كتب ـ عبدرالحمن صالح الدوسري:«إهداء إلى الأستاذ الفنان أحمد الفردان، العاشق لذرات رمال وطنه، الظامئ دوماً لفنون شعبه، ستظل رمزاً من رموز الحب والخير والعطاء والوفاء، ورائداً من رواد النهضة الموسيقية في البحرين». بهذه المقدمة دشن الفنان الصديق إبراهيم راشد الدوسري مؤلفه الجديد عن سيرة حياة الفنان أحمد الفردان في صفحات وصلت 148 صفحة كانت حافلة بسيرة فنان تميز ليس في البحرين موسيقياً وإنما في الخليج كذلك شغلت التجارة الجزء الآخر من حياته بعد أن تسلم الرسالة من والده الفردان الذي قال عنه الدوسري « إنه فنان أصيل لاتزال جمرة الفن متقدة في صدره رغم ما يعانيه من ظروفه الصحية السيئة في السنوات الخيرة، فقلبه لايزال ينبض بالأحلام والآمال الكبيرة، التي طالما ترددت على لسانه في مختلف المناسبات الإعلامية بأن يجد فنون الموسيقى والتراث الغنائي الشعبي مزدهراً في البحرين وتجد دور الغناء الشعبي والفرق الشعبية العناية والاهتمام من قبل الجهات الرسمية.الفردان الذي عشق التراث الغنائي لوطنه، والذي بدأ عشقه للفن منذ الطفولة، ونما هذا العشق وتفتحت براعمه، حتى أصبح همه اليومي الاستزادة في معرفة تفاصيل فنون الغناء الشعبي والموسيقى والغناء بكل أنواعه، أحلام ومشاريع الفنان الفردان العاشق لفنون التراث الغنائي لوطنه، بدأ مشوار عشقه للفن منذ الطفولة، ونمى هذا العشق وتفتحت براعمه، حتى صار همه اليومي الاستزادة في معرفة تفاصيل فنون الغناء الشعبي والموسيقى والغناء بأنواعه المختلفة، حتى غدت شخصيته الفنية القيادية محبوبة من جميع الفنانين، الذين عاصروا مسيرته الفنية الرائدة وبدأت تتناسل مشاريعه وأحلامه الفنية الموسيقية وكانت باكورة تلك المشاريع والأحلام إنشاء فرقة موسيقى أسرة هواة الفن العام 1956م، وإسهامه في تأسيس فرقة الأنوار الموسيقية العام 1964م مع رفيق دربه الفنان الراحل عيسى جاسم، وقيادته لأول فرقة غنائية شعبية تمثل البحرين في أول مشاركة في مهرجان «الدنمرك»، للفنون الشعبية العام 1972م وتوالت إسهاماته الفنية والقيادية في إبراز اسم البحرين في المحافل والمهرجانات العربية والدولية، وتكللت نشاطاته الفنية الموسيقية واتصالاته بالمسؤولين عن الإعلام في إنشاء جمعية البحرين للموسيقى والفنون الشعبية العام 1975 حيث كان الفنان أحمد الفردان أحد المؤسسين لهذه الجمعية، الفنان أحمد الفردان ساهم بألحانه المميزة المستوحاة من تراث الغناء الشعبي البحريني للعديد من المطربين البحرينيين والمطربات العرب، فضلاً عن ريادته في تسجيل العديد من المقطوعات الموسيقية من ألحانه، والتي سجل عدداً منها في تركيا كما كان من رواد العزف على آلة القانون، وكانت له إسهامات مهمة في تسجيل وتوثيق أغاني المورث الشعبي البحريني في إذاعة وتلفزيون البحرين منذ الستينات. الهدايا جزء من التراثكان الفردان رائداً في تصميم الهدايا التذكارية المستوحاة من تراث البحرين، فضلاً عن خبرته في فنون صياغة الذهب وتصميم عقود اللؤلؤ وهي مهنة ورثها عن والده وأجداده، ولم ينقطع عن ممارستها حتى وهو يمارس نشاطه