أمر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بتخصيص قطعة أرض تبلغ مساحتها 163300 متر مربع لتوسعة مقر القيادة المتقدمة لقوات درع الجزيرة المشتركة، حرصاً من جلالته على تعزيز التعاون الدفاعي المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتقديراً للدور السامي الذي تضطلع به قوات درع الجزيرة المشتركة.وافتتح وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس مبنى مقر القيادة المتقدمة لقوات درع الجزيرة المشتركة تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية.وفي بداية الاحتفال تفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود نائب وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة بإزاحة الستار إيذاناَ بافتتاح مبنى مقر القيادة المتقدمة لقوات درع الجزيرة المشتركة.وقال قائد قوات درع الجزيرة المشتركة اللواء الركن مطلق الأزيمع، في كلمة ترحيبية، «افتتح مقرُ القيادة المتقدمة لقوات درع الجزيرة المشتركة على أرض ضربت فيها أروع الأمثلة، في إدارة الأزمات واتخاذ القرارات، فحفظت فيها الحقوق، وصينت فيها الحريات».وأكد اللواء الركن مطلق الأزيمع أن «المقر هو لبنةٌ في جدار الأمن الخليجي، ضمن لبنات أخرى .. قيادات وقوات ومراكز وتدريب وتطوير، تشّيدها جهوداً هادئة، وفكر منير، ورؤية واقعية».وأشار إلى أن قوات درع الجزيرة «التزموا بالأوامر الحكيمة، والنصوص السليمة، التزاماً بدد الافتراءات، وكشف الأضاليل، التي ساقها صانعو الشغب في الوقت الذي يحملون فيه الحطب لمحرقة النساء والأطفال في دمشق العرب».وفيما يلي نص كلمة قائد قوات درع الجزيرة المشتركة اللواء الركن مطلق الأزيمع الترحيبية:الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة وزير الدولة لشؤون الدفاع.أصحاب السمو الملكي والمعالي والسعادة وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربيةأصحاب السعادة .... أيها الحفل الكريم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهفي يوم من أيام الإخوة الصادقة، والعزيمة الواثقة، والمصير المشترك، وعلى أرض ضربت فيها أروع الأمثلة، في إدارة الأزمات واتخاذ القرارات، فحفظت فيها الحقوق، وصينت فيها الحريات.في هذا اليوم، وعلى هذه الأرض، افتتح مقرُ القيادة المتقدمة لقوات درع الجزيرة المشتركة بمملكة البحرين.المقر هو لبنةٌ في جدار الأمن الخليجي، ضمن لبنات أخرى .. قيادات وقوات ومراكز وتدريب وتطوير، تشّيدها جهوداً هادئة، وفكر منير، ورؤية واقعية.والقوات هي قواتٌ درع الجزيرة المشتركة، طلائعُ قوات دول مجلس التعاون الخليجي عند تلبية النداء، وهي كلها إذا وجب النفير وحان الفداء.قوات أسسها القادةُ الميامين الذين عرف العالم عنهم بذل الخير، وبناء التعاون، ودعم السلام.هم أبناءُ كويتُ الخير، وبحرين المحبة، وقطر البناء، وإمارات الرخاء، وعُمان الأصالة، حين تجمعهم وشائج القربى، ونبل الهدف، بأهلهم في مهبط الوحي، ومنار الهدى سعوديةُ المجدِ والعلياء.هم في مجال الإنسانية في كوسوفو، والبوسنة، وفي الصومال، وفي أفغانستان، وفي العراق، يضمدون الجراح، ويغيثون الملهوف، وينشرون السلام والمحبة، بلا منّة ولا مسبّة.هم في مجال العروبة في كرك الأردن، وجولان سوريا، وعلى قناة السويس يبذلون النفس والنفيس، فلا غرابة ولا عجب، فهم العرب، بل صناديد العرب.في موقف النكران مقابل الإحسان، تعرضت كويتنا للغدر والعدوان، وعلى هديٍ من الشريعة، ودعمٍ من الشرعية، قاموا بلجم العقوق، ورد الحقوق، فما أهانوا أسيراً، ولا آذوا كسيراً، بل كانوا فرساناً في الحرب، والقيم والأخلاق.