كتب - علي الشرقاوي: الراحل الكبير صلاح علي المدني أحد أكبر الباحثين الجادين في البحرين، نظراً لما قدمه من كتابات ودراسات وبحوث تشكل مراجع مهمة لأي باحث في تاريخ البحرين وفي تراث البحرين القديم. كان صلاح المدني زاهداً في الإعلام، أو الحديث عن تجربته في الكتابة أو في الحياة، لا يحب البروز والظهور في الصحافة والإذاعة والتلفزيون، لكنه فضل الانزواء، لأنه يعرف أن العبرة في ما يقدمه الإنسان لمجتمعه، وهكذا فعل المدني فقد كتب لنا ، ولم يترك لنا لقاءات أو أحاديث نرتشف منها بعض المعلومات عن حياته الدراسية أو الحياتية، وحتى القريبين منه لم يكتبوا شيئاً عن حياته، ولكن في تصوري أن آثاره العظيمة ستبقى مراجع تستفيد منها كل الأجيال. أستاذ التاريخفي 1962 العام الذي افتتحت فيه لأول مرة في البحرين مدرسة إعدادية لمدة عامين، فقبل ذلك كان الطالب ينقل إلى المدرسة مباشرة بعد شهادة الصف السادس ابتدائي، وكان من حظنا أن نكون أول مجموعة طلابية تبدأ المرحلة الابتدائية. كنا في الصف الأول إعدادي، وكان معي كما أذكر ولد الفرجي أمين صالح، والباحث في التاريخ الحديث بدر عبدالملك وصديقي في تلك الفترة الراحل إبراهيم محمد الحسيني.في حصة التاريخ جاء لنا معلم في ريعان الفتوة والشباب هو الأستاذ صلاح المدني. وكتلاميذ في سن التكوين، شدنا المعلم الشاب الوسيم إلى مادة التاريخ، كان يشرح لنا كأنه يقرأ في كتاب، وكنت أتساءل حينها: من أين له كل تلك المعلومات، ربما لم ينه الفصل الدراسي هذا ، فقد اتجه إلى مكان آخر ، يناسب طبيعة دراسته.منذ العام 1962 وصلاح المدني قد استقر في ذاكرتي، كجزء من تجربتي الحياتية، لا يريد أن يغادرها، لأنني تعلمت منه شيئاً ما، ما هو هذا الشيء. لا أعرف. الذي أعرفه جيداً، إنني أحببته، وبعد تلك الفترة، تابعت ما ينشر من كتب، وأهمها بالنسبة لي، كتابه المشترك مع كريم العريض، وهو ( من تراث البحرين الشعبي ) وخاصة في القسم الثاني من الكتاب، لأنه أحد المراجع التي أعود إليها بعد فترة وأخرى . وكتابه الموسوعة ( أمثال البحرين الشعبية – النظرية والتطبيق). ليست مجرد أفكارفي كتاب «من تراث البحرين الشعبي» الصادر العام 1972 يقول الباحثان صلاح علي المدني وكريم علي العريض في مقدمة الطبعة الأولى»الحقيقة أننا نعترف منذ البداية بأن هذا الجزء من هذا الكتاب ما هو إلا مجرد أفكار وفرضيات لا ترقى إلى مستوى الدراسة العلمية، التي تستند إلى أدلة الإثبات العلمية، جمعناها ونسقناها بعد أن قرأنا كل ما وقع تحت أيدينا من الكتب التاريخية والفنية عن حضارات أرض النيل وما بين النهرين وجزيرة كريت والساحل الشرقي لشبه جزيرة العرب» .