اختتم المنتدون في الملتقى الخليجي الثاني للتخطيط الاستراتيجي أعمالهم أمس الأول بدعوة الأجهزة الأمنية الخليجية لتطوير خططها الاستراتيجية وتطويرها لمواجهة الإرهاب. وعقدت أمس الأول عدة ورش متخصصة في التخطيط الاستراتيجي قدمها مدربون متخصصون في قطاعات مختلفة. وعرض مدير معهد القادة الأمني للدراسات والتدريب الأهلي بالكويت الفريق متقاعد مساعد الغوينم خلال ورشة عمل (التخطيط الاستارتيجي الأمني)، لصياغة الاستراتيجيات الأمنية لتحديد ومواجهة كافة الأخطار الداخلية والخارجية.وأكد الغوينم أن الورشة تسعى لرفع مستوى أداء الأجهزة الأمنية من خلال تعريفهم على أهمية التخطيط الاستراتيجي، الذي لمسنا جزءاً منه في التلاحم الخليجي في الفترة الماضية. وشرح الغوينم للمشاركين كيفية تحديد المهمة الأمنية وجمع المعلومات وتحديد الأهداف ومعرفة المحاذير والخطة العامة والمهام والواجبات والتعليمات لأداء المهمة الأمنية بالطرق الحديثة، وتطرق كذلك إلى أنواع العقاب والأحكام وتنحي الأشخاص المخفقين في مهامهم.وأوضح أن الورشة تهدف بالدرجة الأولى لمعرفة ووضع الخطط الأمنية الاستراتيجية بصورة احترافية، مؤكداً أن كافة الأجهزة الأمنية بحاجة لتطوير وتجديد خططها الاستراتيجية لمواجهة الإرهاب. بدوره قدم رئيس جمعية البحرين للجودة د. خالد بومطيع ورشة عمل بعنوان (التخطيط الاستراتيجي والتنمية المستدامة)، تطرق فيها إلى فوائد التخطيط الاستراتيجي، مشيراً إلى أن التخطيط الاستراتيجي يركز على الأمور المهمة، حيث يحدد الوقت والموهبة والمال للأنشطة لتقدم أكبر فائدة. وأكد بومطيع أهمية الوعي بالبيئة المتغيرة كأساس للتغيير المطلوب، كما حلل ثقافة العمل الداخلي في المؤسسة وتقييم أثرها على أدائها، مشيراً إلى أنه يمكن من خلال التخطيط تحديد تأثير بيئة العمل على المؤسسة، وتحديد الفرص والمخاوف المحتملة لتغير اتجاه الشركة، وتساهم كذلك في وضع أهداف واقعية، ومعرفة مواطن الضعف، وتحديد الهدف المنشود.وبيّن أهمية وضع الرؤية الخاصة بالمؤسسة قبل البدء بعملية التخطيط الاستراتيجي، مشيرا الى أنها يجب أن تظهر القوة التي ترشد المؤسسة إلى الهدف المنشود (الحلم)، فتتضمن الرؤية هيكل المؤسسة وسياساتها وإجراءاتها وتوزيع مواردها، فهي تحافظ أيضاً على بقاء المؤسسة في السوق.وتطرق بومطيع إلى التفكير الاستراتيجي الذي عرفه بأنه تحديد الطرق المختلفة للأفراد لتحقيق أهدافهم وإجراءات الوصول لها، لافتاً إلى أهميتها في جميع جوانب الحياة سواء على مستوى العائلة أو المجتمع أو العمل، كونها أحد أهم ركائز التنمية المستدامة. فيما قدم أستاذ العلوم والدراسات الاستراتيجية بجامعة حلوان البروفيسور محمد أبوعامود ورشة عمل بعنوان (نحو تخطيط استراتيجي لعالم متغير)، بيّن فيها أبرز التحولات التي يشهدها المجتمع الدولي، كالتحول من نظام المركزية إلى نظام اللامركزية، وتحول المجتمع الصناعي إلى معلوماتي، والتحول من وضع استراتيجيات قصيرة المدى إلى استراتيجيات طويلة المدى، والتحول إلى الديمقراطيات المشاركة والعديد من التحولات.وأشار إلى تأثير هذه المتغيرات على المنظمات المختلفة، والتي تفرض عليها الذهاب نحو الاستجابة لتطوير وتنظيم مؤسسي وتغيير الاستراتيجيات القديمة، جل ذلك مع مراعاة التوازن بين المصالح واستخدام الموارد اللازمة لأداء الأعمال، ويوضح ذلك أهمية التخطيط الاستراتيجي الصحيح لجميع المؤسسات ما يجعلها تواكب المتغيرات السريعة. فيما لفت أمين عام الملتقى د. فهد الشهابي، إلى أن هنالك مجموعة من التوصيات التي خرج بها المشاركون، يجري جار العمل على تنقيحها لنشرها قريباً بصورتها النهائية. وعقد الملتقى على مدى 3 أيام بتنظيم من الجمعية البحرينية للتخطيط الاستراتيجي ومكتب «أكت سمارت» لاستشارات العلاقات العامة وبرعاية سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك رئيس المجلس الأعلى للبيئة رئيس الهيئة العليا للإعلام والاتصال.