بقلم - سلمان بوسعيد:إن الأخلاق سبب بقاء الأمم، ومن دونها تسقط الأمم، فبتردي أخلاق المجتمع تنتشر الجريمة، وتتفشى الرذيلة، ولذلك اهتم الإسلام بالأخلاق اهتماماً بالغاً ومن منزلة الأخلاق في الإسلام ما يلي: - أن الله تعالى وصف النبي بحسن الخلق، فقال سبحانه وتعالى «وإنك لعلى خلق عظيم»، مما يدل على أهمية حسن الخلق لدرجة أنه يعتبر وصفاً ومدحاً من الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. - بعث النبي صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق فقال صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». - ربط الاخلاق بالايمان فقال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت».- أن الأقرب للنبي صلى الله عليه وسلم أحاسن الناس خلقاً فقال صلى الله عليه وسلم: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون». ولذا اهتم الإسلام بالحث على حسن الخلق على جميع الأصعدة، ومن ذلك:- حث على حسن الخلق مع الوالدين فقال سبحانه وتعالى «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً»، فوجب على كل مسلم احترام والديه ووضعهم الموضع الذي ارتضاه رب العالمين لهما، والإحسان إليهما في حياتهما ومماتهما.- حث الإسلام على الإحسان للزوج والزوجة، فقال صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله»، لأهمية القيام بواجب خدمة الزوجة التي تعتر من القوامة، كما حث على طاعة الزوج فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شاءت»، لأن طاعة الزوج ليست بالأمر الهين، وتحتاج إلى خلق ومصابرة.- اهتمام الإسلام بحسن الخلق فيما يخص الأمور الاقتصادية فقال الله تعالى: «يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما»، حيث أهدر الإسلام المنافع المالية التي قد يحصل عليها بائع الخمر لأجل دفع المضار التي سيخلفها الخمر للمجتمعات والأفراد نظير شرابهم للخمر وسكرهم فقد تضيع الأسر وتتردى أخلاق المجتمع نتيجة لذلك.- منع الإسلام الغش في البيع فقال صلى الله عليه وسلم: «من غشنا فليس منا».وهناك الكثير والكثير من مظاهر اهتمام الإسلام بحسن الخلق فبه أقام الإسلام دولته التي كانت تحكم من المشرق إلى المغرب وصدق الشاعر حينما قال:إنمــا الأمم الأخــــلاق مــــا بقيــــت فن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا* باحث
لا بقاء للأمم دون أخلاق
08 نوفمبر 2013