كتب – أحمد الجناحي:اختتمت الجمهورية اليمنية عروض المهرجان المسرحي الخليجي للأشخاص ذوي الإعاقة في نسخته الثالثة، أمس الأول على خشبة الصالة الثقافية بمسرحية «حصاد العمر» للمؤلف عادل الجرباني والمخرج علي سبيت، اشترك في أدائها ذوي الإعاقة من الصم والبكم. المسرحية التي طرحت العديد من القضايا الاجتماعية مثل حب الانتماء للأرض والدفاع عنها وعن مكتسباتها، والتفكك الأسري، شهدت ملاحظات قاسية من النقاد التحولات السريعة المفاجأة في شخصيات المسرحية في أكثر من موقف ومشهد. وتطرقت المسرحية لبعض وسائل وأساليب الظلم والطغيان، ومصادرة حقوق الآخرين من قبل الشخصيات المتسلطة التي تستغل نفوذها، ودعت لنبذ العنف والحقد والكراهية والاستماع إلى لغة العقل والتعامل بلغة الحوار والتعايش السلمي المبني على الحب والمودة والتصافح، وكأنها محاولة جادة لتطبيق القول المأثور «الفن يصلح ما تفسده السياسة».وعبر الندوة التطبيقية، عقب الفنان عبدالله سويد معلى عرض جمهورية اليمن الشقيقة بالقول: كان العرض جميلاً ومجهوداً رائعاً تشكر جمهورية اليمن عليه، ولكن هناك تساؤلات عند قراءة النص والتمعن فيه بما يخص التحولات السريعة المفاجأة في شخصيات المسرحية في أكثر من موقف ومشهد، أعتقد التغيير الطارئ غير واضح وغير مفهوم، فمثلاً شخصية الأم تدخل في الثورة مع البقية دون أي مقدمة أو حتى تلميح، لافتاً إلى أن هناك إضافات واضحة لبعض الشخصيات من قبل المخرج على النص وهذا أمر يضاف إليه، بالإضافة إلى إشراك ذوي إعاقة الصم والبكم وهو أمر وفق به المخرج من خلال إدراج الحوار المسجل للممثل مع تحركاته، وهذا الأمر أشاهده لأول مرة في عروض هذا المهرجان. ولفت سويد إلى أنه كان بالإمكان الاستفادة من الديكور بشكل أكبر، مبيناً جمالية استخدام الديكورات في العروض المسرحية.بدوره قال الفنان البحريني أحمد مجلي: حضرت عروض المهرجان كلها تقريباً، وأعجبي العرض اليمني كثيراً، حتى أنه أسعدني، سمعنا عن الذين يكسرون حاجز الخجل، وشاهدنا اليوم ممثلين يكسرون حاجز الإعاقة، فعلاً استطاع الممثلون أن يكسروا حاجز الإعاقة، والدليل العرض الجميل الممتع. من جانبه أكد رئيس الوفد الكويتي خالد شفلوت أن المسرحية معبرة حكت الصراع ما بين الخير والشر، وأدلى فيها اليمنيون بدلو حسن، مردفاً: إن تواجد عدد كبير من ذوي الإعاقة فوق خشبة المسرح ومشاركتهم بالتمثيل أمر رائع، وإتقانهم الأدوار كان الأروع، بالإضافة للديكور الذي أوضح وأعطى صورة رائعه للمشاهد. ورأى شفلوت أن المسرحية استطاعت أن توصل الرسالة كاملة وواضحة، مشيراً إلى أن الشحطات وبعض الألفاظ التي صدرت من بعض الممثلين أمر خاص بلجنة التحكيم، لكن يفترض انتقاء الكلمات والمفردات التي تطرح فوق خشبة المسرح الهادف، لأن هناك متلقين من فئات عمرية مختلفة. بالمقابل أبدى الفنان والمخرج خليفة الرويعي وجهة نظر مغايرة وقال: المسرحية لم تعجبني لأنها كانت مباشرة بشكل كامل، كان هناك كلام عن الأرض ودعوة للمحافظة على الأرض، وكأنها مقال صحافي يقرأ لا عرض مسرحي فني يقدم، فأنا شخصياً لم أشاهد أي عرض مسرحي، فقط كلام مباشر، وكل الأهداف والأفكار قيلت بكلام مباشر ولم تقال في عرض مسرحي. وأضاف: لا أحب الشتيمة ومرفوضة لدي فوق الخشبة وإن كانت لإضحاك الناس، ولكنها تعتمد على المخرج ورؤيته، ومن الممكن أن يكون الممثل ارتجل في تلك اللحظة بدون وعي وصدرته منه بعض الألفاظ»، مشيراً إلى أن المسرحية من ناحية الرمزية عنت جميع الناس، والمشكلة التي تحدثت عنها تحدث في كل مكان خصوصاً في الوطن العربي.