العربية أن اجتماعاً عاجلاً لوزراء الخارجية العرب سيعقد مساء الأحد المقبل في القاهرة لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا في ضوء مشاورات موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي لعقد مؤتمر «جنيف 2». وصرح نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن «اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب سيعقد الأحد المقبل وسيتناول موضوعاً واحداً هو الأزمة السورية وتطوراتها والإعداد لمؤتمر «جنيف 2» ودعم الجهود التي تبذل من قبل الأخضر الإبراهيمي».وردا على سؤال حول معلومات صحفية تفيد بان رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا طلب الحصول على غطاء عربي للمعارضة السورية فيما يتعلق بالمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، قال بن حلي «إن اجتماع وزراء الخارجية العرب سينظر في هذا الموضوع»، مضيفاً أن «الموقف العربي يقوم على تشجيع كل الأطراف السورية سواء كانت حكومة أو معارضة على وضع الأزمة على طريق الحل السياسي وهذا ما سيكون محل مشاورات ونقاشات وزراء الخارجية العرب».ووصل الإبراهيمي أمس إلى دمشق، المحطة الأبرز ضمن جولته الإقليمية لتحقيق توافق حول عقد مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة، بمشاركة النظام والمعارضة المنقسمة حول المؤتمر. وسوريا هي المحطة الثامنة ضمن جولته الإقليمية لحشد تأييد حول مؤتمر جنيف 2 الذي جرى الكلام عن عقده في 23 نوفمبر المقبل.وشملت جولة الإبراهيمي غالبية الدول الإقليمية المعنية بالنزاع السوري وأبرزها إيران وتركيا والعراق وقطر، باستثناء المملكة العربية السعودية.وتعود الزيارة الأخيرة للإبراهيمي إلى سوريا إلى ديسمبر 2012. وفي مقابلة نشرتها مجلة فرنسية امس اعتبر الإبراهيمي أن الرئيس بشار الأسد يمكن أن يساهم في المرحلة الانتقالية نحو «سوريا الجديدة» من دون أن يقودها بنفسه. وأضاف «علمنا التاريخ انه بعد أزمة مماثلة لا يمكن العودة إلى الوراء. الرئيس الأسد يمكنه إذاً أن يساهم بشكل مفيد في الانتقال بين سوريا الماضي، وهي سوريا والده وسورياه، وما اسميه الجمهورية السورية الجديدة». وأبدى الإبراهيمي حذره حول مشاركة المعارضة في مؤتمر جنيف 2. ولم تتضح بعد المواقف النهائية لطرفي النزاع الأساسيين من هذا المؤتمر، الذي يأتي استكمالاً لمؤتمر جنيف الأول الذي عقد في يونيو 2012 بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا. ففي حين يعلن النظام مشاركته «من دون شروط»، يؤكد في الوقت نفسه رفضه محاورة «الإرهابيين» والبحث في مصير الرئيس بشار الأسد.في المقابل، يشهد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تبايناً في الآراء بين أعضائه، إلا أنه يشدد على «ثوابت» أبرزها عدم التفاوض إلا حول «انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل» الأسد. وأعلنت 19 مجموعة مقاتلة بارزة بينها «لواء التوحيد» و»أحفاد الرسول» و»أحرار الشام» و»صقور الشام»، أن المشاركة في المؤتمر هي «خيانة تستوجب المثول أمام محاكمنا».ورداً على هذه التهديدات، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه «من المشين أن يقوم بعض هذه المنظمات المتطرفة، الإرهابية التي تقاتل القوات الحكومية في سوريا بإطلاق تهديدات، وهي ليست المرة الأولى». وعلى صعيد تفكيك الترسانة الكيميائية السورية تنفيذا لقرار اصدره مجلس الأمن الدولي بعد توافق روسي أمريكي، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن أعمال العنف منعت مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من الوصول إلى موقعين كيميائيين في سوريا. ميدانيا، استعادت القوات النظامية بلدة صدد المسيحية التاريخية في محافظة حمص، بعدما دخلها مقاتلون معارضون بينهم جهاديون في الأيام الماضية، في سعيهم للسيطرة على مخازن أسلحة قريبة منها. كما قتل مواطن تركي وجرحت ابنته جنوب شرق تركيا بقذيفة هاون أُطلقت من سوريا، وفقاً للأجهزة الطبية.«فرانس برس - رويترز»