الموسيقي، وقد برع فيها كما برع في الموسيقى، وخير شاهد على ذلك متحف الموسيقى الشعبية الذي يمتلكه أحمد الفردان منذ سنوات في منزلة بقرية سار، ويشتمل على مقتنيات من التراث الشعبي وصور الفنانين الشعبيين والعديد من الآلات الموسيقية الشعبية وقد أصبح هذا المتحف معلماً سياحياً يتوافد عليه زوار البحرين من مختلف دول العالم. ميلاد على إيقاع الموجيقول إبراهيم الدوسري «قمت بتأليف هذا الكتاب وعرضت خلاله سيرة الفنان أحمد الفردان الكاملة» الفنان أحمد الفردان.. طواش في بحر اللؤلؤ والأنغام، الذي يوثّق لمرحلة مهمة من مراحل التكوين الثقافي الفني الموسيقي في البحرين، من خلال سيرة الفنان أحمد الفردان الذي يعد من أبرز رواد الموسيقى الذين تعاملوا بتجارة اللؤلؤ في البحرين، فقبل حوالي 400 سنة كانت البحرين تعد من أهم مصادر اللؤلؤ وكانت تدفن بداخل بحارها ثروات عجز الغاصة عن إخراجها فهلك من هلك واكتفى بمن تبقى منهم بما جاد لهم الزمن ليقرروا الانتقال للعمل في التجارة بعيداً عن مخاطر البحر والاكتفاء بالبقاء في البر ودكاكين تجار اللؤلؤ وأسواقها، مؤكدين قول المثل «اشلك بالبحر وأهواله.. رزق الله على السيف» وعن بدايات عائلته وتاريخها مع هذه المهنة يحدثنا صاحب متجر مجوهرات الفردان التاجر أحمد الفردان الذي كان قد امتهن «تجارة اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي» لقد انتشرت هذه المهنة بفضل والدي الحاج إبراهيم حسن الفردان الذي ورثها عن آبائه وأجداده، وكان من أوائل الطواويش في منطقة الخليج، وتنقل في كثير من موانئها وسواحلها الخليجية، وكانت تنقلاته الأكثر إلى الهند حيث كان يبيع « القماش» وهو نوع من اللؤلؤ لأمراء الهند في تلك الفترة.وقال «كان الدكان الرئيس لوالدي في سوق الطواويش بالمنامة حيث ترعرعت هناك في ثلاثينات القرن المنصرم وانتسب بالأصل إلى مهزة في قرية سترة».ويرسم الفردان صورة جميلة من حياته في ذلك السوق بين كنف المرابحة التي تحصل في عمليات البيع والشراء، وروح العائلة الواحدة التي تسود بين أهالي المحرق والحد والمنامة، حيث كان الناس يحفظون مجوهراتهم التي يمتلكونها لدى محل الفردان في «تجوري» وهي عبارة عن خزنة أو صندوق يصنع من الحديد تحفظ فيها الأشياء الثمينة للعائلة في حال سفرها لخارج البلاد. كان في بيت جده في دبي أربع خادمات مملوكات من أيام جده، كانت الأولى أفريقيه سواحلية، والثانية بلوشية، والثالثة إيرانيه وتدعى «جاشكي» كانت هذه المرأة مصابة بمرض الصرع، فيما الرابعة كانت عربية سواحلية تدعى «فامدو» وينادونها بنانا وتعني باللغة السواحلية الأم فمن جاشكي تعلم أحمد بعض المهارات في الغناء واستخدام الضرب على الطبل، ومن نا نا نهل الغناء الخليجي الذي تحفظ الكثير منه لمصاحبتها بعض الفرق الشعبية الغنائية قبل أن تلتحق بالعمل في بيت جده أحمد أيضاً كان له ارتباط بالخادم صنقور سعدان الذي كان معلمه في فنون الموسيقى الشعبية لأنه كان عضواً في فرقة «قدموا» الشعبية، كان الفردان قريباً من العاملين في بيت الجد ليتعلم منهم الفنون بفطرتها، أحمد لم تتوقف علاقته بالفن عند هذا الدرب لكنه كان ولقربه من الخدم يتعلم منهم العديد من الفنون منها دق الحب عند اقتراب شهر رمضان والعديد من مظاهر الغناء الشعبي المختلفة ومن بينها «ختان» الصبية وكان ذلك في العام 1947م.