كتب – أحمد الجناحي:من جديد وعلى أنغام رائعة، أدخلت الفرق المصرية محبي الفن في أجواء رائعة من الموسيقى والغناء عبر ثاني ليالي الثقافة المصرية على خشبة الصالة الثقافية (زخات مصرية في حب البحرين)، بحضور وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة. وأطلقت مصر الجميلة حكايتها من بحورها الفيروزية المنعشة ونيلها مهد الحضارات القديمة حكاية الصوت والفعل، وأبحرت مع شعب البحرين المحب للحياة الذي يكرم ضيفه والذي ظل قريباً دائماً من الأحداث المصرية، في رحلة لأجمل الأعمال الفلكورية الأصيلة. طبيعة مصر الخلابة التي تمزج ما بين الصحارى والجبال الشامخة والشواطئ الرملية المذهلة الحاضنة للبحور، مزجت فرقتي عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية ورضا للفنون الشعبية أغنيات ورقصات بعثت رسالة صادقة وزخات محبة، صفق لها الجمهور واستثارت شغفه لزيارة مصر «أم الدنيا» كما عرفت قديماً.كانت البهجة هي ما رصفت الطريق من نهر النيل وإلى البحرين، حيث كانت مصر حاضرة بكل تفاصيلها بالبحرين، لأن قدرة الثقافة على إحداث الفرح وإمكانيتها لاستدراج الإنسانيات والتاريخ من خلال ما أنتجته مصر من أعمال موسيقية وألحانٍ تراثية أصيلة كانت في قمة الاحترافية والإبداع، عزفت فرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية مجموعة من موروثات الغناء العربي الأصيل والإيقاعات الشرقية التي تنتمي إلى الزمن الجميل، مستعيدةً بذلك أجمل ما قدم الشرق من غنائيات وألحان. وتعددت غنائياتها وموسيقاها في إحياء لتلك الموسيقى وتوزيعات جميلة أضفت لمساتها على الجملة الموسيقية التراثية، وساقتها إلى الجمهور المتفاعل معها بروحٍ معاصرةٍ وفريدةٍ، كما دأبت الفرقة على ذلك منذ تأسيسها العام 1967. وعلى ضفاف جنان الخضار وعجائب مصر العربية، أتبع عرض فرقة عبدالحليم بالصخب الثقافي والشعبي الجميل الذي أحدثته فرقة رضا للفنون الشعبية، والتي أذهلت بمهاراتها ورشاقة عارضيها وراقصيها الجمهور البحريني، حيث كان اللبس المتقن والخلفية التي اختيرت بعناية فائقة من أهم أساسيات نجاح العرض ووصوله للجمهور.قدمت رضا العديد من المشاهد الاستعراضية نقلت فيها المشاهد إلى مصر ومدنها المختلفة وكونت نظرة ليست بسيطة عن ثقافة كل مدينة وكل قرية، التي بلغ عددها 13 عملاً فنياً واستعراضياً. وانسلت المشاهد تباعاً برقصات شرقية واستعراضية، رافقتها موسيقى مستوحاة من عالم البحارة والفلاحين وأهالي الصعيد والبرية، وانسجمت فيها موازاة متقنة ما بين الشعر التراثي الشعبي والفن الأدائي. كما كشفت فرقة رضا للفنون الشعبية عن مفاجأتها الخاصة والحصرية، من خلال عرضها «في حب البحرين» الذي أهدته للمملكة، وقام خصيصاً رئيس الفرقة الحالي الفنان إيهاب حسن بتصميم هذه المشاركة، أما الأغنية المرافقة فهي من كلمات الشاعر عصام طايع، ألحان الفنان إبراهيم رأفت وتوزيع الفنان هاني شنودة ومن غناء المطرب ماهر كمال. أما بقية المشاهد فهي تنوعت ما بين العديد من الأعمال الشهيرة والجديدة، حيث قدمت الفرقة عروضًا عديدة من تصميم الفنان محمود رضا وهي: غزل في الريف، الأقصر بلدنا، ميلدا، بياع العرقسوس، الحجالة وموشح غريب الدار، فيما كانت بقية العروض من تصميم الفنان إيهاب حسن وهي: حلاوة شمسنا، إسكندرية، موشح دعاني، همسة، المولاوية وأولاد جبلي العصايا.