كتبت - نورة بوصالح: مشعل يوسف، حسين ناصر، وإبراهيم الفضالة، شباب بحرينيون موهوبون، قادهم حب التصوير إلى الاحتراف، حيث يمارس كل منهم هوايته عبر وظيفة يجدونها أجمل شيء. ورغـــم أن المصوريـــن الشبــــاب ارتبطـــوا بالتصوير منذ نعومة أظفارهم، ورغم نجاحاتهم الكبيرة، لايزالون يجدون أنفسهم في طور التعلم، مقرّين أن التصوير مجال رحب مازال يتعلم في بحره الكثيرون. يقول مشعل يوسف: درست التصميم الداخلي وتعلمت التصوير منذ 4 سنوات، بداياتي كانت عن طريق استخدام كاميرا أخي للتصوير وأقوم بوضع الصور التي ألتقطها على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، حين تمت دعوتي من قبل أحد الأشخاص لكي أتعلم التصوير بأساسياته وذلك تحت مظلة المؤسسة العامة للشباب والرياضة عبر برنامــــج (SOP School of photography) حيث نلت عدة شهادات في هذا المجال من قبل المؤسسة. ويفضل مشعل التصوير التجاري عن باقي أنواع التصوير، مشيراً إلى أن البعض يرى بأن التصوير موهبة رائعة يمتلكها المصور ومن ناحية أخرى يراها البعض بأنها موضة يجب اتباعها، لكن المجتمع أصبح أكثر تفهماً لفن التصوير وأنواعه مع التطورات الحالية ولوجود مواقع التواصل الاجتماعي الأنستغرام. وبحسب مشعل فإن موهبته تحولت مع الممارسة والتعلم إلى مهنه يزاولها منذ 6 أشهر، «لكنه هنالك بعض المصاعب أو السلبيات التي تعرقل مسير المصورين: أهمها كلفة معدات التصوير. وفي النهاية أقول بأن التصوير فن نستطيع من خلاله أن نعبر عن الحياة».نظرة مختلفة بدوره يقول حسين ناصر: كانت بداياتي منذ الصف الأول إعدادي، إذ كانت لدينا مادة دراسية لتعلم كيفية التصوير وتحميض الأفلام وطباعة الصور، ومن خلالها بدأ معي شغف حب التصوير الضوئي أو الفوتوغرافي وعلى هذا السياق لقد حققت المركز الثاني على مدارس البحرين في مسابقة بعنوان (البحرين في صورة) وكان ذلك عندما كنت في الصف الثالث أعدادي. ويضيف: الكاميرات الاحترافية المفضلة لدي هي 35 Dmark وأنا ملم أكثر لتصوير الوجوه وتصوير الطبيعة والمباني. وأرى أن المجتمع ينظر للمصور أنه شخص مهم ومميز وذلك لأنه ينقل الصورة كما يراها المجتمع من دون الزيادة فيها. من منظوري الخاص أرى بأن التصوير موهبة وعلم يقوم الشخص بتعلمه وذلك بسبب أننا باستطاعتنا تحويل شخص غير موهوب إلى شخص مبدع بالتصوير من خلال تعليمه أساسيات التصوير ومفاهيمه وطرق التصوير ولكننا لا نستطيع أن نمنحه الموهبة في التفنن بإخراج الصورة، أضف إلى ذلك بأن المصور المحترف يكون أكثر معرفة باستخدام الإضاءات المناسبة وكيفية استخدامها وتكون لديه نظرة إخراجية جميلة ومميزة والأهم هو أن يستطيع أن يخرج صورة عظيمة بالموارد البسيطة المتوفرة لديه. ويشير ناصر إلى أن لكل مجالاً مصاعب يواجهها الشخص ففي مجال التصوير يواجه المصور عدم توافر سوق خاص لجميع الأكسسوارات والإضافات التي يحتاجها المصور ليمارس شغف التصوير بها، بل تتوافر أدوات بسيطة جداً في الأسواق المحلية، «أريد أن أوجه رسالة للمصورين بأن لا تشتري كاميرا وتحبسها داخل حقيبتها وتركها في أحد زوايا غرفة نومك، بل مارس التصوير وكن طموحاً، فمن يدري، قد تكون الصورة التي صورتها تساهم في نشر علم أو نصيحة أو يتم كشف ملابسات قضية ما من خلالها، أو أن تصبح مصوراً مشهوراً في يوم من الأيام. تقبل النقد البناء الذي يساهم في تطورك كمصور مبتدئ إلى محترف، اسأل