طرابلس - (وكالات): حذر رئيس الوزراء الليبي علي زيدان مواطنيه من تدخل محتمل لقوات احتلال أجنبي في حال استمرت الفوضى السائدة في البلاد، معرباً عن أمله في أن يتحمل المواطنون مسؤولية في مواجهة الميليشيات المسلحة.وقال زيدان «المجتمع الدولي لن يتركنا هكذا منطقة في وسط البحر المتوسط مصدراً للإرهاب والقلاقل والعنف». وأضاف «مازلنا تحت القرار 1970 الذي صدر لحماية المدنيين وأي شخص يخرج بسلاحه ويقتل المدنيين يعتدي على المدنيين وهذا ليس تهديداً ولكن شرحاً للواقع وقد يتجه المجتمع الدولي لهذا الأمر».والقرار الدولي صدر بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز للمنظمة الدولية اتخاذ «الإجراءات اللازمة» لحماية المدنيين. وندد زيدان بالمواجهات التي وقعت وسط طرابلس بين مجموعتين مسلحتين وأوقعت قتيلين و30 جريحاً. ودعا الشعب إلى التحرك ضد الميليشيات المسلحة. وفي ما يتعلق بحقول النفط، قال زيدان «يجب أن يكون للوطن معنى في أنفس الناس. فإيقاف النفط ومصادر المياه لغايات معينة والمواطن الحقيقي الذي ينتمي لهذا الوطن لا من أجل غاية سياسية ولا جهوية ولا فئوية يعتدي على مقدرات الوطن التي يعيش منها كل الليبيين وتم الاستيلاء على حقول النفط من عدد من أفراد حرس المنشآت النفطية كما يعمل قطاع الطرق والغزاة». وأضاف «بسبب تعطل النفط قد تجد الدولة نفسها في عجز والميزانية توضع على أساس الدخل السنوي للنفط وهذا هو السقف الأعلى للميزانية والآن 60% من إنتاج النفط متوقف، وقد نجد أنفسنا في الشهر القادم أو الذي يليه في مشكلة وذلك سواء في مليتة أو الهلال النفطي». وحث الليبيين على التظاهر احتجاجاً على هذا الأمر. وأوضح أن حكومته أمهلت المجموعات المسلّحة مدّة أسبوع لفتح حقول وموانئ التصدير التي تسيطر عليها بمنطقة الهلال النفطي بالمنطقة الشرقية. وحذر من أن بلاده نتيجة قفل مجمع مليتة للغاز قد تفقد أكبر دولة موردة وهي إيطاليا.وتفاقمت المشاكل الأمنية في ليبيا بعد أن أظهرت الحكومة الحالية وسابقاتها عدم قدرتها على السيطرة عليها نتيجة الانتشار الكبير للأسلحة وعدم تقيد الثوار السابقين بتعليماتها بالاندماج في جهازي الجيش أو الشرطة.ويقدر مراقبون عدد قطع الأسلحة المنتشرة في مختلف أنحاء ليبيا بأكثر من 22 مليون قطعة ما بين أسلحة خفيفة، ومتوسطة، وثقيلة، في حين أن الجيش أو الشرطة لا يمتلك حتى جزء منها، وهو ما أدى إلى انحساره وعدم قدرته على تأدية مهامه بالشكل المطلوب.