كتب - أحمد الجناحي:يؤكد الباحث في التنمية البشرية عصام عبدالله أن الناجحين والعظماء يسيرون في خطوط متوازية ويلتقون في نقطة الاهتمام بالوقت، «إذا نظرنا إلى سيرة المشاهير والناجحين في سواء في عصرنا الحاضر أو الماضي فإن القاسم المشترك لثمره نجاحهم هو حسن تدبيرهم لأوقاتهم، فإذا كان اليوم عبارة عن 24 ساعة بالنسبة لنا، فكذلك كانت بالنسبة لهم». ويبين أن الفارق الوحيد بيننا وبينهم «أنهم عرفوا كيف يستثمرون هذا الوقت في الـ24 ساعة التي يملكونها كل يوم، فليس من الحكمة أو الفطنة أن تؤجل عمل اليوم إلى الغد، أي بمعنى أن ما تستطيع إنجازه اليوم لا تدعه للغد، لأن لكل يوم مهام ومسؤوليات في حياتك». إن قيمة الوقت -بحسب عبدالله- تختلف من إنسان إلى آخر، كل حسب موقعه ونظرته من الحياة، لأن الوقت بكل سهوله هو حياة الإنسان، كما قال الحسن البصري (يا ابن آدم، إنما أنت أيام، إذا ذهب يوم ذهب بعضك)، وقديماً قيل الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وقالوا أيضاً: الوقت من ذهب لا يعود منه ما ذهب. ويبين أن حياة الإنسان تتكون من أوقات، كلما ذهب بعضها، ذهب بعض عمر الإنسان «قيمة الوقت وإن كانت مهمه لكل الناس إلا أن أهميتها تختلف عند الناس، فالإنسان المجتهد والمثابر وقته أثمن وأغلى من الإنسان المتقاعس المتكاسل»، وإذا نظرنا إلى الواقع سنجد أن هناك فئة من الناس يقتلون الأوقات بالجلوس على المقاهي أو الانشغال بتفاهات الأمور، بينما هناك من لا يجد متسعاً من الوقت ليستكمل إنجازاته، وهذا لا يعني أن الإنسان يكون ضحية الوقت، بمعنى أن لا يترك مشاغله ومسؤولياته رهينة للوقت، بل على العكس كلما نظم الإنسان وقته ووضع أولوياته كان فرصته لتحقيق أهدافه أفضل وأسرع. ويرى عبدالله أن تنظيم الوقت مسألة في غاية الأهمية تقود بشكل سلس إلى النجاح أن «تنظيم الوقت واستثماره بشكل صحيح يقودنا إلى مسألة في غاية الأهمية وهي أن الإنسان مهما كان وضعه المادي وكيفما كان سلمه الاجتماعي، وأينما كان موقعه الريادي، فإن من دواعي نجاحه أن يلتزم في حياته بجدول زمني يحدد فيه أولوياته ويوازن بين واجباته الأسرية والاجتماعية والوظيفية». عبدالله يؤكد أن الاستفادة من الوقت هو العامل الذي يحدد الفارق بين الشخص الناجــــح والفاشل «الصفــة المشتركــــــة بين الأشخاص الناجحين هي قدرتهم علي الموازنة بين الأهداف والواجبات وهذا لا يتحقق إلا من خلال إدارتهم الناجحة لذاتهم، عن طريق وجود هدف أو عدة أهداف ورسالة في الحياة يريدون تحقيقها». ويشير عبدالله إلى جملة من أسباب عدم الاهتمام بالوقت «مثلاً عدم وجود خطط أو أهداف، غياب الرؤية المستقبلية، عدم إدراك ما سوف يترتب لاحقاً من ضياع الوقت وإهداره، ضعف الهمة ، التكاسل والتخاذل، والنسيان هو أمر من الممكن أن يحدث لأي شخص لأن الشخص لا يدون ما هي مهامه وما يريد إنجازه وبالتالي يضيع الوقت في التفكير». والحل «فكر، أنظر، حدد، نظم، نفذ، قيم نفسك، وتعني: حدد أهدافك وفكر ماذا تريد وما هي رسالتك في الحياه، أنظر إلى أدوارك ويعني أن تعطي لكل دور حقه وتعرف ما عليك من واجبات، حدد أهدافك في كل دور أنت معني به في حياتك وحدد ماذا تريد أن تقدم لهذا الدور وما تريد أن تكون عليه، نظم ويعني ضع جدولاً أسبوعياً للأهداف الضرورية المراد تحقيقها، ولابد أن تكون الأهداف شاملة لكل دور معني أنت به في حياتك، وأهم هدف هو تطوير ذاتك، الأمر الآخر هو نفذ أي التزم بما وضعته من أهداف، وأخيراً قيم نفسك أي النظر إلى جوانب الإخفاق وتجنبها».
عصام عبدالله: العناية بالوقت نقطة التقاء العظماء بالناجحين
03 نوفمبر 2013