أكد أستاذ التعليم العالي في جامعة الجزائر د. عثمان بدري أن اللغة الشعرية فـــي دواويـــــن الشاعــــر إبراهيم بوهنـــدي «أقـــرب ما تكون إلى وجدان الحياة الإنسانية التــي يضطـــرب بهــا واقـع الإنسان الحديث والمعاصر». وبين في ورقته «مؤشرات التجريـــب فـــــي الشعـــــر البحريني المعاصر»، قراءة في أعمال الشاعر البحريني إبراهيم بوهندي، ألقاها مؤخراً في أسرة الأدباء والكتاب أن مخيلة الشاعر إبراهيم بوهندي اشتغلت على نوعين متباينين من مؤشرات التجريب، التجريب الناعم الذي لا يؤدي إلى اختراق مقال ومقام الشكل الفني للشعر الحر، والثاني هو التجريب النوعي الذي يخترق البنية الشكلية والموضوعاتية للشعر المعاصر، ليولد شكلاً فنياً متلاقح الأجناس. وأشار إلى أن بوهندي استطاع أن يخلق لنصوص دواوينه تماهي لغتها وصورها وإيقاعها في الاشتغال على توليد رؤية نقيض أو نفي، فهو يتكامل مع مجنون ليلى قديماً، ونزار قباني حديثاً في الاستعاضة عن الحرية المنفية وعن معاناة الاغتراب والتشيؤ وافتقاد المعنى، بالمواجد الوجدانية والروحية الوجودية.ولفت أستاذ التعليم العالي في جامعة الجزائر من جانب آخر إلى أن المجتمع البحريني يمتاز بحيوية التواصل مع الثقافات والحضارات الإنسانية الكبرى، وبتوهج الذاكرة الوجدانية والثقافية والحضارية لما بين الرافدين، مشيراً إلى أن المجتمع الثقافي في البحرين أقل اعتداداً بالنبرة العالية لثقافة الأحساب والأنساب، وأكثر ولاءً وتجذراً في القيم الاجتماعية والثقافية والحضارية والإنسانية المشتركة بين الناس. وأضاف: تجلى تكامل التجارب الشعرية البحرينية المعاصرة لاستكشاف الزمن الضائع، أو الوعي المفقود، في مؤشرات إجرائية حيوية جديدة، في صميم الحساسيات الفنية والأدبية والفكرية الحديثة.
إبراهيم بوهندي يكتب بلغة أقرب لوجدان الحياة
24 نوفمبر 2013