الكويت - (وكالات): عقد وزراء الخارجية العرب والأفارقة أمس اجتماعاً في الكويت بهدف تسريع تنفيذ استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمار والتجارة بين الطرفين، وذلك قبل انعقاد القمة العربية الأفريقية غداً وبعد غد، فيما أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح أن «الوقت قد حان للارتقاء بالعمل العربي الأفريقي المشترك وتفعيله خدمة لمستقبل شعوب المنطقتين». وستكون القمة الأولى من نوعها منذ 2010 عندما التقى القادة من المجموعتين في ليبيا قبل انطلاق حركة الاحتجاجات التي تعرف بالربيع العربي. ويهدف اجتماع وزراء الخارجية إلى وضع جدول الأعمال للقمة التي يتوقع أن يصادق فيها القادة على تدابير تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المنطقتين، خاصة بين منطقة الخليج الغنية ومنطقة أفريقيا ما دون الصحراء.واعتمد المجلس المشترك لوزراء الخارجية مشاريع قرارات رفعها كبار المسؤولين خلال اجتماعاتهم في الأيام الثلاثة الماضية. وذكرت مصادر دبلوماسية في ختام الاجتماع الوزاري المشترك الذي بدأ صباح أمس أن المجتمعين اعتمدوا عدداً من مشاريع القرارات لرفعها إلى القادة في اجتماعاتهم التي تبدأ غداً وتستمر يومين ومن أبرزها إعلان الكويت والبيان الخاص بشأن التطورات في فلسطين.من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إن «الوقت قد حان للارتقاء بالعمل العربي الأفريقي المشترك وتفعيله خدمة لمستقبل شعوب المنطقتين»، مضيفاً أنه «في عالم اليوم لم يعد هناك للدول أن تتحرك منفردة وإنما من خلال التجمعات والكيانات الإقليمية الكبيرة المبنية على الإيمان بالمصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة».وقال الشيخ صباح الخالد في كلمته في افتتاح أعمال اجتماع المجلس المشترك لوزراء الخارجية للقمة العربية الأفريقية الثالثة إن «عقد القمة في الكويت يهدف إلى وضع العلاقات التاريخية الوطنية بين الدول العربية والأفريقية في إطارها الصحيح من أجل العمل على استثمارها في تحقيق مصالح الدول الأعضاء في المنطقتين».وذكر أن «إمكانات الإقليمين العربي والأفريقي واعدة وتدل عليها لغة الأرقام حيث يتجاوز التعداد السكاني للوطن العربي والقارة الأفريقية مجتمعين 1.2 مليار نسمة مما يشكل 18% من سكان العالم»، مشيراً إلى «أهمية الإمكانات والطاقة البشرية ونمو الناتج القومي المشترك الذي يبلغ 4.25 % متفوقاً على النمو في الناتج العالمي والذي يعادل 3%». وشدد على «أهمية الجوار الجغرافي العربي الأفريقي وما يمثله من عمق تاريخي وإرث بشري حافل يجعل مصير الإقليمين مترابطاً ومتشابكاً مما يستوجب تعاوناً مشتركاً أوثق بين هاتين المنطقتين الحيويتين من العالم».وأعرب الشيخ صباح الخالد عن «تطلع الكويت إلى ترجمة شعار القمة العربية الأفريقية الثالثة «شركاء في التنمية والاستثمار» إلى واقع حي وملموس ينعكس خيراً ورفاهية على شعوب المنطقتين ويلبي آمالهم وتطلعاتهم من خلال الارتقاء بقضايا التنمية والاستثمار وخلق الشراكات التنموية والاقتصادية البناءة».وقال إن «التقارير الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة في إطار «الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا» أظهرت وجود فجوة هائلة في تطوير البنى التحتية في أفريقيا»، مشيراً إلى أن «تجسير هذه الهوة يتطلب تضافر جهود المؤسسات التنموية العربية والأفريقية والدولية لتمكينها من المضي في تنفيذ المشاريع التنموية اللازمة بما يسهم في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية».