كتب - عايدة البلوشي:يشهد مجتمعنا الحالي عزوفاً كبيراً وعدم إقبال على المطالعة الورقية سواء قراءة الكتاب أو الصحف، حيث تتقلص سلوكيات المطالعة الورقية يومياً لدى فئة الشباب لعدة عوامل حيث ينحصر اهتمامهم في الجانب الإلكتروني الذي حل محل الكتاب الورقي في المجتمعات العربية، فتجد الشاب يلجأ لمعرفة الأخبار المحلية والعالميـــة من خلال الصحف الإلكترونية أو وسائـــل التواصل الاجتماعي من «إنستغرام» أو «تويتر» إلخ.تشير مروة عبدالله طالبة بالمرحلة الثانوية، إلى أنها لم تذكر متى آخر مرة قرأت كتاب عدا الكتب المدرسية لاضطرارها بذلك، مضيفة أنها تقرأ بين وقت إلى آخر بعض الروايات خاصة روايات أحلام مستغانمي، ولأنها لا تحب قراءتها من خلال الرواية الورقية (الكتاب الورقي)، تلجأ إلى الإنترنت وتعمل بحث على الرواية وتبدأ بالقراءة، حيث أن هذه الطريقة أسهل وأسرع والكتاب متوفر في أي وقت وأيضا أوفر سعراً، لذلك تفضل قراءة الكتب الإلكترونية عن تلك الورقية.ولى زمن «الكتب الورقية»وتوافقها الرأي حنان علي بقولها: في الحقيقة قراءة الكتب الإلكترونية أفضل مقارنة بتلك الورقية من عدة جوانب، تأتي في مقدمتها سهولة الحصول عليها من خلال (زر) وتتوفر في كل مكان وزمان، وأيضاً أرخص من ناحية السعر، إضافة إلى أن الكتب الورقية تأخذ حيزاً بعد قراءتها فالمكتبة بها فائض من الكتب لكل هذه الأسباب بالكتب الإلكترونية أفضل من الورقية خاصة أنها تتماشى مع التطور الحالي فقد ولى زمن الكتب الورقية.«الورقية» تأخذ حيزاًوتتحدث مريم حسن عن تجربتها وتقول: هناك متعة في قراءة الكتب الورقية، إلا أنه في الوقت الراهن نضطر للقراءة من خلال الكتب الإلكترونية والسبب بالنسبة لي ببساطة أن هذه الكتب الورقية تأخذ حيزاً في المنزل، وأيضاً بالنسبة لقراءة الصحف وكوني في مجال الإعلام أحب الاطلاع على جميع الصحف المحلية ولا أستطيع شراء كل هذه الصحف، لذا ألجأ إلى المواقع الإلكترونية لهذه الصحف. أما فاطمة عبدالكريم تقول: لا أستطيع الاستغناء عن قراءة الكتب الورقية، حيث إنني لا أعرف القراءة عبر الوسائل الحديثة (الإنترنت)، فمتعة القراءة تكمن في الكتاب نفسه، رغم أن الكتب في كثير من الأحيان قد تكون متوفرة بالمواقع الإلكترونية وهناك سهولة في الوصول إليها إلا أنني لا أجد المتعة في قراءتها، لذلك لدي مكتبة كبيرة في المنزل تحتضن كتباً كثيرة، وفي معرض الكتب سنوياً أحرص شراء الكتب التي أرغب بقراءتها وخاصة الرويات. الكتب الإلكترونيةومن جانبه يرى أحمد عبدالرحمن، أن الكتب الورقية في تراجع من قبل فئة الشباب لأنهم يفضلون القراءة والاطلاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها وسيلة سهلة وغير مكلفة ومتوفرة في كل مكان، أما الكتب الورقية تحتاج إلى مكان للاحتفاظ بها رغم أن بعد القراءة الأولى لا أحتاج لهذا الكتاب ولا أحب قراءة الكتاب مرتين، لذلك عملت (ملفاً خاصاً) على جهازي الكمبيوتر كمكتبة إلكترونية، أقوم بحفظ جميع الكتب الجديدة والتي أرغب في قراءتها، بذلك وفرت على نفسي عناء شراء الكتاب ووفرت المبلغ وأصبح لي مكان ومتسع في غرفتي رغم أن هناك كماً هائلاً من الكتب القديمة مازلت أحتفظ بها. وتقول سارة عبدالله: الكتب الورقية لها قيمتها ومتعها وأيضاً الكتب الإلكترونية لها ميزات خاصة، فهي توفر الوقت في شراء الكتاب وتوفر المادة ولا تأخذ حيزاً، أما الكتب الورقية كما ذكرت لها قيمة خاصة لا يعرفها من يعتمد فقط على تلك الإلكترونية فقط، وعلى الصعيد الشخصي، أقرأ الكتب الورقية بشكل دائم وأرجع لتلك الإلكترونية في حالات السفر فقط ووقت الحاجة، وقد أيضاً ألجأ لها عندما أريد البحث عن معلومة، فلا أكلف نفسي عناء شراء الكتاب لمجرد تلك المعلومة، فأقوم بالبحث عنها عن طريق الكتب الإلكترونية.