الفردان في أحضان الوطن يقول الدوسري «بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بثلاث سنوات عام 1948 م وصل الفردان إلى البحرين برفقة والدته وأخيه، وفي بيت أبيه في فريج» المخارقة «لم يشعر بتغيير من حيث الانتقال من هذا الفريج إلى فريج» البحارنة في دبي، وكان عمره في تلك الفترة لم يتجاوز الثمان سنوات، فواصل بذلك دراسته في المدرسة الشرقية بالمنامة وكانت مدة الدراسة ثلاث سنوات، ولكنه لم يشعر بميلان للدراسة في المدرسة التي بدأها من الصف الرابع ابتدائي لينقله والده إلى مدرسة عبدالرسول التاجر الخاصة، والتي وجد فيها للدراسة الجو الذي يعشقه وتجاوب معها ليتعلم بذلك العديد من العلوم كالإنجليزية والرياضيات وتعلم إلى جانب هاتين المادتين فنون الطباعة على الآلة الكاتبة. بواخر بيت «غريبال».يحكي الفردان عن تنقل والده في بواخر شركة النقليات الملاحية «BI»»Indian British»، وهي بواخر «بيت غريبال» التي تبدأ رحلاتها من البصرة مروراً بموانئ بوشهر والكويت والبحرين ثم قطر فالإمارات «دبي» إلى «جوادر» وهي مدينة تابعة لمسقط ثم أصبحت تابعة لباكستان بعد تولي قابوس الحكم في عمان، ثم إلى السيلان فالهند، وتمتلك تلك البواخر مخزناً للبضاعة يسمى «الفالكة»، كان يقفل عند سيرها.يتذكر الفردان قصة رغبته الملحة في دراسة الطب وأن محلات والده لبيع اللؤلؤ والعمل هناك حرمه من مواصلة الدراسة في بغداد لبكالوريوس الطب عندما حصل على منحة دراسية من شركة نفط البحرين آنذاك. ويقول «تعلمت اللغة الإنجليزية والرياضيات واستخدام آلة الطباعة «التايبنغ» على يد المعلم عبد الرسول التاجر الذي كان يعطينا الدروس الخاصة في منزله».اللؤلؤ يميز من قشورهويتابع أحمد الفردان كان خبراء اللؤلؤ يرفعونه في وجه الشمس ويستخدمون المكبرة لفحصها واللؤلؤة يحتوي سبع طبقات من القشور، وكانوا يميزونها عن بعضها الآخر بعدد هذه القشور فإذا كانت اللؤلؤة قشرتين فهي من السيلان وإذا احتوت على خمس قشور فإنها من البحر الأحمر، وكانت تزال تلك القشور ويتم تلميع اللؤلؤة ليتم تثمينها.وكان اللؤلؤ الناعم يتبع المثقال بحيث إن لكل أربع غرامات ونصف مثقالاً، ويوجد كتاب يوضح قيمة الدانات وعددها وهو من تأليف شقيقه حسين الفردان، ويصف الفردان الكتاب بأنه ضخم ويتضمن تاريخ اللؤلؤ الطبيعي والصناعي وهو الآن موجود في متحف قطر الإسلامي، لأن أخاه قد انتقل للسكن هناك.وكان التجار يمضغون اللؤلؤة فإذا كانت حلوة فهي من البحرين ويحصلون عليها بقرب «الكواكب»، التي تنبع منها المياه العذبة ويقدّر حجم اللؤلؤة التي تأتي بحجم الليمونة الصغيرة بحوالي 80 ألف دينار.