كتب - أحمد الجناحي:«مبروك عليكم أنا»، مسرحية كويتية، استعرضت خلال مشاركتها ضمن أيام المهرجان المسرحي الخليجي لذوي الاحتياجات الخاصة قضية وجود الخدم في المنازل وتحديداً الرجال الوافدين منهم سواء كانوا سواقاً شخصيين أو حراساً، القضية التي تعتبر من أهم القضايا الاجتماعية العامة التي تعاني منها جميع المجتمعات حول العالم، خصوصاً المجتمعات العربية، التي تعيش مشكلة الفراغ الاجتماعي وغياب المسؤوليات التي ينتج عنها تفكك أسري بسبب هؤلاء الوافدين الذي يسدون هذا الفراغ.وسلطت مسرحية، «مبروك عليكم أنا» للمؤلف مشعل الموسى والمخرج يحيى عبدالرضا، الضوء على دور الأسر العربية، في سد هذا الفراغ، معلنة أن كل إنسان ميسر لما خلق له، مؤكده ضرورة تحمل المسؤولية الأسرية كاملة لضمان مجتمع راقي وحضاري، واستعرضت بالكوميديا أهم المشكلات التي من الممكن أن يتسبب بها هؤلاء الخدم.وبأسلوب خيال الظل وإضاءة كانت على الأقل مثل أو أفضل من العروض التي سبقتها، استطاعت المسرحية أن ترسخ دورساً وتعاليم جديدة في الذاكرة دون مجهود من المتلقي، والوصول إلى المشاهد بالاستدراج ودون تكلف. وأكد الناقد الفني حسن عبدالرحيم في الندوة التطبيقية، أن الممثلين من فئة ذوي الإعاقة المشاركين بالمسرحية كانوا أفضل من الممثلين السليمين، موضحاً أن الكثير من المشاهدين حتى النقاد لم يستطيعوا أثناء المسرحية التعرف على الممثلين من ذوي الإعاقة نظراً لتميزهم وتمكنهم من المسرحية.وأعرب عن شكره لدولة الكويت ومخرج المسرحية، لتقديمهم ورشاً كثيرة من أجل صقل وتقوية مهارات تلك الفئة الفنية، والشكر أيضاً لهم لتكوين فرقة دائمة متواصلة ليست مناسباتية تقوم بالعرض فقط بالمناسبات، وهذا الأمر الذي نريده ونأمله من باقي الفرق.وأشار حسن إلى أن «التمثيل لا يعرف معاقاً وسليماً، مضيفاً «من الممكن أن أقول معاقاً في سباق جري ومارثون أو ألعاب قوى، لكن فوق المسرح لا يجوز أن نقول ذلك، فمن يعلو تلك الخشبة التي ترتفع متراً ونص عن الحياة اليومية فهو ممثل ومعلم، وتلك الخشبة لا يصدعها إلا المعلمون».وقال إن: «العفوية مهمة وجميلة في العرض وأنتقد الأفقية المكررة في المسرحية من ناحية دخول وخروج الفنانين التي قال عنها «دخول وخروج الفنانين لا تعني لي شيئاً، ولم تخدم العرض، الحركة فوق المسرح محاسب عليها الممثل ويجب أن يتدارك ذلك المخرج، لابد أن تكون الحركة مدروسة لا مجانية»، وأضاف «إذا تنافرت الحركة ومع الكلام، يجب تغير الحركة لا الكلام، وكذلك الديكور محاسبين عليه، يجب ألا يوضع شيء بلا معنى، وتمنيت تفعيل الديكور أكثر».من جانبه أوضح الفنان البسام علي، أن «المسرحية الكويتية شدت الانتباه بموضوعها وفكرتها وممثليها، مؤكداً أن القضايا التي طرحت مهمة ولابد من لفت الانتباه لها، غير أنه انتقد النهاية واعتبر المخرج غير موفق بها لأنه أنهى المسرحية مرتين، وكأن الأجدر الاكتفاء بالنهاية الأولى، للاستفادة من تفاصيل المسرحية.وشاركها الرأي يوسف حسن، مشيراً إلى أن النهاية يجب أن تظل واقعاً لا حلماً لتعطي انطباعاً أقوى في نفس المشاهد، معرباً عن شكره جهود فريق العمل المسرحي على تميزهم بالعرض، إذ أن الأحداث كانت متسلسلة وقريبة من الواقع، والأهم أنها سلطت الضوء على قصور دور الأسرة العربية والخليجية في اعتمادها على الخدم بشكل كامل».الفنانة الإماراتية بدور الساعي المشاركة بعرض دولة الإمارات العربية قالت «أشعر أن المهرجان بدأ اليوم مع العرض الكويتي، كان أداء الشباب رائعاً، والإيقاع متماسكاً، وشعرت بأني أشاهد موضوعاً جديداً وجميلاً ومهماً بالوقت نفسه»، غير أنها انتقدت النهايتين التي اختتم بها المخرج العرض قائلة «النهاية الأولى كانت موفقة، لكن النهاية الثانية لم تكن في مكانها».