عواصم - (وكالات): جهد الدبلوماسيون في جنيف لرفع العقبات من أجل التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني فيما برزت خلافات بين الغربيين بعد تعبير فرنسا عن تحفظات قوية.وحذرت إيران من أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي وهو اليوم الثالث من المحادثات، فإن النقاشات ستؤجل إلى جولة جديدة. وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن المفاوضات ستستأنف خلال 7 إلى 10 أيام في حال عدم التوصل إلى اتفاق في محادثات جنيف.وأدى إصرار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على طلب التزام أقوى من إيران حول بعض أوجه برنامجها النووي التي يمكن يكون لها استخدام عسكري إلى إثارة انتقادات واضحة من مفاوضين غربيين آخرين.وصرح دبلوماسي غربي أن «الأمريكيين والاتحاد الأوروبي والإيرانيين عملوا بشكل مكثف طوال أشهر على هذا الاقتراح، وهذه ليست إلا محاولة من فابيوس للتدخل في اللحظة الأخيرة للعب دور في المفاوضات».وكرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه مازالت هناك «مسائل هامة» عالقة في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني وذلك عقب لقاء مع نظيره الإيراني في جنيف.وبعد لقاء منفرد مع ظريف قال فابيوس «نود التوصل إلى اتفاق لكن مسائل هامة مازالت عالقة تتعلق بمفاعل اراك وبمخزون وتخصيب اليورانيوم».وأثارت العرقلة تعليقات في العواصم الأوروبية. وأكد وزير الخارجية السويدي كار بيلت في تغريدة على موقع تويتر «يبدو أن المفاوضات في جنيف لا تجري مع إيران بل في صفوف المجموعة الغربية. هذا ليس أمراً جيداً».وفي هذا الاتجاه قال ظريف إن هناك «خلافات في وجهات النظر» بين الدول الكبرى في المحادثات النووية بجنيف حول ملف إيران النووي. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الطلابية عن ظريف قوله «حول بعض النقاط توصلنا إلى اتفاق وحول نقاط أخرى لاتزال هناك خلافات. وكما أشارت وسائل الإعلام هناك تضارب في وجهات النظر ضمن مجموعة 5+1». وأعلن ذلك خلال استراحة بعد ساعتين من المباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون.وفي طهران انتقد نواب إيرانيون تصلب فرنسا في المفاوضات متهمين وزير الخارجية الفرنسي بالدفاع عن «مواقف» إسرائيل التي تندد بالاتفاق الذي يجري بحثه.ويأتي توقع اتفاق في جنيف على مستوى الآمال التي أثارها في يونيو الماضي انتخاب الرئيس حسن روحاني في إيران الذي تبنى نبرة معتدلة وأنجز عدة مبادرات انفتاح نحو الغرب معرباً عن إرادته حل الخلاف النووي سريعاً من أجل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد بلاده.ورأى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أنه «علينا أن نفعل ما بوسعنا لانتهاز اللحظة والفرصة للتوصل إلى اتفاق لم ينجح العالم في التوصل إليه منذ فترة طويلة»، حيث بدا مصمماً على تقريب وجهات النظر بين الغربيين.غير أنه أبدى حذراً مؤكداً أنه حالياً من المستحيل التأكيد «على حصول اتفاق، ولابد من تسوية مسائل مهمة». وتابع «لكن وإن لم يحدث فعلينا الاستمرار في الأسابيع المقبلة بالبناء على التقدم المحرز».من جهته، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي إن المجتمع الدولي «أقرب إلى حل معقول» بشأن البرنامج النووي الإيراني، مما كان «منذ سنوات»، وذلك في تصريح لصحيفة «دي فيلت» أمس.وأكد الوزير الذي يشارك مع نظرائه الإيراني والأمريكي والفرنسي والبريطاني والروسي والصيني في مفاوضات جنيف «حدث في بعض الأحيان في الماضي في السنوات الأخيرة أن كنا قريبين من اختراق. لكن الآن نحن أقرب إلى حل معقول مما كنا عليه قبل سنوات».وتوالت المشاورات المكثفة برئاسة اشتون بتفويض من الأمم المتحدة. كما جرت مناقشات ثنائية وثلاثية.وتتمحور المحادثات «البالغة التعقيد» بين إيران ومجموعة الدول الكبرى 5+1 حول «اتفاق مؤقت» حول البرنامج النووي الإيراني قبل العمل على اتفاق نهائي.وبحسب الاقتراح الذي يشمل فترة تجربة من 6 أشهر ولم يعلن مضمونه، توافق إيران مقابل تخفيف العقوبات على تعليق كلي أو جزئي لتخصيب اليورانيوم الذي يجري حالياً بنسبتي 3.5% و20% ويمكن أن يسمح بإنتاج سلاح ذري إذا بلغت نسبة التخصيب 90%. ويدخل مفاعل المياه الثقيلة في أراك «الفرع الثاني في آلية إنتاج سلاح نووي باستخدام البلوتونيوم» الذي تحدث عنه فابيوس في الخدمة في الصيف المقبل. وبعد تشغيله سيكون من الصعب وقفه بحسب الخبراء.من المسائل الأخرى التي ينبغي حلها مصير مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لدى إيران. وأفادت وسائل إعلام أن طهران قد توافق على تجميد أنشطة آلات الطرد المركزي الأكثر تطورا لديها طوال 6 أشهر كبادرة حسن نية. أما إسرائيل فحذرت بقوة من الاتفاق مع إيران الذي لا يؤدي إلى تفكيك برنامجها النووي.وصرح مسؤول إسرائيلي كبير «مع كل تفاصيل إضافية تجمعها إسرائيل حول الاتفاق الذي يصاغ في جنيف يتفاقم اضطرابها حيال الاستعجال في توقيع اتفاق على هذه الدرجة من السوء للعالم». من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني القوى الكبرى إلى عدم تفويت «الفرصة الاستثنائية» المطروحة حالياً للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني لطهران خلال المفاوضات المستمرة في جنيف.