كتب – جعفر الديري: لاتزال تجربة (تقاسيم) لمجموعة من التشكيليين البحرينيين؛ تحصد النجاح. وهذه المرة من دولة الكويت الشقيقة، حيث يستضيف غاليري ألفا مجموعة من الأعمال لكل من سيد حسن الساري، محمد المهدي، وأحمد عنان، عبر معرض تقاسيم (5). اللوحات المقدمة تباينت موضوعاتها ومناختها، لكن الفنانين المشاركين ظلوا حريصين على الثيمات التي منحت كلا منهم خصوصيته. إذ نجد أن الهم الإنساني لايزال يشغل سيد حسن الساري، محاولاً التعرف على الإنسان، وأحلامه ونزواته. يقول الساري حول مشاركته في المعرض ان «الانسان كيان واسع ذو ألغاز متعددة لا يمكن فكها لكثرة تعقيداتها، كائن مثير للجدل لطالما بحثنا فيه إلا أن سبيل المعرفة فيه شائكة ليست باتجاه واضح وإنما يغلب عليه طابع التردد وحب الذات والتملك فلذا اخترت في تقاسيم (5) أن أقدم أطروحتي المتواضعة في دراسة غريزة من غرائز الإنسان وارتباطه بالماديات بشكل مفرط يعقد حياته المبسطة ويدخل في دهاليز نفسية ذات أفق مظلم ونفق ليس له نهاية غير التوهمات الحدسية التي لا تأتي بنتيجة ايجابية». ويضيف «وظفت في تجربتي هذه «الكرسي» وهو إشارة للتملك والارتباط بالماديات لما له من دلالات واضحة تنبع من أصغر الأشياء من داخل البيت والبيئة المصغرة منطلقة إلى أي ماديات تجعل منه مركزاً مهماً. وكذلك أوجدت عنصر القلب وهو الإشارة الواضحة للحب بشكل عام ووجودها لجانب عنصر الكرسي دلالة واضحة للسيطرة وحب الذات وفي جانب آخر يسعى البسطاء من الناس إلى التعاون والترابط بوجودهم بمنطاد صغير يجمعهم بلباسهم المتواضع حيث ينتهي هذا المنطاد إلى التلاشي في الأعلى وتتناثر منه القلوب تعبيراً عن السعادة».أما المرأة هذا الموضوع الكبير، فلاتزال الشغل الشاغل للفنان أحمد عنان، إذ أن معظم أعماله تقترب من المرأة وتلامسها أحيانا، وتهرب منها أحيانا أخرى، وهو في كل ذلك يجدها الكون بأسره، «أخذت المرأة حيزاً كبيراً في أعمالي بل رئيساً في معظم لوحاتي وموضوعاتي الفنية، فهي عنصر هام له د??ت غنية ومختلفة، مردفاً أن المرأة هي الأم، الجمال، الأرض، المحبة، الأمان والخصب، كما عبر عنها الفنانون في كل العصور»، أما الطائر فهو الآخر لا يفارق عنان «يرافقني في لوحاتي ليعطي إيحاءً جمالياً وتوازناً يتناسب مع كل فكرة في أعمالي». وإذا كان الفن إبحار إلى أبعد مدى، فإن من حق الفنان أن يغوص في أي عالم يحقق له أحلامه، لذلك يختار محمد المهدي موضوع الطفولة لكن من خلال شاشة التلفزيون، حيث صور الحيوانات الشبيهة بالرسوم المتحركة. يقول المهدي: تحية لمن أدخلني عالم الفن، سأتكلم بشكل مختصر عن جزء من طفولتي. كانت الساعة الثامنة صباحاً، بدأنا نستعد لمشاهدة التلفاز لكن مازالت القناة مغلقة بخطوطها الملونة. كنا ننتظر بفارغ الصبر إلى أن فتحت القناة بآيات قرآنية تتلوها الرسوم المتحركة ، توم جيري وباباي وتوم سوير وغيرها من أفلام الكارتون. أحببت أفلام الرسوم المتحركة لكني مازلت أنتظر برنامجي المفضل. ويضيف: أحببت الحيوانات كثيراً فقمت برسمها، لكن حينها لم أنجح برسمهم يبدون وكأنهم رسوم متحركة، بل امتزج الواقع والكرتون. هذه هي أعمالي في المعرض (تحية لمن أدخلني عالم الفن).
تقاسيم 5.. إبحار إلى أبعد مدى
04 نوفمبر 2013