إن القارئ يعلم – ولا شك – أن العصور السحيقة الموغلة في القدم ، مثل عصر لمون قد خلت تقريباً من السجلات المكتوبة، لذلك فقد اعتمدنا أيضاً على المصادر الفنية، من أجل الحصول على الدليل التاريخي . ولقد رأينا أنه من الأفضل قبل الكتابة عن الفنون التشكيلية في البحرين أن نمهد لها بعرض موجز لتاريخ البحرين القديم، وذلك لاعتقادنا بوجود الارتباط المادي الوثيق بين التاريخ وبين الفنون التشكيلية، ولقناعتنا بأن الفنون عموماً تتصل اتصالاً قوياً بروح الثقافة العامة لدى أي شعب من الشعوب خلال أي عصر من العصور « المنامة 2/5/1972». إن الباحثين في كتاب من تراث البحريني الشعبي اعتمدا على 128 مرجعاً من الكتب التاريخية والمجلات العربية والمراجع الأجنبية وبالذات الإنجليزية والفرنسية، من أجل الوصول إلى أن يكون كتابهما الرائع هو الآخر مرجعاً من مراجع المكتبة البحرينية وخصوصاً في التراث الشعبي. ولهذا أقول إن عمل الباحثين، لم يكن مجرد أفكار كما قالا بتواضع، إنما هو تأسيس لحركة كتابة الموروث الشعبي، بعيداً عن النقل المباشر ، وقد ساهم كتاب « من تراث البحرين الشعبي «في تحفيز العديد من المهتمين بالأدب الشعبي، للكتابة والبحث والتحليل.مقدمة الكتاب ونقرأ في مقدمة الكتاب «هذا الكتاب عن الأمثال الشعبية في البحرين، كان أول ما كان، مشروع فصل من كتاب «من تراث البحرين الشعبي» الذي أصدرناه العام 1972، بجانب فصلين آخرين، أحدهما عن الحكايات الشعبية والآخر عن الطرب الشعبي، رأيت في ذك الوقت – ولأسباب لا يد لي فيها – تأجيل الكتابة عنها إلى حين. ومنذ العام 1972، لم أترك فرصة إلا ودعوت فيها إلى إعطاء تراثنا الشعبي مزيداً من الحب والاهتمام، ومتسعاً من البحث والدراسة. وخلال هذه الفترة ظهرت إصدارات ومقالات في الصحف، ولكنها – والمجاملة في هذا المجال تضر أكثر مما تنفع – لا تشفي الغليل لا من حيث الكيف ولا من جهة والكم. حيث إن الدواعي والأسباب موجودة، والرغبة والتربة والمناخ متوافرة. إن البحرين، وما في هذا من شك، أسهمت في ولادة التاريخ، كما إنها في ذات الوقت قد احتضنت التراث. فأينما يممت وجهك، وحيثما أصغيت السمع فإن مواد التراث الشعبي وموضوعاته راسخة منتشرة في كل مكان، تستغرق جميع أنشطة الشعب الإنسان بكل طبقاته وتكويناته الاجتماعية والمالية والسياسية والفكرية والنفسية. فالتراث إذن يشمل جميع فنون وآداب الشعب القولبة، الخرافات وقصص الخوارق والحكايات والسير والغازي والأمثال والحكم والأقوال المأثورة والنوادر والألغاز والنكات والأحاجي والصيحات والنداءات والبكائيات. والمعتقدات الخرافية، والتقاليد والعادات المتوارثة، والأغاني والرقصات والألعاب والأناشيد الدينية والأذكار وأغاني الحرف وأغاني وترنيمات الأطفال. كما إنه يشمل الأبنية والمقابر والمساجد والتطبيب والأدوية والرسم والنقش والخط، والموسيقى وتفسير ظواهر الكون، من رعد وبرق وخسوف وكسوف، والعقيدة والسلوك والزراعة والغوص وطرق التعليم. وكذلك يشمل التنظيم الاجتماعي وشرائحه وفئاته، والنظام الاقتصادي ومهنه وحرفه، والقانون والعرف والمسكن والمأكل والملبس والمشرب وغيرها من الممارسات والمنزلية... إلى آخر القائمة».