خسرت أكبر قماشةيتذكر الفردان مواقف كثيرة مر بها وكان من أكثرها تأثيراً في نفسه هو عدم شرائه قماشة ضخمة من سوق الطواويش بينما كان يتجول هناك قائلاً «لقد رأيت قماشة ضخمة تتلألأ وسط السوق وفكرت في العودة إليها لشرائها لكنني غفلت في زحمة السوق وعندما تذكرتها عدت لأجدها قد بيعت»، لقد علمني سوق اللؤلؤ كثيراً من الخصال منها الصبر والأمانة لكوني أتعامل مع تجار كبار وتصل الأرباح إلى الآلاف، وكان الوالد آنذاك يعد قماشة ممتازة بناء على طلب بريطانيا واكتشفت بعد ذلك أنها سترسل إليهم ليتم وضعها في تاج الملكة.«القماش» البحريني إلى الهنديضيف الفردان «لقد كان آباؤنا يأخذون اللؤلؤ بأنواعه ويذهبون به إلى الهند لأن الرجال هناك كانوا يلبسون «القماش» بخاصة «المهراجا»، وهم أمراء المناطق وتجارها ولما أوقفت الهند نشاطهم السياسي بعد أن تحولت إلى جمهورية ظلوا كتجار فقط، وكان الوالد يزورهم ويعرض عليهم أنواع اللؤلؤ بمختلف أحجامه ويزودهم بالمواصفات وكانوا رجالاتهم يقبلون عليه بدرجة كبيرة أكثر من النساء.إحياء الفن البحري القديمويواصل الفردان حديثه «كنت أتمنى من الوزارة توثيق الموشحات والتسجيلات التي تهتم بالفنون البحرية الشعبية القديمة لأن الموجود منها قليل جداً، والكثير من البحارة القدامى وافاهم الأجل، وأتمنى لو يتم تخصيص ليلة في الشهر لعزف الموشحات الهادئة على الناي والكمنجة والقانون، وأنا ممن يتقنون العزف على آلة القانون لأنني كنت مسؤولاً عن الفرق.ويضيف» في عهد أحد الوزراء الذين مروا على وزارة الإعلام كنت قد تقدمت بمقترح لإحياء الفنون البحرية، ومثال على ذلك دار «جناع لفنون البحر»، التي تضم الآن قرابة أربع دور، وفي الرفاع توجد ثلاث، والبديع داران ، وفي الحد وقلالي واحدة، وتوجد أراض هبات من المغفور له بإذن الله تعالى الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة لإحياء هذا التراث، ويطالب الفردان بعمل لجنة وطنية للتراث مستقلة عن وزارة الثقافة والإعلام أوان تكون تحت إشرافها وتمتلك ميزانية خاصة وأبحاثاً وترعى الشباب لإحياء الفن البحري.الدنمركي بول ولسن كما يروي الفردان قصص تعاونه وتجاربه مع الإعلاميين الذين يبهرون عندما تكشف لهم أمور كهذه عن البحرين، قائلا، «كان آخرها كتاب ألفه الدنماركي «بول ولسن» باسم «Music from Bahrain»، قدمت له المساعدة خلال مدة تزيد عن 15 سنة كان خلالها يزور البحرين ليوثق المعلومات ويقوم بالمسح الميداني عن التراث الفني القديم في البحرين وكنت أقدم له كل أنواع المساعدة». هذا إلى جانب الإعلاميين الأجانب الذين يوثقون أفلاماً عن البحرين فيما يختص بالفنون الشعبية.ويشير الفردان إلى أنه تم الاجتماع مع وزير الصناعة والتجارة لأكثر من ثلاث مرات لإعادة مهنة الغوص من جديد، وطُلب منه المساهمة في الموضوع وأن تجار اللؤلؤ يترقبون الدراسة التي ستزودها بهم الوزارة لبحث أسباب الانحسار وحصر أسبابه.