أكد شيوخ وعلماء دين أن «الله سبحانه وتعالى أمر عباده بالطاعة المطلقة لرسوله صلى الله عليه وسلم في أكثر من 30 موضعاً بالقرآن الكريم»، مشيرين إلى أن «المولى عزوجل جعل طاعة الرسول والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه من أعظم ما يتقرب به المسلم لربه، لأن طاعته من طاعة الله»، فيما حذروا من أن «الاستغناء عن السنة المطهرة يهدم الدين من أساسه ويفتح باب الزندقة». واستشهد العلماء «بقول الله تعالى في كتابه الكريم «من يطع الرسول فقد أطاع الله»، وبقوله سبحانه وتعالى «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب»، وفي هذا الصدد يقول الإمام ابن كثير رحمه الله «أي مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمركم بخير وإنما ينهى عن شر»». وأضاف العلماء أن «الله أمر عباده المؤمنين بطاعة النبي وألزمهم بها في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، وكذا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر معلوم من الدين بالضرورة، ولا يسع أحد إنكاره، فقد قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله «نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول في 33 موضعاً»، وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله «أمر الله بطاعة رسوله في أكثر من 30 موضعاً من القرآن، وقرن طاعته بطاعته، وقرن بين مخالفته ومخالفته، كما قرن بين اسمه واسمه، فلا يذكر الله إلا ذكر معه اسم نبيه»».وأوضح العلماء أن «القرآن الكريم أمرنا بطاعة النبي الكريم طاعة مطلقة في كل ما أمر به أو نهى عنه، قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً». وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في هذه الآية: «أمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله، وأعاد الفعل إعلاماً بأن طاعة الرسول تجب استقلالاً من غير عرض ما أمر به على الكتاب، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقاً، سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم يكن فيه، فإنه أتى الكتاب ومثله معه». وقال الإمام الشافعي «على أهل العلم طلب الدلالة من كتاب الله، فما لم يجدوه نصاً في كتاب الله، طلبوه في سنة رسول الله، فإن وجدوه فما قبلوا عن رسول الله فعن الله قبلوه، بما افترض من طاعته»».وشدد العلماء على «الانتباه لتحذير الرسول لكل من يحاول رد أمره وسنته بدعوى الاكتفاء بالقرآن الكريم، فعن أبي رافع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا ندري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه»».ونوه العلماء بأنه «لو استغنينا عن السنة لانهدم الدين من أساسه، وانفتح باب الزندقة على مصراعيه»، موضحين أن «السنة جاءت بمثل ما جاء به القرآن الكريم من وجوب طاعة النبي، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى؟!، قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى». وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله»».وخلص العلماء إلى أنه «من سعادة العبد أن يرزقه الله طاعة النبي فهي أصل من أصول الدين، وشرط من شروط الإيمان، وقد حذرنا الله من مخالفته وعصيانه، فقال تعالى: «ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذابٌ مهينٌ»، وأوجب علينا تصديق خبره، واتباع أمره، وجعل طاعته فرضاً لازماً، فهي مفتاح الجنة، وسبيل الهداية، فقال تعالى: «قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا»».