«وهذا الكتاب: «أمثال البحرين الشعبية النظرية..... والتطبيق». لم أقصد بالنظرية هنا، النهج أو الفلسفة أو الأيديولوجية التي يعتنقها الكاتب وهو يتناول الأمثال الشعبية. وإنما قصدت أساساً الأدوات والعدد التي يحتاجها الكاتب وهو يهم في مراجعة الأمثال الشعبية. ذلك لأنه بدون هذه الأدوات والعدد لا أعتقد أن أحداً يستطيع، مهما أوتي من حول وقوة، أن يخترق أعماق المثال وأن ينفذ إلى مكنوناته وأسراره. وقد يبدو المثال الشعبي لأول وهلة بسيطاً مباشراً، ولكنه عند التدقيق والتمحيص، غامض مناور يلبس قميصاً موشحاً بألف لون ولون. كما إن التطبيق الذي أعنيه ليس هو مجرد الجمع أو الشرح أو تبيان مضرب المثل. وإنما التطبيق الذي أعنيه هو استخدام المثل واستعماله، هو معالجته في مختلف أنماط التعبير الشعبي. أو هو على العموم استثماره في مجالات الأدب الشعبي. ذلك لأن المثل الشعبي كما هو هدف في ذاته، هو – عندنا – في معظم حالاته طريقة ووسيلة وعامل مساعد، لكنه أساسي لأشكال التعبير الأخرى. وبعد.. هذه مجرد محاولة لكي يسهم هذا الجهد المتواضع في مسيرة تراثنا الشعبي على المستوى النظري والتطبيقي، وأرجو أن أكون قد وفقت في إبراز هذا التوجه. وأخيراً أجد أن لزاماً عليّ، أن أتوجه بالشكر إلى جميع من أسهم في إخراج هذا العمل إلى الساحة الأدبية، وعلى الأخص وزارة الإعلام ممثلة في وزيرها المرحوم طارق عبدا لرحمن المؤيد، وأن أنوه بكل المصادر الأخرى – على اختلافها – التي كانت لي معيناً ونبعاً لا ينضب. كما أشكر الشاب النابه حسين حسن رحمة طابع هذا الكتاب، الذي أسبغ الله عليه فضيلة الصبر والثبات. والله أسأل أن أكون قد هديت من أمري رشدا، والله أشكر أولاً وأخيراً، صلاح علي المدني ، أم الحصم 1/12/1989. شيء منه ويقول المدني «إننا سوف لن نتعرض – ونحن في صدد دراستنا لوظائف وأهداف أمثالنا الشعبية – إلى بعض الموضوعات أو المسائل التي تثيرها دراسة الأمثال الشعبية، وذلك بالرغم من اقتناعنا بأهمية وضرورة التعرض لهذه الموضوعات أو هذه المسائل، فإن حدث هذا التعرض فسوف يكون بالقدر الذي يجلي غامضاً أو يوضح مبهماً. لن نتعرض – بالتفصيل – مثلاً إلى سجل حية المثل الشعبي، ذلك أن المثل مثله مثل أي كائن حي له هو الآخر سجل حياة، ويمر مثله بدورة الحياة، فهو أولاً يولد ثم ينشأ ثم يشيخ ويهرم، وفي النهاية يموت المثل وتنساه الذاكرة، نظراً لقلة تداوله بين الناس وندرة استعمالهم له. ليس هذا فحسب، فقد يمرض المثل أيضاً ويعتل، وتبدو الحاجة، عندئذ، ملحة إلى علاجه، لكن علاجه في هذه الحالة يكون بولادة مثل آخر، يكون معافى البدن والنفس، يصحح له المسار ويعيده إلى وظيفته الطبيعية ويحدد له الغرض والهدف من وجوده».«وكما يحب الإنسان السفر والتجوال، كذلك المثل أيضاً يحب السفر والتجوال، ولا يقبل أبداً أن يبقى محبوساً داخل حدوده الجغرافية أو الاجتماعية أو السياسية، فيحاول كلما سنحت الفرصة أن يرحل.. أن يسافر ليختلط بالأمم والشعوب، فيجري على ألسنتها وينير لها الدرب ويلهمها العدل والصواب. بل قد يصل بالمثل الأمر، أحياناً، إلى أن يتخلى عن جنسيته الأصلية ويكتسب جنسية أخرى أيضاً، أو يكتسب الجنسية العالمية حتى ليبدو في صورة جديدة، قد يصعب معها حتى على الدارس المتخصص تحديد موطنه الأصلي ومعرفة هويته».«كذلك لن نتعرض – بالتفصيل – إلى العلاقة القائمة بين المثل الشعبي والمثل العربي الفصيح. أو هل هناك ارتباط بين هذه العلاقة وبين حالة الوهن والانكماش التي تصيب اللغة العربية، في عصر من العصور أو في بيئة من البيئات؟ بمعنى أن ينتعش المثل الشعبي ويذيع كلما أصاب اللغة العربية الضعف والهزال. فقد تتوثق العلاقة بين المثل العشبي والمثل العربي الفصيح إلى درجة أن تذوب الفروق بينهما، وتنمحي المسافات بحيث يبدو فيها المثل الشعبي صورة طبق الأصل من المثال العربي أو يصبحن أقرب من وجهين لعملة واحدة. وفي أحايين أخرى قد تضعف هذه العلاقة وتضوي، وذلك عندما يتفق المثلان – العشبي والعربي الفصيح – في المعنى فقط دون الشكل، في الركن الموضوعي دون الركن الأدبي، ففي هذه الحالة يكون المضمون واحداً ولكن التمايز والتغاير يكون في أسلوب التعبير وشكله، في صياغة المثل. وكما يكون المعنى واللفظ واحداً في كل من المثل الشعبي والعربي، أو يتحدان في المعنى دون اللفظ كما ذكرنا. قد يتمحور المثل الشعبي على ذاته، وتنقطع كل الأسباب بينه وبين المثل العربي الفصيح، حينئذ تكون للمثل الشعبي شخصيته المستقلة، وهويته الواحدة. كذلك أيضاً لن نتعرض – بالتفصيل – إلى مسألة الارتباط الوثيق الذي يربط كل من المثل والحكمة، ولا إلى المكانة الرفيعة التي يرقى إليها كلاهما، في عقل ووجدان الإنسان العربي. كذلك لن نناقش أيضاً موضوع الأسبقية بينهما، وأيهما أسبق من الآخر، المثل أم الحكمة؟ لكن من المهم أن نشير إلى المكانة أو إلى الموضع الذي وضعه العرب للمثل، وإلى أقوالهم فيه. فقد قالوا عنه: «يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه، وجودة الكناية، فهو نهاية البلاغة..».وكذلك إلى قول ابن عبد ربه في عقده الفريد حيث قال: «الأمثال هي وشى الكلام، وجوهر اللفظ، وحلىّ المعاني... فهي أبقى من الشعر، وأشرف من الخطابة...». وأخيراً وليس آخر لن نتعرض – أيضاً بالتفصيل – إلى دراسة المثل الشعبي من منظور الشكل والتكوين أو تبيان الذوق البلاغي الشعبي، أو توظيف الصوت من حيث التكرار والتجانس والإيقاع، وعلى العموم تلمس الموسيقى الداخلية والخارجية ومدى انسجامهما في المثل الشعبي. هذه الموضوعات وغيرها – مع اعترافنا بأهميتها – لن تكون الآن محور هذه الدراسة، وإنما سيكون التركيز أكثر على الوظائف الاجتماعية للأمثال الشعبية، سيكون التركيز على استخلاص الأهداف واستنباط الدروس، وذلك حتى تكون الأمثال الشعبية حقاً عبرة لمن استعبر». الطرب الشعبي على مساحة عدة حلقات نشرها الباحث صلاح علي المدني في مجلة العروبة و تحت عنوان ( المدخل إلى الطرب الشعبي ) حاول أن يتوغل في عالم هذا الطرب المسكوت عنه ، ويبدأ بطرح الأسئلة للولوج في أقاليم هذه الأسئلة فيقول ما هو الطرب الشعبي؟ ما هي ماهيته وفحواه ؟ أو بمعنى آخر يكون التساؤل كالتالي: هل بالإمكان وضع تعريف للطرب الشعبي ويكون هذا التعريف جامعاً مانعاً؟ الشعر المكشوف في العدد 14 من مجلة العروبة وتحت عنوان أغنية الشعر المكشوف يكتب صلاح المدني: أمنيات الإنسان العادي. يقول صلاح المدني في أغنية الشعر المكشوف ( الحلقة السابعة ) والتي نشرها في العدد 14 من مجلة العروبة، عندما يهبط المساء ، ويهجع الفلاحون بعد عناء يوم طويل تحت سدرة أو شجرة يتسامرون ويتفاكهون برواية لشعر وحكايات شعبية والغاز ونوادر، وقد يدخل بعضهم في مناظرات ومطارحات زجلية ممزوجة بألحان بسيطة ساذجة، يشرح الواحد منهم فيها أحلامه وأمانيه في الحياة، وهي توسلات لا تخرج كثيراً عن الحدود الدنيا من متطلبات الحياة العادية للإنسان العادي، «يقول الأول: أنا الذي مهنتي في دنيته بالقوت، وأتقول ويش تشتهي، هاك القلب مفتوت، واركب انخيل العوالي وانسدح واموت، فيرد عليه صديقه الثاني : ويش اشتهي وأتمنى شبعتي حلوه، ومرابع الجن وأم حمار جان اشوه، اشوه من العمات والخالات والبلوه ، واشكي لربي من اللي ابحالتي سوه. ويرد عليه صديقه الثال: ويش اشتهي وأتمنى ألفين روبيه، واغريفة عاليه فيها منامية ، وابغيله مبرده من ماي لحنينيه، واديايه محشيه في وسط صينيه، ويمسك حبا الغناء الصديق الرابع، ويش اشتهي واتمنى ألف ناقة حمر، وألف عبده وعبد من عبيد السمر، وأغريفة عاليه فيها رباب وزم، الشرق والغرب والجنه وطول العمر، اليد الواحدة ما تصفق». حول هذا المثل يعلق المدني في كتابه ( أمثال البحرين الشعبية – النظرية والتطبيق) «من منا شاهد يداً واحدة تصفق؟ وكيف تصفق وهي لم تعانق يداً أخرى؟ لا بد من عناق الأيدي حتى نسمع إيقاعات التصفيق . نعم اليد الواحدة لا تصفق، كل المصلحين على اختلاف أهوائهم وهوياتهم يحفظون هذا القانون عن ظهر قلب . الوحدة والاتحاد والتعاون والتآزر والتعاضد والتساعد، وكل مفردات التلاحم وحدها التي ترتفع أصواتها . أما الانفصال والتشرذم والتجزئة والانقسام وغيرها من مفردات التفتيت، فليس فيها غير صمت القبور . إن بناء المجتمعات وتأسيس الدول، لا يمكن أن يتم إلا عن طريق تجميع الجهود وتوحيد الهمم، وتعاون كل أفراد الأمة. من يطبع «المدخل»إن وقوفي القصير أمام تجربة الباحث الراحل، صلاح المدني من أجل تحفيز الآخرين الذين زاملوه في دراسته الجامعية ، على الكتابة عن تجربته الحياتية والفكرية، والأسباب التي جعلته يتعلق بالتراث، وهذه الوقفة تحتاج إلى الكثير من المعلومات التي عايشها أصدقاء المدني وزملاؤه في العمل أو نادي العروبة. والتي بالطبع لا أملكها. ولكن الوقفة جاءت من أجل طرح ضرورة طباعة مثل هذا الكتاب والذي يملأ ثغرة كبيرة في مكتبتنا البحرينية والخليجية والعربية والعالمية، لأنه كتاب عبارة عن بحث دقيق في الطرب الشعبي، والمدني من أدق الباحثين في المجال الذي يشتغل عليه، وقد رأيناه باحثاً دقيقاً في كتابه( أمثال البحرين الشعبية – النظرية والتطبيق). وهناك العديد من الجهات التي من الممكن أن تقوم بطباعة هذا الكتاب، أولها نادي العروبة، بسبب أنه نشر المقالات في مجلة النادي ( العروبة) و أعطى جزءاً من عمره للنادي وأعضاء هذا النادي. ومن الممكن أن تقوم بطباعة الكتاب وزارة الثقافة، عبر مشروعها في النشر، أو من خلال كتاب البحرين الثقافية، أو أن ينشر الكتاب من خلال مجلة الثقافة الشعبية. وشخصياً لا يهمني أية جهة تأخذ على عاتقها نشر الكتاب، ما يهمني أن ينشر الكتاب ويوزع على نطاق واسع، لأن الكتاب شبه موسوعي يملك إمكان التحفيز على مزيد من البحث في هذا المجال الذي مازال مبكراً .