كتب: عبدالرحمن محمد أمينالبسيتين، تلك القرية التي نشأنا فيها، ونتطرق في هذه المساحة إلى إحدى الشخصيات التي تمثل أهالي المنطقة في مجلس المحرق البلدي، وهو ابن لأول عداء بحريني حمل الشعلة وطاف بها البحرين وهو العداء عبدالله بوشنب واحد من أشهر الرياضيين في البحرين، ذلك ما يعني أن البسيتين دائماً ما تنجب المحبين لهذا الوطن المعطاء والذي سيبقى شامخاً بمحبة أبنائه إن كانوا من الرعيل الول أو أنهم من أبناء هذا الجيل فالجميع يعشقون تراب هذا الوطن ولا يفرطون في شبر منه .مراحل الطفولة محمد بن عبدالله إبراهيم جاسم عبدالله المطوع من مواليد المحرق في 2 نوفمبر 1961 ميلادي، أحد أبناء البسيتين نشأ في أزقة البسيتين القديمة، كبقية أبنائها، بدأت حياته بمدرسة البسيتين الابتدائية للبنين المستأجرة من المرحوم الوجيه علي بوزبون ولاتزال معالمها موجودة إلى اليوم، وفي البسيتين مارس الأطفال شقاوتهم البريئة في المدارس والتصقوا بنخل سيادي وارتباط تاريخي بالنخل والزراعة.ترعرع الطفل محمد المطوع في قرية البسيتين بكنف جده عبدالله بن محمد عيد الجعيدان من أصول سعودية من الإحساء وكان لجده محل خضروات في القرية وبعد مرض جده وقيام جدته مكية إسماعيل عبدالله المشاري بإدارة المحل ولأنه كان لصيقاً لجدته ومحباً لها إلى أبعد الحدود ومتأثراً بها وبشخصيتها، حيث كانت جدته ذات شخصية قوية تفرض احترامها على الجميع وكان ذلك الطفل محمد الساعد الأيمن لها في إدارة المحل ونشأ في هذا المحل وأمضى أكثر مراحل الصبا فيه ، وكان على تواصل ومعرفة منذ الصغر بأمهات وآباء أهالي القرية من خلال التعامل معهم، وكان محبباً لديهم حتى أصبح ابناً للجميع. العائلة الكبيرة والصغيرة محمد المطوع هو ابن عبدالله إبراهيم جاسم عبدالله المطوع الملقب عبدالله بوشنب إحدى الشخصيات الرياضية المعروفة في مملكة البحرين لسباقات الضاحية للمسافات الطويلة، والتي سيطر عليها عبدالله بوشنب سنوات طويلة في سباقات الضاحية كان يحتل المركز الأول وقد اشتهر والده حين كان يجري من شركة نفط البحرين ((بابكو)) في الصخير إلى المحرق وكانت هذه العادة الرياضية التي مارسها عبدالله بوشنب مستمرة وكان يأمن مع أصحابه عدة العمل وينطلق في الجري وهو أول من حمل الشعلة من محافظة المحرق من عند مدرسة الهداية الخليفية منطلقاً بها إلى إستاد مدينة عيسى في السبعينات وذلك احتفالاً بافتتاح إستاد مدينة عيسى حاملاً الشعلة وأشعلها آنذاك معلناً عن افتتاح إستاد مدينة عيسى، وقد استلم الوالد من ابن أمير دولة قطر السابق سمو الشيخ جوعان بن خليفة آل ثاني الشعلة الأولمبية حين كان رئيس اللجنة الأولمبية القطرية آنذاك، وترتيب محمد بين إخوته هو الثاني من بعد بنت وله خمسة إخوة عبدالرحمن وخالد وحمد وعلي وعبدالعزيز وستة بنات أي إحدى عشر أخ وأخت . هذه عائلة محمد المطوع الكبيرة، أما عن العائلة الصغيرة لمحمد المطوع فهو