الكويت - (وكالات): عبرت دول مجلس التعاون الخليجي أثناء اجتماعها في الكويت عن «ارتياحها» إزاء الاتفاق الذي توصلت إليه القوى الكبرى مع إيران حول برنامجها النووي. وأكد وزراء خارجية دول المجلس في بيان فور ختام الاجتماع «تابعنا بارتياح إبرام الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ونعرب عن ارتياحنا لهذا الاتفاق آملين أن يكون مقدمة للتوصل لحل شامل لهذا الملف». ودعوا إيران إلى التعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأفاد البيان أن دول المجلس تتطلع إلى أن تشكل الانتخابات الإيرانية الأخيرة «مرحلة جديدة بين دول مجلس التعاون وإيران، مبنية على عدم التدخل وحسن الجوار، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها».وبالنسبة لسوريا، دعا وزراء الخارجية إلى «انعقاد مؤتمر «جنيف 2» بسرعة لكي يساعد في التوصل إلى تسوية سياسية». ونددوا باستمرار «نزف الدماء» في سوريا و»استخدام أسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين»، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لحمايتهم. وعقد وزراء الخارجية الاجتماع للتحضير للقمة الخليجية التي ستعقد في الكويت منتصف ديسمبر المقبل. يشار إلى أن وزراء خارجية اليمن والمغرب والأردن حضروا جزءاً من الاجتماع.من جهته، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حرص دول مجلس التعاون على مواصلة المسيرة المباركة للمجلس تنفيذاً للتوجيهات السديدة لقادته بتحقيق المزيد من الإنجازات في إطار مسيرة العمل المشترك.وقال الشيخ صباح الخالد في كلمته في اجتماع الدورة 129 للمجلس الوزاري التحضيرية للدورة 34 للمجلس الأعلى أن تنفيذ توجيهات قادة دولنا يأتي تلبية لتطلعات وآمال أبناء دول المجلس وتوثيقاً لروح العمل الخليجي المشترك والمسؤولية التاريخية التي نحمل أمانتها من أجل مواكبة التحديات المعاصرة والمستقبلية لنتمكن من مواصلة عملية البناء وتحقيق التنمية المستدامة. وأعرب عن ألمه لما يجري على الأرض السورية من سفك للدماء وتواصل للقتل ومزاولة مستمرة للتدمير والتهجير حتى بلغ الأمر استخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد المواطنين العزل من نساء وأطفال وشيوخ بصورة يندى لها جبين الإنسانية مؤكداً أن دول مجلس التعاون الخليجي تجدد بشدة إدانتها لهذه الجرائم البشعة وما ترتب عليها من قتل لعشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء وتهجير ونزوح الملايين. وأوضح أننا في دولة الكويت نعمل مع الدول الشقيقة والصديقة لاستكمال ما بدأناه من عمل إنساني عاجل لعقد المؤتمر الثاني للمانحين للشعب السوري مطلع العام المقبل بهدف رفع المعاناة الكبيرة عنهم لافتاً إلى ضرورة توفير المستلزمات الغذائية والدوائية العاجلة.وقال الشيخ صباح الخالد إن دول مجلس التعاون وانطلاقاً من علاقتها المميزة مع مصر وإيمانها بالمصير المشترك تثمن عالياً لمصر مواقفها الإيجابية المساندة وعلى مر العقود تجاه قضايا دول المجلس ودعمها لأمن واستقرار دوله موضحاً أن دول مجلس التعاون تؤكد مجدداً وقوفها مع مصر ومساعدتها حتى تتخطى هذه المرحلة بسلام ووئام.وذكر أن دول المجلس تؤكد على موقفها الثابت وإيمانها المطلق بوعي الشعب المصري الشقيق وقدرته على تجاوز مصاعبه الراهنة عبر حرصه على كل ما يحفظ أمن واستقرار مصر ومقدراتها والتفاهم على بناء مسار اجتماعي واقتصادي متكامل ويحقق استراتيجية طموحة وعادلة ضمن خارطة الطريق التي أعلنتها القيادة المصرية تتناسب مع مكانة الشعب المصري وتعجل من استعادة مصر لموقعها التاريخي والريادي.وأضاف أن دول مجلس التعاون تضع ضمن أولويات سياستها الخارجية كل ما يتعلق بقضية الشعب الفلسطيني باعتبارها القضية المركزية الأولى للأمة العربية مؤكداً على الموقف الثابت من عدالة مطالب الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه الكامل بأن يهنأ بالعيش الآمن والكريم وبالحرية والعدالة وباستعادة أرضه المحتلة وإنهاء كافة مظاهر الاستيطان والقمع الذي تمارسه سلطة الاحتلال الإسرائيلية.وقال الشيخ صباح الخالد إن السلام العادل يجب أن يقوم على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعلى حدود الرابع من يونيو 1967.وذكر أنه «تم المتابعة باهتمام نتائج اتفاق جنيف المبرم بين مجموعة الـ5 + 1 وإيران، فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني حيث عبرنا عن ارتياحنا لهذا الاتفاق» معرباً عن أمله أن يشكل مقدمة تهيئ للتوصل إلى حل شامل لهذا الملف. وأكد أهمية التزام إيران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفقاً لمبادئ القانون الدولي وتطبيق المعايير لخاصة بالسلامة في منشآتها النووية والانضمام الفوري إلى اتفاقية السلامة النووية. وأعرب عن تطلع دول مجلس التعاون إلى أن تشكل نتائج الانتخابات الإيرانية الأخيرة بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين دول مجلس التعاون والجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل النزاعات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها.وقال إننا « نتابع النتائج التي تمخض عنها الحوار الوطني الشامل وندعو المجتمع الدولي إلى تقديم كافة وسائل الدعم الكفيلة بإنجاحها وتحقيق طموحات وتطلعات الشعب اليمني». وعبر الشيخ صباح الخالد عن مشاعر الشكر والتقدير على العمل الدؤوب والمتواصل الذي شهدناه خلال الدورة الماضية والذي أثرى بلا شك مسيرة مجلس التعاون فيما خص بالشكر وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة على ما بذله من جهود كبيرة ومقدرة خلال فترة رئاسته لأعمال المجلس». من جانبه، اعتبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، أن العلاقات بين دول الخليج العربي والمملكتين الأردنية والمغربية علاقات أخوية مميزة تقوم على شراكة استراتيجية تخدم كل الأطراف. وأكد الزياني استمرار العمل من أجل تعزيز الشراكة مع الأردن والمغرب.من جهته، أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة سرور بلاده بمأسسة التعاون مع دول الخليج العربي من خلال تبني خطة عمل مشتركة لمختلف مناحي التعاون.