دبي، الكويت - (رويترز): تشدد السعودية والكويت الضوابط لرجال الدين خشية احتمال أن يستغل بعض الدعاة نفوذهم في إثارة الاضطرابات أو تأجيج الانقسامات الطائفية في وقت يشتد فيه التوتر بسبب الأزمة في سوريا والوضع في مصر. وتحدثت تقارير إعلامية أن ما يقرب من 20 واعظاً فصلوا من وظائفهم أو أوقفوا عن العمل.وفي الكويت استأنفت السلطات مراقبة خطب الجمعة ومنعت واعظاً من تقديم برنامجه التلفزيوني ورحلت إمام مسجد أجنبياً. وتأتي التطورات في البلدين في أعقاب صعود وسقوط جماعة الإخوان المسلمين في مصر.من جهته، قال مدير مركز بروكينجز الدوحة لبحوث الشرق الأوسط سلمان الشيخ إن هناك حساسية شديدة إزاء أنشطة الإخوان المسلمين والنشاط السياسي عموماً. وأضاف أن الكويت والسعودية ستستمران في الرفض القاطع إلى حد بعيد لما تعتبر انه أنشطة للإخوان المسلمين وكل من تريان أنه يؤيدهم.وأدت الحرب في سوريا إلى تفاقم الانقسامات الطائفية في شتى أنحاء المنطقة حيث يسعى معارضون مسلحون أغلبهم سنة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد وهو من أبناء الطائفة العلوية الشيعية.ويستخدم بعض الدعاة الكويتيين مواقع التواصل الاجتماعي في جمع تبرعات للمقاتلين في سوريا بل وساعد عدد منهم في جمع أموال للسلاح. والإخوان المسلمون تنظيم محظور في السعودية أما في الكويت فتتغاضي السلطات عن نشاطهم لكن بحذر. وقال المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل إنه يعتقد أن كثيراً من الأئمة المعروفين بحديثهم الجهير في المملكة متأثرون بالإخوان المسلمين.وأضاف أن الإخوان المسلمين يزعمون أنهم ليسوا طلاب سلطة لكن واقع الأمر أنهم يستخدمون الدين غطاء لأهدافهم ويقولون إنهم يريدون خدمة الإسلام. وأوقفت السلطات السعودية واعظاً في الرياض عن العمل بعد أن صور في أغسطس الماضي وهو يهاجم القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبد الفتاح السيسي في خطبة أثارت شجاراً وتماسكاً بالأيدي في مسجد.وفي الشهر نفسه فصل الداعية الكويتي طارق السويدان المعروف في العالم العربي بأحاديثه عن سبل تحسين المرء لحياته من عمله كمقدم برنامج في قناة تلفزيونية سعودية بعد أن عرف نفسه بأنه أحد قياديي الإخوان المسلمين خلال محاضرة في اليمن. وقال عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد الزلفى إن بعض الدعاة يتناولون قضايا لا علاقة لها ببلدهم بل تلحق به الضرر.من جانبه، قال المسؤول الحكومي المكلف بالإشراف على المساجد في منطقة حولي قرب العاصمة الكويتية خالد الحيص إن بمقدور الأئمة الحديث عن معظم الأمور ما داموا يمتنعون عن الإشارة إلى أشخاص أو أسر أو الإدلاء بتعليقات طائفية. ومنعت الحكومة في أغسطس الماضي عرض البرنامج التلفزيوني الذي يقدمه الداعية الكويتي شافي العجمي إثر بث حلقة في التلفزيون الرسمي بعد أن دعا لجمع السلاح لمقاتلي المعارضة في سوريا في خطبه وفي مواقع التواصل الاجتماعي ودعا إلى قتل المسلحين المرتبطين بجماعة «حزب الله» اللبنانية الذين يقاتلون إلى جانب قوات الأسد. وعممت وزارة الشؤون الإسلامية منشوراً يدعو الأئمة إلى التركيز على القضايا الأخلاقية.