متزوج له من الأولاد عبدالله وعبدالرحمن وشيخة. مراحل التعليم والتحصيل العلمي تتلمذ محمد المطوع لدى المطوع المعروف في البسيتين يوسف بن يعقوب ودرس عنده القرآن الكريم، ثم انتقل إلى مدرسة البسيتين الابتدائية من الصف الأول إلى الصف الرابع وكان مدير المدرسة محمد بن مطرو محمد أحمد، ومن بعده علي بودهيش ووعبدالوهاب محمد ومرزوق بخيت المرحوم بإذن الله عبدالله هاشم وسويد العميري وعبدالرحمن عبدالله وناصر بخيت وبعدها انتقل إلى مدرسة عمر بن الخطاب من الصف الخامس إلى الثاني إعدادي وكان مدير المدرسة الأستاذ راشد مندي ومن بعده الأستاذ محمد الملا والأستاذ أحمد بودلامة وخليفة العامر والمرحوم بإذن الله رجب عمر وخليفة البنجاسم وموسي جعفر الحايكي والكثير من لا يحظرني أسماؤهم وحصل على دبلوم الثانوية التجارية من مدرسة المنامة الثانوية التجارية، ويواصل حالياً تحصيله الدراسي من خلال دراسة القانون في إحدى جامعات مملكة البحرين، التحق محمد المطوع بالعديد من الدورات والورش الدراسية وقدم أوراق عمل في مجال الإدارة والتنمية السياسية والبنوك والتسويق والمحاسبة والعمل البلدي. وفاق عدد مشاركاته 50 مشاركة في مختلف المجالات، داخل البحرين وخارجها.الخبرات العملية التحق في بداية حياته بوزارة الداخلية في قسم الصيانة لسبع سنوات، وكان طموحاً ودائم البحث عن مستقبل أفضل، وقد عمل في مجموعة دار المال الإسلامي القابضة من خلال الشركة الإسلامية للاستثمار الخليجي « بنك استثماري « واطلع بعدة مهام منها الشؤون الإدارية، والتسوق، شؤون الموظفين ورئيساً لوحدة العلاقات العامة ومن ثم اتجه إلى العمل الحر.المطوع أسس الجمعية البحرينية لمؤجري السيارات وهدفها تطوير المؤسسات العاملة في هذا المجال لتساهم في الدفع بعجلة الاقتصاد البحريني وتوظيف الشباب، وانتخب المطوع رئيساً لمجلس إدارة الجمعية. وهو عضو مجلس إدارة مركز شباب المحرق وأحد مؤسسيه منذ إنشائه حتى الآن، حيث قدم المركز الكثير من الفعاليات الشبابية والثقافية والرياضية والوطنية، وعضو مؤسس في مجلس إدارة دار البحرين لرعاية الوالدين حتى سنة 2012 وهي دار رعاية نهارية اجتماعية تهتم بكبار السن وهو أحد مؤسسي جمعية المحرق للمتقاعدين ولاحقاً أصبح رئيس مجلس الإدارة . وتهتم الجمعية بشؤون المتقاعدين والعمل على توفير بيئة ترفع من المستوى المعيشي والنفسي للمتقاعدين.مواقف وطرائف لا تنسى من المواقف التي لا تنسى يقول محمد المطوع « في المرحلة الابتدائية كنت أضرب « حيشة « في الطابور الصباحي من قبل مدير المدرسة بسبب تلاميذ آخرين وليس لي ذنب وكان المدير يصر على ضربي عند الطابور الصباحي ذلك إرضاء لولده حيث كان معنا في الصف وهو الذي يتهمني خوفاً من التلاميذ المشاغبين .