كتب ـ أحمد الجناحي:«تأملت فتعلمت فحمدت» عنوان كتاب فريد ألفه كمال الصوص، ويروي فيه معاناة طويلـــة مع ورم خبيث أمده بالطاقة والحيوية بدل اليأس، وقاومه بالتأمل الفكري، حتى تعافى وتماثل للشفاء تماماً دون علاج كيماوي أو عمل جراحـي أو أي دواء. والصوص يهدي القارئ ثمرة تجربة واقعية حية، ووصف دقيق لمراحل حياة مشوقة بتفاصيلها رغم الألم، وهي باختصار رواية يصاب بطلها بمرض عضال، دون أن ينال من عزمه وإيمانه وعشقه للحياة. يشكل الكتاب بمجمله سيرة حياة مؤلفه وتجربته الحياتية، ويقدم بين دفتيه رسالة واضحة المعالم والمضامين، مفادها أن المرض ليس نهاية العالم، بل تحد قد يواجه أي إنسان ويختبر معنوياته وقدرته. ضمن الصـــوص كتابـــه خطـــوات مدروسة تتبعها في مقاومة المرض، استطاع من خلالها تجاوز مخاوفه، حيث تخلص أولاً من الأدوية، بعد أن أيقن أنها تعالج مكامن وتمرض مكامن أخرى، واستعاض عنها بأسلوب التأمل الفكري أكسبه صفاء ذهن وراحة أعصاب، وعود نفسه على الأطعمة المفيدة لمثل حالته وواظب عليها.وحرص الكاتب في مؤلفه أن يقدم للقارئ تجربته للتخلص من أوهام المرض، ووضع بين دفتيه قواعد تغذية لو تتبعها أي مريض لحقق لنفسه سعادته وشفائه على حد وصفه. غلاف الكتاب تتصدره صورة جميلة تعطي شعور بالراحة لاحتوائها على منظار طبيعية خلابة، أما الغلاف الخلفي للكتاب، فيعبر فيه الكاتب عن شكره وامتنانه لكل من وقف معه في رحلته، ودعم كتابه ومسيرته، إضافة إلى نبذة بسيطة عن الكتاب.«تأملت فتعلمت فحمدت» حياة الصوص الاستثنائية، وهو يذكر في مقدمته أنه لا يطلب من القراء اقتناء الكتاب فحسب، بل يتمنى من الجميع أن يضعوه في مكتبة أفكارهم وأحاسيسهم، ليكون شعلة هداية للطريق السليم وخطوة مدروسة للصحة النفسية، ويقدم كتاباً إنسانياً يذكر في سطوره العلاج ويخفي في مضمونه رسائل التفاؤل والكفاح.يحوي الكتاب 5 أبواب تقدم بأسلوب بعيد عن التكلف والمبالغة، يقـــول الصـــوص «الكتاب لكل النـــاس، من يعانون من أمراض مستعصية وآخرون ينعمون بصحة جيدة، الكتاب هو السبيل والطريق للشفاء والوقاية على السواء».ويبتغــي الصوص مشاركة تجربتـــه الناجحة مع الناس، ويصفه الكاتب «الكتاب مثل الشمعة وضع للناس بالظلام لتبصر النور، لأني مررت بتجربة صعبة ومشاكل كثيرة، واستطعت التغلب عليها، والكتاب يصف تلك الرحلة وسبل العلاج».اعتمد الكاتب على الإيمان والطبيعة ويوضح فكرته «الإيمان لا يقتصر فقط على الصلاة والحج والصيام، هو أمر سامي عميق ينبع من داخل الإنسان، الإيمان بالقضاء والقدر، الإيمان أن الحزن والفرح من الله وفيه خير، الإيمان أن الموت حق وعدم الخوف منه، معظم الناس تعانـــي من أمراض لأنها تخـــاف الموت»، ويضيف «الطبيعة هي خلقة الإنسان التي خلقه الله بها في أحسن تقويم»، ويوجه الناس إلى العودة للطبيعة والتزود منها.وعن رأيه عن مدى ممارسة الناس للتأمل في حياتهم يقول الصوص «كثير من الناس يمارسون التأمل دون أن يشعروا، وكل منهم يمارس التأمل بشكل وطريقة مختلفة، هناك من يذهب إلى البحر ويجلس على الشاطئ، التأمل هو تنظيف للعقل، الصلاة تأمل، الهدوء والتفكير تأمل، سماع الموسيقى الهادئة تأمل».ويبين الصوص أن كل إنسان لديه طاقة لو اكتشفها بشكل صحيح ووظفها لسعد في حياته، مشيراً إلى أن أكثر ما أسعده بحياته هو مسك الطريق الصحيح للعلاج والتقدم فيه، أما عن الصعوبات فيبين أن أكثر مرحلة صعبة مر بها هي البداية التي كانت بالنسبة له ضربة قاسية.تلقى الصوص الخبر من الأطباء أن المرض لا شفاء منه، ولا حل غير الخضوع لعميلة جراحية نسبة الخطر فيها 80%، وأن أمامه 3 أشهر ليحدد مصيره، وعندها اختار الصوص أن يسلم أمره لله رب العالمين وأن يؤمن بحكمته وتقديره، وهو اليوم يعيش عامه الثامن بعد الشفاء من المرض.