كتبت - عايدة البلوشي:لاتزال «الخطابة» تمارس دورها ولكن على استحياء، وبأسلوب جديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي. واذا كان البعض يتفاعل مع الخطابة الحديثة، فإن هناك من لايزال يخشى نظرة المجتمع. وبحسب ماجدة سلمان -44 سنة- فإن هناك نوعين من الخطابات، الأول خطابة «الفريج» وبطبيعة الحال يكون لديها معارف كثيرة وتعرف أبناء «العوايل» والجيران وتحاول بأن تجمع بين الشاب والفتاة، والنوع الثاني وهو النوع التجاري ولها عنوان بالفيس بوك والتويتر ومواقع التواصل الاجتماعي وهدفها مادي في أغلب الأحيان.سلمان تؤكد أن اللجوء إلى الخطابة في المجتمعات الشرقية فيه نوع من الإحراج، خصوصاً بالنسبة للفتاة، مشيرة إلى أنه من الصعب جداً أن تلجأ الفتاة إلى الخطابة بصورة رسمية، ولكن البعض يتزاوج عن طريق الخطابة ولكن بصورة أخرى، حيث تقوم الخطابة بإخبار الشاب الذي يبحث عن الفتاة عن مواصفاتها وأخلاقها وجمالها، وبالتالي يقوم الشاب بخطبتها دون علمها وهذا معقول عند الأسر، بينما تلجأ الفتاة بنفسها إلى الخطابة فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، «قد تلجأ المطلقة إلى الخطابة من وجهة نظري لكن أيضاً ذلك يعد في غاية الصعوبة في المجتمع البحريني».ويجد ناصر صالح اللجوء إلى الخطابة مسألة شخصية وأن أغلب من يقصدون الخطابة هم من أصحاب الحالات الخاصة مثل كبير السن، زواج السر، حالة صحية، أو متزوج، أما الشباب فلا يفضلون الذهاب إلى الخطابة، وغالباً يقومون بالخطبة بأنفسهم، وقد تكون زميلة في العمل في الدراسة وأحياناً عن طريق الأهل، «شخصياً لا أقتنع بالخطابة وعملها، حيث تزوجت عن طريق الخطبة التقليدية حيث كانت الفتاة صديقة أختي وتقدمت لها». أما الشاب «ع.م» -فضل عدم ذكر اسمه- فيذكر أنه لجأ إلى الخطابة لأنه لم يجد فتاة مناسبة له بينما الخطابة تختلط بالناس ولديها معارف، «مازلت أنتظر الفتاة منذ ثلاثة أشهر وتقدمت لفتاتين ولم يحصل نصيب، وأنا مطلق بعد زواج دام 7 سنوات، وحاولت الزواج مرة أخرى ولمحدودية معارفي لم أحصل على الفتاة، لذلك لجأت إلى الخطابة ووضعت شروطي والتي في مقدمتها أن يعيش ابني معي». من جانبها تروي شيماء سالم -أم لطفلين- جزءاً من تجربتها قبل الزواج: في إحدى حفلات الزفاف حضرت «خطابة» وخطبتني لخمسة شباب، وفي بادئ الأمر لم أكن أعرف بأنها خطابة، حيث إنني وأهلي نرفض فكرة الخطابة، ففي كل مرة تقول بأنها تعرف الشاب وهو من معارفها حتى عرفت في المرة الثالثة بأنها خطابة ورفضت من تقدموا لي ليس بسبب أنهم جاؤوا عن طريق خطابة بل لأسباب أخرى. وتؤكد شيماء أن أسرتها ترفض الزواج عن طريق الخطابة، مشيرة إلى أنه جرى العرف في المجتمع البحريني بأن النظرة إلى الزواج عن طريق الخطابة مختلف نوعاً ما.
خطّابة حديثة أدواتها فيس بوك وإنستغرام
25 نوفمبر 2013