كنا نتجمع شباب عند محطة الكهرباء بالبسيتين وهي مقر لنا بشكل يومي وفي إحدي الأيام وإذا بكلاب تهجم علينا، الظريف في الأمر بأن التفت لي أصحابي فلم أجدهم لأن أحدهم تسلق محطة الكهرباء وأصبح الآخر فوق عمود الكهرباء ووقفت حائراً ولكن لطف الله أنقذني. من حرص جدتي رحمة الله عليها وحبها الشديد وخوفاً عليّ عندما أتأخر بالليل في السهر ، في إحدي الليالي تأخرت حتى منتصف الليل وجلست أمام الباب الخارجي للبيت وكانت لابسة الدفة ولشدة الظلام في البسيتين في الثمانينات لم أرها وعند قدومي صرخت علي وصرخت أنا خوفاً من المنظر، وكانت سوف تضرني لتأخري بالسهر أخذت تسمي باسم الله علي وتطبطب علي خوفاً علي. العمل بمجلس المحرق البلديأصبح محمد المطوع العضو البلدي الممثل الشعبي للبسيتين على دورتين متتاليتين، فهي امتداد قد ربا عليه في حب المنطقة والالتصاق بها وبأهلها، وكانت البداية عندما أصدر جلالة الملك مرسوماً بإنشاء المجالس البلدية، ذلك الطفل الذي أصبح يافعاً شارك في أول انتخابات بلدية في عام 2002 أمام أستاذه خليفة بن جاسم البنجاسم الذي تتلمذ على يده في مدرسة عمر بن خطاب، ليس لأجل التغلب عليه ولا لأجل الفوز بالمقعد، بل من أجل إنجاح المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وتهيئة نفسه لخوض غمار العمل التطوعي والبلدي رداً لجميل أهل المنطقة تلك القرية التي عشقها منذ الصغر وترعرع فيها وأحبها فهي مسقط رأس جدته التي ربته على حب الوطن وقيادته والبسيتين، وعند خسارته في الانتخابات الأولية لم يثنه عن ذلك التوجه بل اعتبرها خطوة سليمة في الطريق الصحيح.لم يهدأ المطوع إلا أن تكون له بصمة يخدم بها أهل البسيتين. وكانت انتخابات 2006 هي الانطلاقة الأولى له في مجال العمل البلدي وأصبح عضواً في مجلس المحرق البلدي، وبدأ يتواصل مع الأهالي للعمل على خدمتهم واضعاً بصمة ملموسة في البسيتين وبدعم أهالي البسيتين. وليست البسيتين القرية القديمة فحسب، بل توسعت وأصبحت مدينة من أكبر مدن مملكة البحرين في حجمها .وفي غمار العمل البلدي أثبت المطوع جدارته في العلاقات الاجتماعية والخدمية حتى مع توسع الدائرة. وذلك عندما ترشح في عام 2010 منافساً لإحدى الجمعيات الإسلامية ذات الثقل الاجتماعي والسياسي، وكانت مفاجأة لكثير من الناس حين ذاك قد اكتسح فيها الساحة الانتخابية بعدد الأصوات لحصوله على 2660 صوتاً وبنسبة 66.24 بالمائة ضد منافسه مرشح الجمعية السياسية، وحينها احتفل الأهالي احتفالاً تاريخياً بفوز أحد أبنائهم تضامناً مع المطوع وقد استطاع المطوع أن يجذب أهالي البسيتين بعبارته الانتخابية وكان أهمها « البسيتين تقول كلنا المطوع « ، وهذا الفوز للمرة الثانية مما ضاعف المسؤولية والجهود المتوقعة لعطاء أكبر.ويطمح المطوع أن يستمر في خدمة أهالي البسيتين من أي موقع كان، داخل المجلس البلدي أو خارجه، وفي اعتقاده الشخصي أنه قدم كافة هذه الخدمات التطوعية لنفسه، باعتبار أن أهالي البسيتين هم أهله وجماعته، بل هم نفسه.
البلدي محمد المطوع يتذكر أيام الطفولة والشقاوة
15 نوفمبر 2013