كتب ـ أحمد الجناحي:أتم مسرح البحرين الوطني عامه الأول، كان خلاله حلقة وصل بين البحر والنجوم، وبانعكاسات ضوء صنعها على سواحل المنامة، قدم للبحرين والعالم أجمع مثالاً في التبادل الحضاري والثقافي والفكري. وفي أجواء من الجمال والفرح، وتحت سماء تزينها النجوم، احتفت وزارة الثقافة بصرحها مساء أمس، عبر حفل لأجمل أصوات العالم في غناء الأوبرا مع الفنان العالمي بلاسيدو دومينغو، وهو كان أول من غنى في المنامة عاصمة الثقافة العربية بعد افتتاح المسرح عام 2012.عاد دومينغو صاحب الصوت المعجزة إلى المنامة، وهي عاصمة للسياحة العربية 2013، ليقدم روائعه الأوبرالية ضمن فعاليات فصل السياحة البيئية، آخر فصول البحرين المزدهرة لهذا العام.بصوته المميز القادر على الأداء، بين الصدح بكلمات النوتة بأعلى درجات السلم الموسيقي، وبين ملامسة نعومة الصوت المخملي الهادئ، مراوحاً تارة بين الفردية واللون الموسيقي الجميل، وتارة أخرى بين الغريزة الموسيقية المتأصلة، احتفت المنامة بتأسيس مسرحها الوطني.دومينغو الموسيقي العملاق يعتبر أحد الأصوات الذهبية لم يعرف القرن مثلها أداءً وحضوراً، ويشهد له جمهور أرقى دور الأوبرا في مشارق الأرض ومغاربها.ضج دومينغو بحيويته على خشبة المسرح الوطني، ليؤكد للعالم مجدداً أنه أسطورة موسيقية حية، وأن المسرح الوطني رمز شامخ وتحفة معمارية فريدة، وجدت لتكون أداة للتبادل الثقافي بين الحضارات، وسجلت بها البحرين توقيعاً آخر في سجل الحضارة الإنسانية.شد بلاسيدو الجمهور بمعجزة صوته ودرامية الموسيقى داخل قلبه، وارتدى مرة أخرى موسيقاه ومعزوفاته كي يتعرف إليه العالم من موقع مسرح البحرين الوطني، ورافقته هذه المرة أوركسترا راينلاند بفالز الفيلهارمونية الألمانية الدولية، بقيادة المايسترو إيجين كون.مسرح البحرين الوطني، الذي أصبح له عام من الذاكرة والغناء والفنون الاستعراضية، بعد أن دشنه جلالة الملك المفدى في المنامة عاصمة الثقافة العربية عام 2012، عاش جمال منجزه برفقة أسطورة الأوبرا بلاسيدو دومينغو، الذي انتقل على خشبته من غناء التينور إلى الباريتون، حيث اتسعت الأوبراليات لطبقات صوتية بعيدة لا تتكرر. ووزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة قالت في هذه الذكرى «المسرح الجميل الذي أحدثته الثقافة بقلب عام كامل استعاد مرفأ الكون، بكل أحلامنا التي وقفت على خشبة واحدة، بالعالم الذي عشناه في مشاهد مرت وبقيت فينا». وأردفت «هذا المكان بكل تفاصيل عمرانه وذاكرة أمسياته وأحداثه كان لغتنا البحرينية للوصول إلى أجمل ما صنعته الشعوب، الرهان كان أن يصبح هذا المسرح معلماً سياحياً وثقافياً لكنه اليوم تمكن من الذّهاب إلى أبعد من توقعاتنا بما قدم وفعل، عام كامل كنا نختبر الجمال ونصنعه، عام والبحرين تفعل الموسيقى، الرقص، الغناء، العروض الجميلة البصرية، المسرح والفن قبالة هويتها البحر، حيث الثقافة كانت فعلنا للاستمرار والتخاطب».ويعد دومينغو أحد أعظم فناني الأوبرا في العصر الحديث، وصنع بمخيلته وبراعته الفريدة وأدائه المتقن العديد من الأعمال الموسيقية والسيمفونيات وصلت للعالمية، وهو غنى مجموعة من الأعمال الأوبرالية العالمية من أهمها أوتيللو، سيغموند، ريجوليتو وسيمون بوكانيغرا.شغل دومينغو العديد من المناصب المختلفة منها المدير العام لأوبرا لوس أنجليس، والمدير العام لأوبرا واشنطن الوطنية، وهو عضو أساس في عمادة الأوبرا، وشارك في تقديم أكبر عدد من الأمسيات في تاريخ الأوبرا يصل عددها إلى 140 أمسية، وحصد العديد من الجوائز من بينها 12 جائزة ألمانية.