وعلى إيقاع الفوضى الخلاقة، شعرُت بحريننا أن يداً غادرةً أخرى أريد لها أن تتحرك، فهبوا حاملين الأمن والحب والفداء، ضمن وقفةٍ أخوية، ومعاهدةٍ دولية فالتزموا بالأوامر الحكيمة، والنصوص السليمة، التزاماً بدد الافتراءات، وكشف الأضاليل، التي ساقها صانعو الشغب في الوقت الذي يحملون فيه الحطب لمحرقة النساء والأطفال في دمشق العرب.واليوم وفي خضّم الأحداث المتوالية، والرياح العاتية، يؤكدُ حاملو سماحة الإسلام ومحبو السلام، من أبناء دول مجلس التعاون، أنهم على العهدِ ماضون، وعلى طريق الأخوةِ سائرون، وفي خندق الحقِ مرابطون. وأن من ظن أن التهديدَ والوعيدَ ينالُ من عزائمهم، فقد وهم، ومن اعتقد أنهم يستندون إلى عون غير الله، فقد ظلم، فهل كانوا إلاّ فرسان الوغى وأُسد الشرى لا تنحني إلاّ لمن على العرش استوى.واختتم قائد قوات درع الجزيرة المشتركة كلمته الترحيبية بعدد من الآبيات الشعرية قال فيها.يا سائـل التاريـخ أنبئهـم إذا جـاء المجالفلقـد تكفـل بالإجابـة من تكفـل بالسـؤالهـل كـان يوماً للأفاعي موطأ قمـم الجبـالأو كان في أرض الجزيرة فارساً يخشى النزالأو كان في درع الجزيرة غير أفذاذٍ الرجالكحل العيون لنـا في الأرض حبـاتُ الرمالوعلى ضفافِ خليجنـا نشدوا أهازيج اليمالوإذا سمعنـا ناعقـاً نمضـي ولا نلقيـه بالوقام وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون الخليجي بجولة ميدانية في المبنى، اطلعوا من خلالها على أقسامه، واستمعوا لإيجاز مفصّل عن عمل القيادة المتقدمة، والإضافة التي ستتركها في عمل قوات درع الجزيرة المشتركة.وثم قام وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بجولة في أقسام القيادة المتحركة لقيادة قوات درع الجزيرة المشتركة، استمعوا لإيجاز تعرفوا من خلاله على مستوى التجهيز التعبوي، والتقنيات الميدانية الحديثة فيها، الأمر الذي يعكس المستوى العالي من الجاهزية والاستعداد الذي يتصف بهما منتسبو قوات درع الجزيرة المشتركة، وكفاءتهم وقدراتهم وخبراتهم.تعزيز مبدأ الأمن الجماعيوأكد وزير الدولة لشؤون الدفاع الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة أنها لحظات ستظل بإذن الله خالدة في سجل إنجازات مجلس التعاون الخليجي، تجسد طموح أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، وآمال شعوب المنطقة، وخطوة تختزل سنوات من العمل الدؤوب المتواصل، لتؤكد سلامة النهج القويم الذي اتخذته دول المجلس الأعضاء في سبيل الترابط والتكامل فيما بينها. وأوضح الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة أن افتتاح مقر مبنى القيادة المتقدمة لقوات درع الجزيرة المشتركة سيساهم دون شك في تعزيز مبدأ الأمن الجماعي المشترك، وسيعزز من منظومات الدفاع الخليجي عن مقدرات ومكتسبات دول المنطقة، معتبراً أن وجود القيادة المتقدمة الموحدة يُعبّر عن مدى الترابط والتكامل الذي يشهده العمل العسكري المشترك بين القوات المسلحة بدول مجلس التعاون الخليجي.وأشار إلى أن قوة دفاع البحرين ستظل بإذن الله سباقةً دائماً لمد جسور التعاون والتنسيق الخليجي مع الأشقاء في دول المجلس، وبالأخص ما يتعلق منها بالنهوض في العمل العسكري بين القوات المسلحة، وهذا ما يتجسد بمشاركة قوة الدفاع في مختلف الفعاليات العسكرية الدورية، وذلك لإيمانها بضرورة التعاون العسكري المشترك بين قوات دول المجلس، والذي يعتبر سبيلاً أساسياً في تقدم الجيوش، وطريقاً فعّالاً لتجاوز الصعوبات والتحديات. مركز تنسيق الأمن البحري المشتركوكان وزير الدولة لشؤون الدفاع الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة وإخوانه وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد شاركوا في وقت سابق من صباح أمس بالاحتفال الذي أقيم بمناسبة وضع حجر الأساس لمركز التنسيق البحري المشترك للأمن البحري، وذلك بسلاح البحرية الملكي البحريني. وفي بداية الاحتفال تفضل وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون الخليجي بوضع حجر الأساس لمركز التنسيق البحري المشترك للأمن البحري، بعدها استمع الحضور لكلمة ترحيبية ألقاها قائد سلاح البحرية الملكي البحريني العميد الركن بحري الشيخ خليفة بن عبد الله آل خليفة، ضمنها صادق ترحيبه وسعادته بحضور وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً في معرض كلمته الدور الحيوي الذي سيضطلع به مركز التنسيق البحري المشترك للأمن البحري في سبيل زيادة أُطر التعاون الخليجي العسكري المشترك، معتبراً إياه أحد الإنجازات الخليجية العسكرية التي تجسد الرؤى المضيئة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي.واستمع الحضور لإيجاز عن أهداف وواجبات مركز التنسيق البحري المشترك للأمن البحري.وعبر وزير الدولة لشؤون الدفاع الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة عن اعتزازه بوضع حجر الأساس لمركز التنسيق البحري المشترك للأمن البحري، هذا الإنجاز الخليجي الذي لم يكن ليتحقق لولا الدعم المستمر من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتوجيهاتهم السامية المستمرة، ليظل خليجنا العربي المعطاء واحة أمن واستقرار، وأرض صفاتها البناء والازدهار، وينعم بها أجيال متعاقبة من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، والذين سيظلون يستذكرون بفخر ما حققه آباؤهم من نهضة شهد لها الجميع بالنجاح والتميز.ونوه الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة إلى أن احتضان البحرين لمشروع مركز التنسيق البحري المشترك للأمن البحري يأتي تأكيداً لما تؤمن به البحرين بأهمية النهوض بالعمل العسكري الخليجي المشترك، والذي سعت لترسيخه قوة دفاع البحرين منذ تأسيسها وذلك بالتوجيهات المستمرة من القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة. وأكد أن وجود مركز للتنسيق البحري المشترك للأمن البحري يشكل أهمية استراتيجية، حيث سيساهم بشكل بناء في توحيد المفاهيم ورفع الإمكانات وتحقيق مفهوم الأمن الجماعي، وكما سيكون عاملاً مؤثراً في تحقيق أمن واستقرار مياه الخليج العربي، وحماية خطوط الملاحة فيه، موضحاً أن المركز سيغدو بإذن الله بيئة نموذجية لتبادل المعلومات بأحدث الطرق والتقنيات الحديثة في هذا المجال. وأوضح وزير الدولة لشؤون الدفاع أن وضع حجر الأساس لمركز التنسيق البحري المشترك للأمن البحري يأتي ليعزز من مسيرة التعاون العسكري الخليجي المشترك، ويدفع من عجلة التقدم والتكامل في هذا المجال الحيوي، ويعكس ما وصلت إليه بحريات دول المجلس من تقدم وتطور في جميع المجالات على المستوى الإقليمي والدولي، معتبراً معاليه وضع حجر الأساس للمركز إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من العمل العسكري المشترك في المجال البحري.وقدمت لوزراء الدفاع بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية دروع تذكارية من قبل قائد سلاح البحرية الملكي البحريني. حضر الاحتفال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف الزياني، ورئيس هيئة الأركان اللواء الركن الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة، وعدد من كبار ضباط قوة دفاع البحرين، والوفود المرافقة لوزراء الدفاع بدول مجلس التعاون الخليجي المشاركين في فعاليات الاجتماع.