مختبر خاص لفحص اللؤلؤيقول الفردان «حرصت القيادة على سن القوانين والتشريعات اللازمة لحماية وضمان جودة اللؤلؤ مما جعلها تحتل مكانة متميزة ليس في دول مجلس التعاون فقط إنما على مستوى العالم، لذا فقد أنشأت الحكومة مختبراً خاصاً لفحص اللؤلؤ الطبيعي والأحجار الكريمة في إدارة فحص المعادن والأحجار الكريمة التابع لوزارة الصناعة والتجارة لإصدار الشهادات اللازمة لتوثيق نوعية اللؤلؤ، وأنشأ مختبر البحرين لفحص اللؤلؤ والأحجار الكريمة سنة 1988، وتم تزويده بالأجهزة المتطورة اللازمة والكوادر الوطنية المتدربة، وتم افتتاحه رسمياً سنة 1990، ومنذ أن أصدر أول تقرير مختبري للؤلؤ أصبح المختبر يتطور وينمو حتى اكتسب سمعة جيدة بالنسبة للخدمات التي يقدمها لتجار البحرين ومنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط بشكل عام، حيث يتوافد عليه العديد من الزبائن من مختلف الدول للاستفادة من خدماته وخبراته في مجال فحص اللؤلؤ.ويعتبر مختبر البحرين لفحص اللؤلؤ والأحجار الكريمة التابع لوزارة الصناعة والتجارة الجهة المخولة قانونياً لفحص اللؤلؤ حيث يحتوي على جميع الأجهزة الحديثة والمتطورة والمستخدمة في عملية فحص اللؤلؤ، حيث يتم فحص اللؤلؤ باستخدام أشعة أكس والأشعة السينية إذ يتم تعريض اللؤلؤ لهذه الأشعة لفترة من الزمن يعتمد على نوع وحجم اللؤلؤ ومن خلال تحليل ودراسة صور الأشعة السينية «راديوجرافي» من قبل الأخصائيين يتم تحديد نوع اللؤلؤ إن كان طبيعيا أو مزروعاً أو مزروعاً من غير نواة أو مقلداً.كما يتم تحديد المعالجات التي قد تُستخدم لتحسين لون اللؤلؤ باستخدام أجهزة تحليلية متطورة تعتمد على التحليل الطبيعي لانعكاسات الضوء على سطح اللؤلؤ وأجهزة أخرى تعتمد على التحليل الكيميائي لمركبات اللؤلؤ من دون الإضرار باللؤلؤ، ويتم ذكر المعالجات والمحسنات التي تطرأ على اللؤلؤ في شهادة الفحص وذلك لأهميته في عملية تقييم اللؤلؤ مما يشكل حصانة وضمان جودة اللؤلؤ لجميع الأطراف.وقد عملت حكومة البحرين على وضع القوانين والاشتراطات الخاصة بفحص اللؤلؤ الطبيعي حين صدر أول مرسوم بقانون رقم «10» لسنة 1990 الخاص بالرقابة على اللؤلؤ والأحجار الكريمة والقرارات المنفذة لهذا المرسوم مما كان لها دور كبير ومؤثر في الحفاظ على نوعية اللؤلؤ الطبيعي والسمعة العالمية التي اكتسبتها البحرين في هذا المجال مما ساعد على تعزيز الثقة المتبادلة بين التاجر والمستهلك، وتعد المادة «5» التي تنص على أنه «يحظر الاتجار في اللؤلؤ المزروع ولو كان داخلاً في مشغولات مطعمة به»، حيث يتم فحص جميع أنواع اللؤلؤ الواردة إلى المملكة ويجاز اللؤلؤ الطبيعي والسماح له بالدخول إلى أسواق البحرين ويحظر اللؤلؤ المزروع بجميع أنواعه حيث تتم إعادته من خلال جمارك البحرين إلى مصدره، وتقوم الإدارة بعمليات تفتيش مستمرة لمحلات المجوهرات المنتشرة في جميع أنحاء المملكة وتحويل المخالفين للنيابة العامة واتخاذ الإجراءات القانونية المنصوص عليها في القانون، علماً أن أول قانون صدر لتنظيم تجارة اللؤلؤ أصدرته حكومة البحرين في عام 1928، ويمنع الاتجار باللؤلؤ المزروع.