قال راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في البحرين القس هاني عزيز نائب رئيس جمعية البحرين للتعايش وتسامح الأديان، «يوجد في المنامة التي لا تتعدى مساحتها كيلومتراً مربعاً مساجد ومقابر و3 كنائس، التي يزيد عمرها عن 107 سنوات، والمعبد اليهودي، ودور عبادة للسيخ والبهرة».وأضاف في مقال نشرته مجلة أوراق الإيطالية أن «أرض البحرين تحتضن الأديان كافة، وجميع أبناء الحضارات المختلفة يمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية». وأوضح عزيز، أنه جاء للبحرين كقسيس للكنيسة الإنجيلية الوطنية، في 1999، مضيفاً أن الأرض التي بنيت عليها هذه الكنيسة، هبة من أمير البلاد الراحل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، معرباً عن إعجابه الشديد بشعب البحرين ووصفه بأنه شعب متدين متمسك بدينه وعقائده مسالم ينبذ العنف وفي نفس الوقت منفتح على كل الحضارات والأديان. وأكد أن طيبة شعب البحرين وحسن استقباله وترحيبه بالأجانب، أمر يدعو للإعجاب، مشيراً إلى أنه دعي لزيارة العديد من المجالس البحرينية، ووجد أفضل الاستقبال من أصحاب هذه المجالس والمدعوين إليها علماً بأنهم كانوا يعرفون أنه غير بحريني وأيضاً قسيس حيث كان يقوم بالزيارات باللباس الديني الرسمي.وأضاف أنه «يوجد بالبحرين، أكثر من 110 كنائس وأنه استغرب جداً، كيف لهذا البلد المسلم الصغير يكون به كل هذا العدد من الكنائس؟. وأشار إلى أنه بحث في الموضوع وتبين له أنه يوجد 14 كنيسة مسجلة في وزارة التنمية الاجتماعية، 5 كنائس منها لها مبنى كنيسة وفوقها يوجد الصليب، و11 كنيسة تجتمع في فلل مؤجرة، وباقي الـ110 كنائس تجتمع في قاعات فنادق ومدارس وبيوت وغيرها وكلها أقيمت بموافقة الحكومة التي تقوم بحماية المصلين وتوفير الأمن والأمان لهم». وقال القس عزيز، إن: «أشياء كثيرة تميز البحرين في التسامح والتعايش وقبول الآخر، مهما كان هذا الآخر، مستشهداً على التسامح والتعايش، أن أي شخص غير مسلم يعمل عند أسرة بحرينية مسلمة ويريد الذهاب إلى دور العبادة الخاصة به سواء كان مسيحياً أو بوذياً وغيره، فإن الأسرة المسلمة توصله إلى مكان العبادة الخاص به، وأضاف أنه لامس ذلك بنفسه.وسرد عزيز، حكاية حدثت معه عن الإخلاص والمعاملة الطيبة، وقال، إنه في إحدى المرات ذهب إلى السوبر ماركت لشراء جهاز كهربائي وعندما وقف في طابور الدفع وجاء عليه الدور لم يكن معه نقد كافٍ فأخرج البطاقة ليدفع لكن المسؤولة أبلغته أن جهاز سحب المال عطلان، وعندما حاول الذهاب لإحضار بعض المال النقدي لتكملة المبلغ، فاجأه مواطن بحريني لا يعرفه قام بتسديد المبلغ المتبقي عنه وأنه حاول إعادة المبلغ إليه إلا أن المواطن البحريني رفض ذلك. وأشار القس عزيز إلى أنه «بسبب جو التسامح والتعايش الذي يعيشه الجميع بالبحرين، عمل مع بعض البحرينيين من الطائفتين الكريمتين «السنة والشيعة»، ومن اليهود «يهود بحرينيين»، على إنشاء جمعية البحرين للتسامح وتعايش الأديان «تعايش»، والتي تعمل على نشر روح التسامح والتعايش.