لم تأتِ الجائزة من أجل الحصول على إحدى الجوائز الثلاث ـ رغم أن هذا حق مشروع ـ ولم تأت للمنافسة بين المشاركين في طبيعة العمل الروائي للوصول إلى الأفضل، وهذا جزء من طبيعة الحياة البشرية، ولكن جاءت ليكتشف كل مشارك ما يملك من مخزون ثقافي.والقاموس اللغوي الذي على مساحته يتحرك، وكيفية تحويل الأفكار إلى نصوص حية نابضة بالحركة، عبر شخصيات متخيلة يعمل عليها الروائي الشاب، هو جوهر المسابقة وغايتها.أن توضع في موقف ما، وتترك وحدك تتحرك في المساحة الزمنية المحددة، يعني أنك أمام تحد لكل ما حولك، وقبلها تحدي نفسك، على التصرف اللائق للخروج من الورطة، ورطة أن تخلق عالمك الخاص، عالم أنت من تصنعه وأنت أول من يرى ولادته، وهو ينمو ويتحول إلى نص روائي.المنافسة بين كتاب الرواية عبر 24 ساعة، هي ليست منافسة بين الكتاب، بقدر ما هي منافسة بين كل كاتب وذاته، وربما كانت الفكرة تتجول داخله والشخصيات تتحاور بين الصفحات، ولكن كل ذلك يظل في مجال الذاكرة، وما أن تبدأ لحظة الدخول في الكتابة، حتى يرى الكاتب نفسه، يصول ويجول في صحراء البياض، محاولاً قدر الإمكان أن يحول البياض إلى واحات خضراء، تتحرك فيها الأرواح.صحيفة «الوطن» تدرك أن في قلب أكثر الشباب هناك يسكن ثمة مبدع، وكل ما يحتاجه هذا الشاب هو مساحة يمكن أن يعمل عليها دون ضجيج، وفي ظرفٍ جيد يساهم بحركة إخراج الأفكار والموضوعات والشخصيات من مرحلتها الجنينية إلى مهد الكتابة على الورق. الشيخ خالد بن حمد وجريدة «الوطن» وكل المؤسسات التي ساهمت في إخراج الجائزة من مرحلة الحلم إلى مرحلة التحقق، كلهم مؤمنون أن البحرين ولادة، وفي كل مكان من أرض الوطن هناك مبدعون يحتاجون فقط إلى فرصة لإبراز ما يحملون من إبداعات وتقديمها هدية لأرضهم وأهلهم.ربما تكون المسابقة هي الأولى ولكن لن تكون الأخيرة، فهناك العديد من المشاريع تنتظر الانتهاء من الجائزة، لتبدأ في الظهور إلى الواقع، وكل ما علينا هو أن ندخل التجربة، كمشاركين للتعرف على إمكانات هائلة نملكها، وتفعيلها بصورة جيدة، وكمشرفين نرى أن شبابنا حينما وجد الفرصة، فإنه استثمرها، ليؤكد ذاته المغلقة بالتردد، ويقول «أنا أستطيع أن أفعل ذلك»، كمساهمين قادرين على تحويل أحلام الشباب المبدع إلى حديقة من المشاريع لا تتوقف إلا لتبدأ من جديد.ادخل أيها الكاتب الشاب إلى مساحة لم تدخلها قبلاً، كن جرئياً في دخولك، لا تخف، فأنت الآن تدخل إلى ذاتك، إلى إمكاناتك، إلى الغرف السرية في قلبك، ابدأ بالضغط على الكمبيوتر وطر مع حروف «الوورد» أو سمها حروف الورد. وحدك القائد.. وحدك المسافر.. وحدك الداخل إلى الأقاليم الجديدة، غير المطروقة، هلم الآن واكتشف عوالم لم تكتشف بعد. أمين عام الجائزة علي الشرقاوي