كتبت ـ نور القاسمي: أكد مدير عام الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية د.عادل الزياني، أن الاختبارات أظهرت أن جودة الهواء والماء في البحرين لا تنذر بالخطر وتتطابق والمواصفات العالمية.وقال إن قرار مجلس الوزراء بتكليف شركة استشارية عالمية مستقلة لتحديد جودة الهواء والماء وقياس ملوثاتها على مدار الساعة لا يعني أن الوضع الراهن غير سليم.وأضاف أن المجلس الأعلى للبيئة بالمملكة طلب إجراء الاختبارات والتحليلات للتعرف على الصورة الراهنة للهواء والماء بشكل أكثر تفصيلاً، وأثبتت أن جودة الهواء والماء في البحرين حتى اليوم لا تنذر بخطر.ولفت إلى أن المجلس حريص على التأكد من سلامة البيئة والأحياء البحرية والنباتية حفظاً لصحة المواطن، وعليه أصر على التعرف على نتائج هذه الدراسات فوراً.وأوضح أن المجلس الأعلى للبيئة يتابع بانتظام تقارير جودة الهواء والماء ونتائج الرصد لوحدة الأبحاث في الهيئة، مستدركاً «لكن هذا لا يعني عدم حاجتنا للاستعانة بتقنيات الرصد الحديثة وذوي الخبرة والاختصاص بهذا المجال».وأشار الزياني إلى أن الهيئة تنظر نظرة بعيدة المدى لجودة الهواء والماء، في ظل تطور مشروعات النقل والمواصلات، وتطوير البنية التحتية وزيادة أعداد المصانع وشركات النقل البحري، ما يحتم ضرورة التنبؤ بالمستقبل وحفظ جودة الهواء والماء وتحسينهما إلى الأفضل. وقال «نسعى إلى إيصال تقارير تحمل رؤى وتطلعات المستقبل البيئي في البحرين، عبر تعيين هذه الشركة الاستشارية المتخصصة لدعم قرارات المجلس وتحسين طرحه للمشروعات المقبلة».وحذر من خطر 3 مصادر رئيسة تسبب تلوث الهواء في البحرين، وهي المصانع ومحطات الطاقة وعوادم السيارات.أما فيما يتعلق بالبيئة البحرية، أكد الزياني أن الهيئة ترصد باستمرار خليج توبلي والمياه القريبة منه، وتحلل المياه والتربة لحفظ الحياة البحرية والفطرية بالموقع. ونبه إلى أن البحار المشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي أكثر عرضة للتلوث بسبب المشروعات التنموية والمواصلات البحرية وشركات نقل الزيوت والتنقيب عن النفط والأنشطة الإنسانية الشائعة مثل صيد الأسماك الذي تشترك فيه البحرين مع دول الجوار، داعياً إلى تحسين البيئة البحرية وضمان سلامة البيئة والحياة البحرية.وأضاف الزياني أن جزءاً كبيراً من مياه الشرب في المملكة ناتج من تحلية مياه الخليج، وقال «من الضروري توفير خبراء تدعم عمل المجلس وتساعده في الوصول لأهدافه».وقدم الزياني شكره لمجلس الوزراء على مبادرته وحرصه على البيئة البحرية وملامسته لكل احتياجات الوطن، ليس فقط الاجتماعية والاقتصادية بل البيئية أيضاً.وتتأثر مياه البحرين بملوثين يتمثلان بالمخلفات الصناعية ومياه المجاري، وتتسبب المواد العضوية الموجودة في مياه المجاري في ظاهرة «الإثراء الغذائي»، إذ يؤدي إلى زيادة في عمليات الأيض «التمثيل الغذائي» وتكاثر الطحالب ونشاط البكتيريا، ما يؤدي إلى تقليل نسبة الأوكسجين المذاب في الماء، والهلاك الجماعي للأسماك والأحياء المائية الأخرى، وتعفن المياه وعدم صلاحيتها وانبعاث روائح كريهة منها، إضافة إلى الأمراض الخطرة المنقولة إلى الإنسان بسبب مياه الصرف الصحي غير المعالجة حال اختلاطها بماء البحر.ويعد الدخان والغازات المنبعثة في الهواء، والمواد الكيميائية الأخرى في الماء، والنفايات الصلبة على الأرض، من أهم أسباب التلوث في منطقة الخليج العربي.