وتمنى نائب رئيس الاتحاد العام المصري للغرف السياحية وجدي الكرداني أن تتواصل علاقات الحب والتآخي والتواد بين الدول العربية جميعها خصوصاً بعد الأزمة المصرية أن «مصر ماتنسى أخوانها، ونحن لا نستغني عن أخواننا الخليجين بالذات، خصوصاً وهم يشكلون أكثر من 22.5% من حجم السياحة الواردة لمصر». وأشار ألى أن اختيار شعار «مصر بداية الحكاية» للحملة الترويجية السياحية لمصر تعني أن مصر تملك تاريخ عريق يمتد لأكثر من 3000 سنة مما يعني أن مصر من بداية الخلق كانت حاضرة، وهذا ما لايملكه أي شعب آخر ، «الآمر الآخر لاختيار الاسم يعود للنهضه والاستيفاق بعد حكم الأخوان لمصر التي نعتبرها سنة كبيسة، وبداية الحكاية هي خطوة جديدة من خطوات التغلب على العثرات». بدورها قالت سميرة الصالح من دولة الكويت إن العرض كان مبهراً استرجعت من خلاله الذكريات القديمة الجميلة، «العرض حقق هدفه وحقق نجاحاً باهراً وكبيراً، حيث توافدت الجماهير من مختلف الدول العربية لحضوره مثل مصر والبحرين والسعودية والكويت»، مشيرة إلى أن الغنائيات خلقت حلقه من التواصل بين الشعوب تتمنى أن تستمر، وذكرت أنها تخطط زيارة قريبة لمصر العربية. ومن جانبها أبدت نورة علي إعجابها بالعرضين، خصوصاً عرض فرقة عبدالحليم نويرة الذي اعتبرته عرضاً متقناً ورائعاً كسر روتين الحياة والملل أعادتها إلى الأيام الجميلة الماضية واستعادت من خلالها الذكريات الجميلة، «أما فرقة رضا أعادت السنوات القديمة لي في جو اللحظة والآن، فهذه الفرقة كنا نتابعها أيام المراهقة والشباب، وأنا متأكدة أن مشاعر الناس كانت متقاربة من مشاعري حيث الجميع استرجع ذكرياته القديمة»، ناوية نورة زيارة مصر في القريب العاجل برفقة زوجها.وقال أشرف ... إن العرض يتحدث عن نفسه، ومصر تتحدث عن نفسها، شاكراً وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على الفعاليات الجميلة والقريبة من الجمهور، حيث إن العرض حقق هدفه من خلال توجيه دعوة سياحية مضمونها أن الوضع في مصر آمن وأكثر أماناً من قبل. وأضاف أن هناك رسالة سياسية ضمنية من مصر للبحرين تعبر فيها القاهرة عن شكرها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لمبادرته بدعم الحركة التصحيحية في مصر، ويتمنى أشرف أن تكون هناك دائماً أوجه للتعاون.وعلق إيهاب علي أن العرض ممتاز جداً أسعدنا كمصرين وشعرنا بوطنية عالية، خصوصاً وأن أهل مصر يقدمون عرضاً على أرض البحرين، أن «مصر بداية الحكاية .. اختيار موفق للعنوان لأن مصر والكل عارف فيها آثار وسياحة وحضارة وأعتقد أنه اسم مميز، شاكراً وزيرة الثقافة والبحرين على الاستضافة الطيبة.فيما قال حازم عبدالرزاق إن العرض كان مبهراً لم يتوقعه، والفرقة عرضت مشاهد وأوجهاً لمصر لم يشاهدها الجمهور من قبل، ويعبر عن سعادته باختيار شعار «مصر بداية الحكاية» كعنوان للحملة السياحية الترويجية، أن «مصر هي الأصل لأنها عراقة وتاريخ وأصول .. وبدايـــة حكايـــة الوطـــن العربـــي».
زخات الحب المصري تمطر نغماً على المنامة
02 نوفمبر 2013