وتسعى وزارة الصناعة والتجارة لتطوير هذه الصناعة لما لها من أهمية كبيرة والمحافظة عليها بالتعاون مع القطاع الخاص إلا أنه لا توجد دراسة معينة عن صيد اللؤلؤ، وأن هناك بعض الدراسات عن اللؤلؤ الطبيعي يمكن الاستفادة منها وهي موجودة في مركز البحرين للدراسات والبحوث والهيئة العامة للبيئة والحياة الفطرية، حيث قامت الهيئة ببعض البحوث التي يمكن الرجوع إليها والاستفادة من خبراتها في هذا المجال، ولكن هناك بعض الاجتهادات والخطوات الموفقة لتعزيز تجارة اللؤلؤ وتطويرها.شهادات زمالة ومحبينالإعلامي حسن كمال يقول عنه « عندما أنشئت أسرة هواة الفن كان من بين المؤسسين فيها شاب يدعى أحمد الفردان كان الفردان شغوفاً بالموسيقى دون الفنون الأخرى، وقد اهتم بالإيقاعات الشعبية في البحرين وكرس لها جل اهتماماته، وكان أبرزهم فن «الفجري» لكنه شعر بميل شديد لآلة القانون فتعلم ممارسة العزف عليها لمصاحبة الفرقة الموسيقية، برفقة بقية الآلات الأخرى كالعود والكمنجات والأوكورديون وذلك خلال تسجيل بعض الأعمال الغنائية للإذاعة.أما الباحث محمد جمال فيتحدث عن الفردان «في فريج العمامرة في المحرق كنا أنا وأحمد الجميري وسلطان حمد وإبراهيم الجودر نشكل مجموعة نلتقي لتعلم العزف على الآلات الموسيقية في أحد البيوت التي اتخذنا منها مقرًا لنا عندما زارنا شخصان من المنامه، الأول كان الفنان أحمد الفردان والثاني كان المرحوم عيسى جاسم، وطلبا الاجتماع مع المجموعة الموسيقية وطرحا مشروعاً بإنشاء فرقة موسيقية كبيرة. يقول راشد نجم عن الفردان» من اللافت في تجربة الفدان تلك العلاقة الفنية الثنائية التي تكونت بينه وعيسى جاسم في مجال صياغة الألحان بشكل مشترك ثنائية قد تكون فرضتها طبيعة الظروف التي عاشها في فترة الستينات من القرن الماضي.يقول الشاعر علي عبدالله خليفة «لابد لمن تعرف على الفردان أن يتساءل من أين جاء الرجل بكل هذه الحصيلة النادرة من المعلومات المؤكدة عن مختلف فنون الغناء الشعبي وأدواته وأبرز رواده، على امتداد أربعة أجيال متعاقبة؟، فإذا تأملت ملياً في سيرة حياته وما بذله من جهود ومتابعات وأموال، لأدركت بأن هذا الرجل كان ببساطة وعفوية يلبي نداء روحه الشغوف المولعة بالموسيقى والغناء ». ويبقى أحمد الفردان الذي ندعو له بالشفاء والصحة وطول العمر واحد من أعلام الموسيقى ليس في البحرين لكنه نغم يمتد كالبحر الأزرق على امتداد سواحل الخليج العربي ويترك في كل ساحل من سواحلها موجة زرقاء تضفي انطباع على وصول فنون البحر لتلك السواحل ويبقى الفردان الذي كان يصل في يوم من الأيام إلى حي التلغراف على دراجته الهوائية، وكان والده على علم بذلك وهو يخبئ دراجته عند صاحب مقهى أو صديق يسكن ذلك الفريج لكي يستمع لفنون الموسيقى الشعبية التي كانت الفرق تقدمها في تلك المنطقة في الكثير من المناسبات والأعياد وكانت خليطاً من الفنون العمانية والباكستانية واليمنية ومن فنون أفريقيا والإمارات، كان فريج التلغراف أو «بن سوار» المكان المحبب لتقديم كل تلك الفنون وكان الفردان يقطع المسافات الطويلة ليتعلم ويستمتع بسماع تلك الفنون.ويبقى الصديق الفنان إبراهيم الدوسري واحداً ممن يعشقون توثيق حياة أهل الفن في البحرين والمحافظة على فنون زال الكثير منها ولم يتبقَ إلا القليل القليل فكل الشكر له وكل التوفيق في عطاءاته القادمة.