عواصم - (وكالات): أعلنت القوات النظامية سيطرتها أمس على بلدة قارة الواقعة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة السورية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا».يأتي ذلك فيما يتوالى سقوط القذائف على أحياء وسط العاصمة السورية ومنها ما أصاب الجدار الداخلي للجامع الأموي الواقع في دمشق القديمة.وأكد مصدر أمني أهمية مدينة قارة «كونها همزة وصل بين الحدود اللبنانية والداخل السوري لجهة المنطقة المتوسطة».كما تقع في المنطقة مستودعات أسلحة ومراكز الوية وكتائب عسكرية عديدة للجيش السوري.وأشار المصدر إلى أن «العملية استغرقت 3 أيام» اضطر خلالها آلاف السوريين إلى النزوح إلى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية مع سوريا.وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، من جهته، سيطرة القوات النظامية على قارة «بعد انسحاب مقاتلي جبهة النصرة من المدينة».وتعرضت المدينة التي يتحصن فيها عدد كبير من مقاتلي المعارضة منذ صباح الأحد الماضي لقصف بالطيران الحربي، وسط محاولات من قوات النظام لاقتحامها، بحسب ما أفاد المرصد.ومنذ الجمعة الماضي، شهدت المعارك بين القوات النظامية مدعومة من حزب الله ومقاتلي المعارضة وبينهم جهاديون، تصعيداً في منطقة القلمون، خاصة على طريق حمص دمشق القريبة من قارة. وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن ارتفاع حصيلة قتلى تفجير مبنى إدارة المركبات في حرستا «ليصل إلى 68 بينهم 13 ضابطاً أحدهم برتبة لواء و3 برتبة عميد» مشيراً إلى أن «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود المزيد من الجرحى».سياسياً، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الحكومة السورية إلى مضاعفة الجهود لضمان وصول المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن إلى المحتاجين في سوريا التي تعيش حرباً أهلية منذ 2011.ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن لافروف قوله خلال لقاء مع وفد حكومي سوري في موسكو «ندعو إلى القيام بالمزيد لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في أسرع وقت ممكن وبدون إجراءات بيروقراطية».والتقى لافروف بثينة شعبان المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد ونائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اللذين أجريا مباحثات أولى في موسكو في إطار الإعداد للقاء جنيف 2.وكان الائتلاف الوطني للمعارضة السورية أعلن استعداده للمشاركة في مؤتمر جنيف شرط استبعاد الرئيس بشار الأسد من أي مرحلة انتقالية. وتعارض روسيا، حليفة دمشق، هذا النوع من الشروط المسبقة.وقال المقداد خلال اللقاء مع لافروف «نحن نتفق تماماً مع موقفكم المتعلق بالاستعدادات لمؤتمر جنيف. والتي يجب أن تجرى بدون شروط مسبقة». من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي من جديد على ضرورة دعوة ممثلين لكل الدول التي لها تأثير على الوضع في سوريا إلى مؤتمر جنيف 2 وعلى الأخص إيران.وأجرى ممثلو الحكومة السورية أيضاً مباحثات مع وفد حكومي إيراني يزور موسكو.وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين مير عبد اللهيان خلال اللقاء «سنواصل دعمنا لسوريا التي تواجه تمرداً».وذكر أن بلاده ترى أنه يمكن عقد مؤتمر السلام بشأن سوريا إلا أن فصائل المعارضة لم تلتزم بعد بالمؤتمر بشكل كامل.واستناداً إلى وزير الخارجية الروسي فإن موسكو قد تستقبل أيضاً رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا بعد رحيل الوفد الحكومي السوري.إلى ذلك، قالت لافروف إن المعارضة السورية أصبحت تتحلى بمزيد من «الواقعية» لكن المطلوب هو إقامة أرضية مشتركة و»بناءة» لمؤتمر جنيف 2. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية استعداد باريس لتقديم خبرتها في تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية خارج سوريا مشيرة أيضا إلى أنها لم تتلق أي طلب باستقبالها.ورفضت ألبانيا استقبال الأسلحة على أراضيها، وهو ما لا تحبذه أيضاً بلجيكا، التي يبدو أن الأمم المتحدة طلبت منها ذلك، وكذلك فرنسا. من جهته، دعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام المسيحيين السوريين إلى البقاء في بلدهم، مشيراً إلى أن 450 ألف مسيحي سوري نزحوا داخل البلاد أو لجؤوا إلى خارجها منذ بدء النزاع السوري قبل 31 شهراً.وفي عمان أعلن بيان حكومي أردني أن ألمانيا قدمت منحة بقيمة 10 ملايين يورو للأردن لتمويل مشروع يزود اللاجئين السوريين التي تستضيفهم المملكة بالمياه.