أكد مواطنون من مدينة عيسى أن المنطقة القديمة أصبحت منسية بعد أن فتحت مجمعات جديدة، إذ أهملت الخدمات فيها، مشيراً إلى أن الساكنين بالقرب من بوابة المدينة تأثروا بشكل كبير بالزيادة السكانية، وقالوا «بيوتنا أصبحت قديمة، والشوارع بحاجة إلى تأهيل، والزوايا التي نحاول استملاكها لا تمنح لنا، في حين أن البيوت الجديدة يأخذونها بسهولة». وأشاروا، في تصريحات لـ»الوطن»، إلى أن ما يميز المدينة هو مراعاة جميع الأهالي لبعضهم بعضاً، في مختلف المناسبات، سواء الدينية أو غيرها، فوجود المآتم والجوامع وغيرها لا يؤثر أبداً على اللحمة والنسيج الاجتماعي لساكني المدينة. واستعرض مواطنو مدينة عيسى لـ»الوطن» ذكريات المدينة التاريخية، وبعض الشائعات التي تواردت على أسماع الأهالي، ما دفع البعض منهم إلى استوحاش المكان، ومن ثم الرحيل عنه.الإنارةوأوضح المواطن سعيد يوسف عيد أن الأهالي في السابق كانوا ينامون بعد المغرب مباشرة، بسبب الخوف الذي يتولد من ضعف الإنارة في الطرقات.وأضاف أن البيوت في الستينات والسبعينات لم تكن بتلك الكثافة، فتغيرت معالم المدينة إلى حد كبير، إذ أن سوق مدينة عيسى تغير عما كان عليه في السابق، والذي كان السوق الوحيد، عوضاً عن ثلاث أو أربع مساجد: الجنوبي والشرقية وبني فيما بعد الشمالي، ومن ثم تبع ذلك المساجد الصغيرة بين «الفرجان»، لافتاً إلى أن الوحدة التي سكن بها كانت عبارة عن حجرتين وحوش وحمام واحد ومطبخ. ولفت إلى أن الإستاد الوطني لم يكن في السابق يمثل أي ازدحام مروري أو إزعاج، لكنه في الوقت الحالي أصبح هناك بعض الشبان الذين يتعمدون إصدار تلك الفوضى.الحميديةوأشار المواطن أبوبكر حسن إلى أن التغيرات في المدينة أتت منذ أن سكنت في الثمانينات، لم يكن هناك سوى برادة وحده أسمها «الحميدية» مازالت موجودة حتى الآن، لم يكن هناك أي مرافق أو غيرها، وكانت هناك بعض الشائعات التي صدرت في البدايات أيام الستينات والسبعينات؛ مثل: «الجن يغسلون المواعين». وأوضح أن المدينة بحاجة إلى العمالة بسبب النشاط التجاري المتزايد، خاصة مع وجود المجمعات التجارية والأسواق، لافتاً إلى أن ما يميّز المدينة هو مراعاة جميع الأهالي لبعضهم البعض، في مختلف المناسبات، سواء الدينية أو غيرها، فوجود المآتم والجوامع وغيرها لا يؤثر أبداً على اللحمة والنسيج الاجتماعي لساكني المدينة. وأشار إلى أن مواقف السيارات القليلة جداً تسبب أزمة للأهالي، مضيفاً أن شبكات تصريف مياه الأمطار المترهلة، تتسبب في أن منسوب المياه قد يصل إلى منتصف الساق، كما إن رائحة القمامة الناتجة عن مخلفات المطاعم، تتراكم وتعكر أجواء المدينة، إذ إن العمال أحياناً يسقطون بعضاً منها في منافذ الصرف الصحي، ما يضاعف من رائحتها.المنطقة المنسيةوأضاف المواطن عبدالمنعم الصباغ أن المنطقة القديمة أصبحت منسية بعد أن فتحت مجمعات جديدة، إذ إنها أهملت من ناحية الخدمات وغيرها، مشيراً إلى أن الساكنين بالقرب من بوابة المدينة تأثروا بشكل كبير بتلك الزيادة السكانية، قائلاً «بيوتنا أصبحت قديمة، والشوارع بحاجة إلى تأهيل، والزوايا التي نحاول استملاكها لا تمنح لنا، في حين أن البيوت الجديدة يأخذونها بسهولة».وأوضح أن المدينة كبرت والناس كثروا والأسواق زادت، وأصبحت الشوارع زحمة بشكل كبير، مشيراً إلى أن أكثر الأهالي في المنطقة القديمة انتقلوا عنها بسبب قدم بيوتهم أو زيادة أفراد الأسرة، لذلك قاموا بتأجير بيوتهم على العمالة الوافدة، وبسبب تغير عاداتهم وتقاليدهم وأطباعهم وكونهم عزّاباً في منطقة بها عوائل، سبب ضرراً كبيراً لنا، وأصبح هناك تكدس في العمال الغرض منه الربح دون مراعاة المصلحة العامة والراحة النفسية للأهالي.ولفت إلى أن الآباء كانوا يوصلون أبناءهم إلى باصات الحكومة للمدارس التي كانت تقف عند موقع «مدرسة مدينة عيسى الإعدادية للبنات»، وكانت أرضاً خالية في ذلك الوقت، وتقلّ الطلبة إلى مدرسة الرفاع الإعدادية، بسبب عدم وجود مدارس في المدينة، مضيفاً أنهم أثناء عودتهم من المدرسة، كان بعض الأطفال يتوهون عن العودة إلى بيوتهم، ويبدؤون في البكاء، حتى يراهم أحد ما يدلّ بيوتهم، فيوصلهم إلى أهاليهم.وذكر أن عدد الصفوف في كل مرحلة دراسية، تبلغ قرابة الـ6 صفوف، وفي كل صف عدد 48 طالباً، موزعين على شكل ثلاث أعمدة، في كل عمود 16 طالباً، يتجاور كل اثنين منهما بجانب بعضهما بعضاً.
مواطنون: النسيان يطال المنطقة القديمة من المدينة
13 نوفمبر 2013