بقلم - الشيخ زياد السعدون:من أكثر الأجهزة الحديثة تأثيراً في الحياة الزوجية سلباً أو إيجاباً إن لم يكن أكثرها هو الهاتف النقال، أو ما يعرف بالهاتف الذكي، وهذا الجهاز سلاح ذو حدين، فقد يكون نعمة إذا أُحسن استخدامه، وقد يكون نقمة إذا أُسيء استخدامه، فكم من بيت هدم، وكم من زوجة طُلقت، وكم من أبناءٍ يُتموا وآبائهم أحياء يرزقون، والسبب في ذلك الهاتف النقال، فقد أصبح الهاتف النقال جزءَاً من شخصية الإنسان حتى أصبحنا لا نتحرك من دونه، لكن هناك من يُفرط في استخدامه إلى حد الإدمان، فتراه في البيت أو في العمل، والهاتف لا يفارق يده ، كم من زوجة تشتكي وتقول «أتمنى أن أكون مثل الجوال عند زوجي فعلى «طول ميوده وعينه ما تفارقه»، وقد تنشغل هي الأخرى بالنقال، وحتى عندما يكلمها زوجها ترد عليه وعينها على هاتفها، بل يشكو لي أحدهم قائلاً «وصل الحال من إدمان زوجتي لوسائل التواصل، «تويتر وأخواته»، أنها تكون على فراش الزوجية وإذا رن المنبه مدت يدها لترى الرسالة الجديدة»، هذا تدمير للعلاقة الزوجية، وهدم للمحبة والحيوية بين الزوجين، بل هناك باب عظيم من الشر المؤثر سلباً على الحياة الزوجية لسهولة التواصل بين الناس، وهناك من وقع في مصائب ما كان في يوم من الأيام يظن أن يقع فيها، لذلك لابد من الحذر الشديد حين نتعامل مع هذه الوسائل، فكم زوج فقد أسرته بسبب رسالة «واتساب» أو غيرها، ثم دخل في علاقة مع امرأة انتهت بهدم بيته أو العكس، حين نتعامل مع هذا الجهاز لابد أن نتذكر مراقبة الله لنا، وأن نجعل نصب أعيننا علاقتنا بالله أولاً ثم علاقتنا أزواجنا وأبنائنا، ونحول هذا الجهاز إلى نعمة نتقرب فيها إلى الله، وتكبر من خلالها محبتنا لأزواجنا، ونقول دائماً السعيد من يتعظ بغيره، فلننظر إلى الذين انقلبت حياتهم وضاعت أحلامهم، بسبب أنهم لم يُحسنوا استخدام هذا الجهاز.
الهاتف النقال وحياتنا الزوجية
13 ديسمبر 2013