كتبت - سلسبيل وليد:أكد إعلاميون خليجيون أن التكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يفوق الـ60% في العديد من الجوانب، معتبرين أن الاتحاد الخليجي خطوة مكملة للتعاون.وأشاروا، في تصريحات لـ»الوطن»، إلى أن رفض سلطنة عمان الانضمام لفكرة الاتحاد الخليجي لن يؤثر، وأن ذلك لا يعني تصدع الهيكل، موضحين أن الاتحاد ليس إجبارياً وأن عدم انضمام أي دولة للنظام الإقليمي الخليجي ليس في مصلحتها.وقالوا إن العديد من الدراسات تؤكد أن عدم توحد دول الخليج قريباً فإنها ستواجه مشاكل جمّة خاصة بوجود أطماع خارجية، وأن دول الخليج تحتاج إلى استراتيجية جماعية قائمة على استشراف المخاطر ومواجهة التحديات.وطالبوا بضرورة إزالة الخلافات والتعامل بشفافية ذلك لأن المخاطر كبيرة وتستلزم التضحيات والتنازلات.الأطماع الخارجيةوأكد مدير تحرير جريدة الشرق الأوسط في المملكة العربية السعودية زيد بن الكمي أن هذا نوع من الاتحاد أصبح مطلوباً في قمة الظروف التي تواجهها دول الخليج في المحيط الخارجي سواء كانت أطماعاً خارجية من دول الجوار أو حتى دولية، حيث إن التكامل أو الاتحاد لابد أن يمر بمراحل، موضحاً أن دول الخليج متقاربة ثقافياً واجتماعياً وأن جميعها لديها طفرة اقتصادية. وشدد زيد بن الكمي على ضرورة أن نكون صادقين مع أنفسنا ووجود شفافية عالية والمعرفة التامة بأهمية الاتحاد، مشيراً إلى أن جميع الدراسات تؤكد أن دول الخليج إن لم تتوحد قريباً ستواجه مشاكل جمّة خاصة بوجود أطماع خارجية، موضحاً أن من لم يوافق على الاتحاد فهو لا يوقف هذا المشروع ولا يؤجل عجلة الاتحاد.وأوضح الكمي أنه يجب أن يكون الاتحاد على مستوى قادة دول الخليج ومرورها بعدد من الإجراءات التنظيمية والتشريعية، حيث إن كل دولة لها معوقات تحاول حلها، مبيناً أن بعض الدول الخليجية متقاربة أو في مراحلها النهائية لتدخل في الاتحاد مثل قطر والبحرين والسعودية اللواتي يوجد بين قادتها اتفاق، فيما تتفق الكويت والإمارات على الفكرة ولكن لم تنته من عملية التنفيذ.وقال إن الاتحاد لا يتدخل في سيادة الدول فالإمارات العربية المتحدة لكل إمارة سيادتها وأنظمتها لا تتعارض مع الدولة ككل، كذلك الأمر مع الولايات المتحدة الأمريكية فلكل ولاية تشريع ونظام، لكن السياسات الخارجية متوحدة على مستوى الولايات.وأشار الكمي إلى أن السعودية تمتلك البعد الاستراتيجي كقوة اقتصادية وسكانها ومساحتها، موضحاً أنه يجب أن يكون تكاملاً موحداً بين الدول الخليجية أجمع، وضرورة طرح المعوقات ومناقشتها بكل شفافية، فضلاً عن وجود التشاور ولا يكون تضارب فردي، متمنياً أن يكتمل الاتحاد بصورة رسمية. وأضاف زيد بن الكمي أن دول الخليج حققت خطوات كثيرة نحو الاتحاد في مجالات السوق العام والجمارك والمواطنة فكل مواطن خليجي لا يعامل بتفرقة في أي دولة خليجية، مؤكداً أن دول الخليج وصلت لتوافق فيما بينها بنسبة 60%، موضحاً أن طموح الخليجيين في السياسة العسكرية وأن يجمعها قوة اقتصادية وسياسية فالآمال أن تكون أكبر من الاتحاد منذ أكثر من 40 عاماً.الاتحاد ليس إجبارياًوأكدت الإعلامية وأستاذة العلوم السياسية في جامعة الإمارات في دبى د.ابتسام الكتبي أن رفض عمان للاتحاد الخليجي لن يؤثر سلباً على الاتحاد لأنه قائم وأن الاتحاد ليس إجبارياً، موضحة أن عدم انضمام أي دولة للنظام الإقليمي الخليجي ليس في مصلحتها.وأوضحت د.الكتبي أن دول الخليج تحتاج لاستراتيجية جماعية قائمة على استشراف المخاطر ومواجهة التحديات بدلاً من إطفاء الحريق، مشددة بضرورة التوافق على الكثير من الملفات على الأقل بنسبة 50% قبل الدخول للاتحاد كالسياسة الخارجية والسوق المشتركة وأمور كثيرة للارتقاء لمحطة الاتحاد وإكمال التعاون. وقالت الكتبي إن الدول الخليجية تفتقر للوحدة السياسية والخارجية فضلاً عن اختلاف وجهات النظر تجاه الملفات الإقليمية والاقتصادية، نظراً لوجود بعض الحلقات المفقودة بينها، موضحة أن على الدول إزالة الخلافات سواء الخارجية أو الداخلية لأن التحديات التي تواجهها كبيرة.وأضافت د.ابتسام الكتبي أن دول الخليج لديها تنسيق تعليمي وأمني ودفاعي، مبينة أن السياسات الخارجية أقل تنسيقاً، مشيرة إلى أن المعوقات كثيرة أهمها السيادات القطرية، حيث إن كل دولة لا تريد أن تمس سيادتها أو تلغي كيانها كدولة، وشددت على ضرورة إزالة الخلافات. فالمخاطر الكبيرة تستلزم التضحيات والتنازلات.