الكويت - وليد صبري:قال الكاتب والمحلل السياسي عبدالله العتيبي إن دول مجلس التعاون بحاجة إلى استراتيجية متكاملة بخطط تمتد حتى 30 عاماً لمواجهة أخطار جماعة الإخوان المسلمين وإيران على الأمن القومي الخليجي، داعياً قطر إلى «مراجعة سياساتها الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1995».وأضاف العتيبي في تصريح لـ»الوطن» على هامش قمة مجلس التعاون الخليجي بالكويت أن «دول الخليج متفقة على دعم خيار الشعب المصري واستقرار بلاده، وهذا الدعم لا يرتبط بوصول حزب أو جماعة أو تنظيم إلى السلطة»، مشيراً إلى أن «جماعة الإخوان في مصر تمر بأسوأ مرحلة في تاريخها خاصة مع تدني شعبيتها».وحول عدم إدراج مجلس التعاون لجماعة الإخوان على قائمة الإرهاب، أوضح العتيبي أن «مواقف دول الخليج متباينة وليست على خط واحد في سياساتها تجاه الجماعة»، لافتاً إلى أن «قطر تدعم التنظيم الدولي والجماعة منذ 1995، في المقابل هناك موقف إماراتي يقوم على مواجهة فكر الجماعة ولدى الإمارات العربية المتحدة وعي كامل بخطر الإخوان وتنظيمها وأفكارها على دول الخليج».وأضاف العتيبي أن «الموقف السعودي يتطابق مع الموقف الإماراتي لكن ليس بنفس الدرجة، وربما تكون هناك مواقف للبحرين والكويت، حيث يتواجد التنظيم في البلدين منذ القدم، وربما تختلف الكويت عن البحرين في تعاملها مع التنظيم».وفي ما يتعلق بالاتحاد الخليجي، قال العتيبي إن «الاتحاد يحتاج إلى مزيد من الدراسات والاستراتيجيات خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي برفض بلاده الانضمام للوحدة الخليجية، ومن الملائم أن يعكف مجلس التعاون على استكمال ما يتوجب لإنشاء الاتحاد الخليجي لأنه ليس بالأمر السهل أن يخرج الاتحاد من قمة واحدة ولابد أن يراعي الاتحاد قبل انطلاقه سياسات وظروف الدول الأعضاء».وتابع العتيبي أن «الاتحاد سيكون قادراً لم شمل دول التعاون خاصة مع وجود تقارب بين الدول على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي»، مشيراً إلى أنه «حتى مع وجود الخلافات بين دول مجلس التعاون خلال الفترة الماضية إلى أنها بلاشك قادرة على تجاوز الكثير من الأزمات والتحديات وهذا ما يريده المواطن الخليجي».وقال إن «الأجداد الذين أسسوا مجلس التعاون كانوا يقصدون من وراء ذلك الوصول إلى مرحلة الاتحاد ومواجهة التحديات والأخطار الإقليمية والدولية التي يمكن أن تواجه دول المجلس، واليوم يحتاج المواطن الخليجي من قادته رؤية استراتيجية جديدة تواجه المتغيرات الإقليمية والدولية».وعن التقارب الغربي الإيراني بعد الاتفاق النووي في جنيف في 24 نوفمبر الماضي، أوضح العتيبي أن «المشكلة تكمن في أن الاتفاق أبرم دون مشاورة دول الخليج مع أنها المعنية الأولى بهذا الملف لأنها هي دول الجوار لإيران فضلاً عن محاولات إيران فرض الهيمنة والسيطرة وانتهاك سيادة الدول العربية والخليجية، وإذا كانت إيران جادة في إبرام الاتفاق النووي في الحوار مع الغرب والمجتمع الدولي فعليها أولاً أن تكون جادة في حوارها مع دول الخليج لأن أي حل يتعلق بالملف النووي الإيراني يجب ألا يتجاوز دول الخليج».