اختتم مؤتمر الأمن الإقليمي «حوار المنامة» في دورته التاسعة، بتنظيم من وزارة الخارجية، والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أعماله بعد عقد جلسات استمرت 3 أيام بمشاركة أكثر من 50 وزير خارجية ووزير دفاع ورئيس هيئة أركان، إضافة إلى عدد من كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والدبلوماسيين والسياسيين والأكاديميين ناقشوا القضايا المتعلقة بأمن المنطقة والنزاعات الإقليمية فضلاً عن التعاون العسكري والأمني والاستخباراتي.وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء أكد خلال افتتاح مؤتمر «حوار المنامة» أن التنسيق الفاعل للمواقف الإقليمية والدولية وحفظ التوازنات مع تفهم اعتبارات خواص الإقليم هو ما يضمن استدامة صيغ التفاهم.وقال سموه إنه ينبغي تعزيز مبدأ التوافق كضمانة تصون كافة الحقوق والتطلعات، وهو أمر أبرزت ضرورته التطورات الإقليمية مؤخراً مما وعت له مملكة البحرين مبكراً وعملت على أساسه للتعامل مع القضايا الملحة داخلياً مع إدراك أن عملية تحقيق التطور والإصلاح هي عملية مستمرة ذات محطات متعددة ومتدرجة ولا يمكن باعتبارها وجهة نهائية وحسب.ونوه سموه بتنوع نطاق المواضيع المدرجة على برنامج منتدى حوار المنامة وملامستها الصريحة لحساسية الأوضاع والقضايا على الساحة، مما عرفت به جلسات المنتدى على مدار الأعوام السابقة.وشهد افتتاح أعمال المؤتمر مساء الجمعة الماضي بث حلقة تلفزيونية مباشرة عبر قناة «سكاي نيوز العربية»، والتي تم فيها التطرق إلى الموضوعات الرئيسة المدرجة في جدول أعمال جلسات حوار المنامة، وتأثيراتها على الأمن الإقليمي، أعقبها الكلمة الافتتاحية لأعمال المنتدى والتي شارك خلالها بمداخلة وزير الخارجية البريطاني وليم هيج.وشهد اليوم التالي من أعمال المنتدى، 4 جلسات نقاشية، تناولت الجلسة الأولى أولويات الأمن العالمي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية شارك فيها وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل، وناقشت الجلسة الثانية موضوعات تطور البنية الأمنية الإقليمية والنزاعات والقوى الخارجية، وركزت الجلسة الثالثة على الأوضاع في سورية وتأثيرها الإقليمي، فيما عقدت الجلسة الرابعة بعنوان «استقرار الشرق الأوسط: التدخل والوساطة والتنسيق الأمني».وعقدت في وقت سابق أمس أربع جلسات خاصة، تناولت موضوعات التأثيرات الإقليمية للحرب في سورية، ومخاطر الطائفية والتطرف في السياسة، وتحول التوازن الإقليمي والقوى الخارجية، والتغييرات في أسواق الطاقة وأمن الشرق الأوسط، كما عقدت جلسة عامة خامسة وأخيرة تحت عنوان «الاهتمامات الدولية في أمن الشرق الأوسط ومنع انتشار الأسلحة».ويعكس إقامة مؤتمر «حوار المنامة» الدور الريادي لمملكة البحرين في دعم الحوارات والمنتديات والمؤتمرات والتي تسهم في تبادل التجارب والآراء حول مختلف القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وبعد سنوات من عقد هذا المؤتمر الدولي في مملكة البحرين وبعد الجهود الحثيثة للدبلوماسية البحرينية في إثرائه وتعزيز المشاركة العالمية في دوراته، أصبح مؤتمر «حوار المنامة» أحد أهم المنتديات لمناقشة الأمن في منطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط.ومثل «حوار المنامة» في دوراته المتتالية منبراً للتشاور حول مختلف التحديات الأمنية والسياسية، وساهم المؤتمر عبر دوراته المستمرة في الحد من القرصنة البحرية، وتناول مواضيع الحرب الإلكترونية، وغسيل الأموال، والملكية الفكرية والمخدرات والاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية والسياسات الطائفية وغيرها، كما طرح خلال دوراته السابقة قضايا مهمة كالصراع العربي الإسرائيلي وتأثيره على الأمن والاستقرار في الخليج والشرق الأوسط وكذلك الدور الإقليمي والدولي في الأحداث الأمنية والسياسية.وجاء انعقاد مؤتمر «حوار المنامة» لهذا العام في أجواء من التوتر الأمني والسياسي ألقت بظلالها على جدول الأعمال وعلى المناقشات، ومنها الأزمة السورية والمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، فيما يعد الحوار المنتدى الإقليمي الوحيد لتبادل وجهات النظر دولياً وإقليمياً بشأن التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة.ويشار إلى أن وزارة الخارجية والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وقعا في عام 2004 اتفاقية لاستضافة المؤتمر بصورة سنوية، ليكون ملتقى للقيادات الدبلوماسية والأمنية في المنطقة، ومدخلاً رئيساً للنقاش حول مختلف التحديات الإقليمية والدولية وليساهم في إيجاد تفاهمات والتوصل إلى رؤى مشتركة إزاء القضايا التي تشكل هاجساً بالنسبة لدول الخليج العربي وللمجتمع الدولي.