وأكد «أهمية دور القطاع الخاص في مجالات التنمية البشرية باعتباره ركناً أساسياً من أركان التنمية الشاملة والمستدامة من خلال ما يضطلع به من أنشطة ومشروعات تسهم في البناء والتطور مصحوبة بما يوفره من فرص عمل في العديد من المجالات الحيوية مما يستلزم زيادة تفعيل دوره في المنطقتين من أجل الاستثمار المشترك والمساهمة في مشاريع البنى التحتية».وشدد على «ضرورة وجود أطر واضحة ضامنة للاستثمار تقدمها الدول الأعضاء مقرونة بتوافر الحوافز والتسهيلات الفنية والتشريعية الكفيلة برعاية هذا الدور وحمايته».وأشاد الشيخ صباح «بالدور الذي قام به العديد من المفكرين والخبراء والمختصين في مجالات التنمية والاستثمار والاقتصاد من القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي الأفريقي الذي نظمه الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في 11 و12 الجاري والتوصيات التي رفعها المنتدى إلى القمة والتي اشتملت على محاور رئيسية في مجالات التعاون العربي الأفريقي للتنمية والاستثمار والأمن الغذائي والتبادل التجاري».وقال إن «الكويت تؤكد تواصلها على نهج الانفتاح والتواصل الحضاري والإنساني مع كل الشعوب والأقطار وستظل وفية لمبادئها ومؤمنة برسالتها ومخلصة لصداقاتها وماضية في مسيرتها نحو خير ورفاهية المعمورة ترسيخاً لعالم أمن مزدهر تسوده روح المحبة والإخاء». وأعرب عن «الشكر والتقدير لليبيا الرئيس السابق للقمة العربية الأفريقية على كل الجهود التي بذلت في سبيل الدفع قدماً في مسيرة التعاون العربي الأفريقي»، معبراً عن شكره لجمهورية الغابون الرئيس المشارك للقمة العربية الأفريقية الثانية على ما قامت به من جهود كبيرة ومتابعة حثيثة لقرارات القمة الثانية». كما عبر عن شكره للأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأفريقي على جهودهما الحثيثة وعملهما الدؤوب والمتواصل لإتمام كل التجهيزات والتحضيرات وصولاً لعقد القمة العربية الأفريقية الثالثة. وعبر الشيخ صباح في ختام أعمال الاجتماع الوزاري عن خالص الشكر والثناء على الإسهامات القيمة للمجتمعين ومداخلاتهم الثرية. ولفت إلى الاجتماعات المتواصلة للمجموعات المحورية الثلاثة المتمثلة في كل من لجنة تنسيق الشراكة وفريق صياغة الوثائق واللجنة الثلاثية التحضيرية المكونة من دولة الكويت وكلٍ من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأفريقي وما هيأته عبر اجتماعات متواصلة من رؤى وتصورات وتوصيات آلت إلى نتائجها المثمرة. وأعرب عن سعادته بتعاون وتفاعل الجميع لتحقق دورية انعقاد القمة آملاً بتفاؤل أن يتم تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه بعد أن يحظى بمباركة القمة وبما يسهم في تعزيز آليات التعاون القائمة وصولاً للشراكة الاستراتيجية الحقيقية المأمولة. وبحسب المنظمين، سيحضر القمة 34 رئيس دولة و7 نواب لرؤساء و3 رؤساء حكومة.وكانت القمة العربية الأفريقية السابقة في ليبيا تبنت استراتيجية شراكة بين المجموعتين للفترة بين 2011 و2016 إلا أن تطبيقها تباطأ كثيراً، خاصة بسبب الاحتجاجات التي عمت عدة دول عربية.ويبحث الوزراء أيضاً في اتفاق لإقامة آلية عربية أفريقية مالية مشتركة لتنفيذ المشاريع ولتشجيع الاستثمارات. كما سيتم بحث إقامة آلية تعاون حول الهجرة والعمال الوافدين.
الكويت: حان الوقت لتعزيز العمل العربي الأفريقي
18 نوفمبر 2013