كتب - أحمد الجناحي:في ساحة متحف موقع قلعة البحرين المطل على البحر، بث مساء الخميس الفيلم الكلاسيكي «بس يا بحر» للمخرج الكويتي خالد الصديقي، مقتحماً أعماق ذاكرة الجماهير بذكريات اللؤلؤ والمرجان الموجودة في أعماق البحار في راوية وقصة سلسلة، كانت مذهلة رغم بساطة الفيلم من الناحية الفنية. «بس يا بحر»، الذي يعد أول فيلم روائي كويتي بالأبيض والأسود لمخرج كويتي، تستحضر الحكاية أيام ما قبل النفط، عندما كانت الكويت تعتمد بشكل شبه كامل على البحر من أجل أعمال التجارة وصيد اللؤلؤ، وقد عكس الفيلم صور المهن المتعلقة باللؤلؤ قديماً مثل الطواش، الغواص، النوخذة، النهام، وغيرهم، ورغم ذلك فلم ينسَ الفيلم الإشارة إلى المهن القديمة مثل، السقاي الذي كان يزود الناس بالماء العذب.جسد الفيلم المشاكل والصعوبات التي كانت تواجه العاملين في مجال صيد اللؤلؤ، بأسلوب بسيط وسهل يصل لكافة الشرائح، وتخلل الفيلم قصة حب بين شاب اختار العمل بصيد اللؤلؤ حيث كانت المهنة الوحيدة آن ذاك من أجل جمع المال، من أجل الزواج بمحبوبته الذي كان والدها تاجراً يعمل في تجارة اللؤلؤ «طواش»، ولم يغب عن المخرج الكويتي إقحام حس الفكاهة في بعض المشاهد، ليداعب المشاهد قليلاً بعد قسوة أهوال البحر على الغواصين والبحارة، الحكاية تعتمد على البحر كشخصية رئيسة في الفيلم، إذ يكون في بدايته مصدراً للأشياء الجميلة، وبالقدرة نفسها على صنع الجمال، نجد في أحداثه تفاصيل الغضب والجبروت والقدرة على التدمير.كانت مشاعر المتلقين رطبة تميل إلى طلب الدفء، بحكم وجودهم بقرب الشاطئ، وحاول الفيلم أن يجمع بين الماضي والحاضر، وكانت العوامل المحيطة مساء الخميس تحاول أيضاً جاهده لتحقيق هذا التقارب الزمني، ورغم أن الهدوء والسكينة كانت مسيطرة أثناء متابعة الفلم، غير أن الضحكات من قبل المشاهدين الناتجة عن بعض المشاهد الكوميدية كانت تكسر هذا الصمت، وتعود بالمشاهدين للزمن الحاضر.
ذكريات كلاسيكية مع «بس يا بحر»
30 نوفمبر 2013