جنيف - (وكالات): دخلت مفاوضات جنيف حول الملف النووي الإيراني أمس مرحلة «صعبة جداً» وفق المفاوضين الغربيين والإيرانيين إذ إن خلافات عميقة مازالت قائمة حول عدة نقاط.من جهته، صرح رئيس فريق المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أن إيران ليست متأكدة من التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي مع القوى الكبرى في جنيف. وقال عراقجي إن «المفاوضات صعبة ومكثفة، والخلاف يتناول مسائل الصياغة». وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، فإن الخلافات تتناول تخصيب اليورانيوم ومفاعل أراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة.وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «دخلت المفاوضات في مرحلة صعبة جداً ويشدد المفاوضون الإيرانيون على حقوق بلادنا ولسنا مستعدين لقبول اتفاق ينال من حقوق إيران ومصالحها». وأضاف أن «تخصيب اليورانيوم يجب أن يكون جزءاً من أي اتفاق نطمئن الشعب بأن التخصيب لن يتوقف». من جانبه، ذكر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن المفاوضات «لا تزال صعبة جداً، وتجدر الإشارة إلى أن حضورنا إلى هنا لا يعني أن الأمور انتهت»، ثم انضم فوراً إلى المباحثات مع نظيريه الفرنسي والألماني.وأبرز مصدر دبلوماسي أوروبي تطابق وجهات نظر البريطانيين والفرنسيين والألمان.والتقى هيغ نظيريه الفرنسي لوران فابيوس والألماني غيدو فسترفيليه لتقييم ما أنجز في هذه المفاوضات الجارية منذ الأربعاء الماضي في جنيف بين إيران ومجموعة 5+1.وأضاف هيغ «لن نوقع أي اتفاق، نحن البلدان الست المعنية، إلا إذا تأكدنا بأنه حق مفيد ويعالج المشاكل التي يثيرها البرنامج النووي الإيراني».وذكر بتاريخ هذه المباحثات منذ أكثر من 10 سنوات بين إيران والمجتمع الدولي. وقال «إننا نتذكر الحكاية وإلى أي حد أخفي هذا البرنامج وتحدى الاتفاقات الدولية».وتابع أن «من المهم أن يكون الاتفاق مفصلاً وشاملاً» وأن «يتمكن العالم بأسره بأن يثق في أنه سيكون فعالاً وسيتم تنفيذه».كذلك تحدث فسترفيليه باللهجة نفسها، وقال لدى وصوله «هناك فرصة واقعية للتوصل إلى اتفاق، لكن مازال أمامنا عمل كثير يجب إنجازه».واعتبر ظريف أنه «من السابق لأوانه» تقييم نتائج المفاوضات، بينما يتواجد وزراء خارجية الدول الست في جنيف. ويتفاوض دبلوماسيو «5 + 1» منذ الأربعاء الماضي بشكل حثيث من أجل التوصل إلى اتفاق مرحلي من 6 أشهر لاحتواء البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل مقابل تخفيف العقوبات الدولية على إيران.وتشدد إيران على الاحتفاظ ببرنامجها لتخصيب اليورانيوم ومواصلة إشغال بناء مفاعل الماء الثقيل في أراك المخصص للأغراض الطبية والأبحاث، لكن يمكن أن ينتج على المدى المنظور بلوتونيوم يمكن استخدامه لأغراض عسكرية.وبعد وصوله بقليل، تباحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع المفاوضة التي فوضتها الدول الكبرى وهي وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون، ثم التقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي لم يسمح موقفه الحازم بالتوصل إلى اتفاق في الجولة السابقة من المفاوضات بداية الشهر الجاري.