وابحث وراقب المصورين الكبار حتى تصبح مثلهم، فقد كانوا في يوم ما مبتدئين مثلك». سلاح نافذ ومن جانبه، يقول إبراهيم الفضالة: كانت بدايتي مع فلم كاميرا وعندما كبرت قمت بجمع مبلغ من المال لشراء كاميرا ديجيتال تعمل بواسطة الحاسب الآلي ومن خلالها بدأت معها مشوار تطور التصوير وبعد ذلك قمت بشراء كاميرا تتواجد بها شاشة وبعدها إلى تصوير الفيديو ولكنني وصلت إلى مرحلة بعد ذلك للتوقف عن ممارسة التصوير لمدة 10 سنوات ومن بعد هذا الغياب الطويل عدت لمزاولة التصوير منذ سنتين تقريباً ومع ظهور كاميرات DSLR بدأت معها انطلاقة جديدة في حب التصوير وتعلم مهاراته وأسسه. ويضيف إبراهيم: أستخدم حالياً كاميرات من نوع Nikon ولكنني لا أمانع في تغيير النوع حيث إن الكاميرا عبارة عن آلة والتصوير يعتمد على المصور نفسه ليس بنوع الكاميرا التي يستخدمها في التقاط الصور وحسب بل بمهاراته أيضاً وإلى خبراته في هذا المجال، حيث حضرت إلى دورات عديدة في مجال التصوير ولكن الخبرة بالنسبة إلي أهم من الشهادات التي يمتلكها المصور. ويرى أن نظرة المجتمع للتصوير تغيرت ويعود السبب لامتلاك العديد إلى الكاميرات فمنها ما هي في الهواتف النقالة وفي الحاسب الآلي والكاميرات المحمولة بتعدد أنواعها، وكل المصورين يحاولون باستمرار إلى تطوير نفسهم للوصول إلى الاحترافية، «الجميع يقدر فن التصوير ويهتم بمخرجاته من صور وفيديوهات، فهو موهبة وفن ولكن إلى حد ما يجب على الشخص تعلم أساسيات التصوير ولكنه يكون أيضاً خليطاً بين العلم والموهبة والإبداع. أي أن أي شخص بإمكانه أن يتعلم مجالات التصوير ولكن عند التطبيق يأتي دور الموهبة و الخبرة والفن. والمصور المحترف هو الشخص الذي يكون ملماً بأساسيات التصوير ويحب التصوير وأيضاً يمتلك شغف التصوير ويمتلك للحس الإبداعي وذو أخلاق حسنة مع الناس ولا يمكن الاستغناء عن الخبرة إذ إنها من أهم هذه الصفات. والجميع في هذا الوقت يمتلك كاميرا والكل يقوم بالتصوير ولكن بإمكان أي شخص أن يميز إذا كانت هذه الصورة احترافية أو صورة تنقصها بعض الأسس لكي تصبح احترافية. فالتصوير يبدأ كهواية ويمكنها أن تتطور إلى مهنة إذا قام الشخص بالتعلم والتطور في هذا المجال، لكن التصوير يحتاج أحياناً إلى السفر وإلى أوقات الفراغ ولكنها تختلف من شخص إلى آخر وإلى نوع التصوير المراد القيام به». ويؤكد إبراهيم أنه لا يوجد مجال يخلو من المصاعب، «المصاعب التي نشعر بها هي عدم توافر بعض المعدات التي تحتاجها، لكن في النهاية التصوير ليس مجرد شخص يمتلك كاميرا بل هو رسالة يقوم الشخص بتوصيلها للناس أجمع، وأتمنى على المصورين والمحترفين بأن يقوموا باستخدام هذه الرسالة في مجالات تعود بالفائدة على الأشخاص والمجتمع وتساهم في تطورهم وارتقائهم. فمثلاً هنالك كثير من المصورين الذين يسافرون مع الحملات الإغاثية لكي يقوموا بنقل صور عن هذه الحملات والمعاناة التي يعاني منها تلك الشعوب». ويواصل: لا ننسى أن المجال الإعلامي سلاح نافذ في هذه الأيام ومن أقوى المجالات لتوصيل الخبر والرسالات، ومن الأفضل أن نقوم باستخدامه بطريقة إيجابيه هادفة تعود بالفائدة على من يتلقى تلك الرسائل. وبتكريس الخبرة التي يمتلكها المصورون والمهارات والفنون في هذا المجال بإمكاننا أن نقوم بإرسال رسالات هادفة عن ما نقوم به ولتشجيع الكثير إلى السير نحو الاحترافية وتحبيبهم في فن التصوير الفوتوغرافي.