دعا مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، دول الخليج العربية إلى صياغة مفهوم استراتيجية جديدة تتكامل مع جهود حفظ أمن المنطقة، وتنظيم عقد جديد من القيم يرسخ ثقافة الحوار بين الدول وداخل المجتمعات.وأكد المركز في بيان له أمس بختام المؤتمر الاستراتيجي الخليجي، أن إخلاء منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل مطلب أساس لبناء أمن إقليمي حقيقي.وطالب ببلورة رؤى مشتركة بين دول التعاون وشركائها الإقليميين والدوليين لمواجهة تحديات الأمن، لافتاً إلى أن دول التعاون تؤمن بالمستويات الثلاث للأمن وبمقدمتها الأمن المحلي بمفهومه الشامل.وخلص البيان إلى أن البحرين ودول مجلس التعاون، تؤمن أن نزع أسلحة الدمار الشامل من متطلبات بناء الأمن الإقليمي والعالمي، وطالبت مراراً وتكراراً وتعيد التأكد مجدداً ضرورة جعل منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط برمته منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل كمتطلب أساس لبناء أمن إقليمي حقيقي، لافتاً إلى أن البحرين ودول الخليج العربية تشارك وبفاعلية في حفظ الأمن العالمي والتعاون في حماية الممرات الدولية من أخطار القرصنة والإرهاب.وانطلاقاً من الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والقوى الفاعلة على الساحة الدولية، وفي ظل تداخل مستويات الأمن، لفت البيان إلى الحاجة لبلورة رؤى عملية مشتركة بين دول مجلس التعاون وشركائها الإقليميين والدوليين يمكن من خلالها التصدي لتلك التحديات من ناحية، وتأخذ باعتبارها المصالح الجوهرية لدول مجلس التعاون من ناحية ثانية.ونبه إلى أن دول مجلس التعاون في ظل ما تواجهه من مستجدات أمنية، بحاجة إلى صياغة مفهوم استراتيجي جديد يتكامل مع الجهود الدولية لحفظ أمن المنطقة ولا يتقاطع معها.وأضاف أن دول مجلس التعاون تدرك المستويات الثلاث للأمن وفي مقدمتها الأمن المحلي بمفهومه الشامل، ووفرت لمواطنيها تنمية مستدامة عكستها تقارير المؤسسات الدولية المعنية، وأوصت على المضي قدماً في مسيرة التحديث والإصلاح وفق خصوصية وتدرج يتلاءم وواقعها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.ولفت إلى أن هناك حاجة ماسة لعقد جديد من القيم لترسيخ ثقافة الحوار بين الدول وداخل المجتمعات باعتباره الخيار الوحيد والأمثل لحل المشكلات وبخاصة داخل المجتمعات بهدف الحفاظ على وطن واحد يسهم فيه وينعم بثماره الجميع بروح المواطنة والدولة المدنية الحديثة بعيداً عن أي انتماءات أو أيدولوجيات لا تتسق وروح العصر. وتقدم المركز بأسمى آيات الشكر والعرفان لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، على اهتمامه ودعمه للمؤتمر، واستقبال المجلس الاستشاري العالمي للمركز والمشاركين فيه، وطرحه العديد من الأفكار والرؤى الاستراتيجية المهمة حول التحولات الإقليمية والدولية الراهنة ودور البحرين فيها.وتوجه بالشكر الجزيل لكافة المشاركين بالمؤتمر، مؤكداً أن ما أثير من أفكار ومناقشات ـ سواءً كان اتفاقاً أو اختلافاً - يتعين أن يكون البداية وليس النهاية لطرح مزيد من المناقشات حول طبيعة هذه التحولات وآفاقها المستقبلية.وكان المركز اختتم أعمال المؤتمر الاستراتيجي الخليجي الذي عقد على مدى يومي 29 و30 أكتوبر، وتناول قضايا استراتيجية عديدة، من خلال جلسة افتتاحية و3 جلسات أخرى أهمها انعكاس التحولات الإقليمية والعالمية على أمن منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط والعالم، وخيارات دول المجلس لتحقيق الأمن.