كتب - وليد صبري:حدد استشاري أمراض القلب د.أنور جمشير «4 محاور لعلاج ضغط الدم المرتفع تتضمن، اتباع نمط حياة صحي من خلال خفض عوامل الخطر السلوكية الرئيسة، والعلاج بالأدوية، والتدخل الجراحي، والقسطرة»، مشيراً إلى أن «ارتفاع ضغط الدم يعد من الأمراض المزمنة التي تسبب مضاعفاتها أخطاراً لا يحمد عقباها».وأضاف أن أكثر من 90% من حالات الإصابة بالمرض مجهولة الأسباب، ولذلك يسمى بارتفاع ضغط الدم الأولي، فيما هناك نسبة 5-10% من حالات المرض تسمى بارتفاع ضغط الدم الثانوي، حيث يعرف سبب الإصابة بالمرض».وذكر د.جمشير أن «مستوى ضغط الدم يمكن أن يعود لمستواه الطبيعي، بإزالة سبب الإصابة بالمرض، ولكن في معظم الحالات، يكون تناول الأدوية بصورة مستمرة هي أساس العلاج، ولا ينصح بالتوقف عن تناولها دون استشارة الطبيب المختص».ويقاس ضغط الدم بوحده تسمى مليمتر زئبق في حالة الاسترخاء «أي يكون الإنسان ساكناً مستريحاً» فنجد أن القياس الطبيعي لضغط الدم الانقباضي للبالغ متوسط العمر يتراوح بين 90-140 مليمتر زئبق أما الانبساطي فيتراوح بين 60-90 ملليمتر زئبق. أي أن المتوسط 120 ملليمتر زئبق انقباضي، و80 مليمتر زئبق انبساطي زئبق، وتقرأ 120/80 ملليمتر زئبق، فيما يسميه العامة 120 فوق 80 أو 120 على 80 مليمتر زئبق. ولقياس ضغط الدم يستخدم الجهاز الإلكتروني في المنزل أو الجهاز اليدوي في عيادة الطبيب وهو يعرف بجهاز قياس الضغط الزئبقي وهو الأدق.ومن أبرز أسباب الإصابة بارتفاع ضغط الدم، التقدم في السن، وشرب المنبهات باستمرار كالقهوة، والمزاج العصبي الدائم، والقلق خاصة وقت قياس الضغط فقلق الإنسان من اختبار قياس ضغط الدم يسهم حقيقة في ارتفاع الضغط، وعدم انتظام وظائف الكلى، والتدخين، وتصلب الشرايين، والإفراط في تناول الأملاح، وورم الغدة الكظرية «الغدة فوق الكلية»، وارتفاع ضغط الدم المصاحب لفترة الحمل.أما أبرز أعراض الإصابة بالمرض فتتمثل في الصداع المزمن المستمر، واحمرار العين والأذن، والنزيف الأنفي، بينما إهمال العلاج يسبب مضاعفات خطيرة على أعضاء الجسم كافة.وأوضح د.جمشير أن «علاج ضغط الدم يتركز على 4 محاور أولها العمل على اتباع نمط حياة صحي من خلال خفض عوامل الخطر السلوكية الرئيسة وتشمل الامتناع التام عن التدخين وتجنب تعاطي التبغ بجميع صوره لما ثبت من التأثير الضار حتى الكميات البسيطة منه، كتدخين سيجارة واحدة فقط يومياً، إضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي السريع والهرولة بصورة منتظمة ومستمرة من 4-5 مرات أسبوعياً، لمدة 30-45 دقيقة، مع ملاحظة إمكانية تجزئة الوقت على 3 مرات ومحاولة الحركة في أماكن العمل مثلاً، مع ضرورة اتباع نظام غذائي قليل الملح -ولكن لا يجب أن يكون الطعام غير ذي طعم- إضافة إلى الإكثار من تناول الخضروات والفواكه خاصة الغنية بالبوتاسيوم كالموز والبرتقال والبطاطس، والامتناع عن الكحول بجميع صوره، إضافة إلى العمل على إنقاص الوزن، حيث إن الوزن يؤثر بشكل مباشر على ضغط الدم، وملاحظة نسبة السكر والكوليستيرول في الدم والعمل على ضبطهما في المستويات الطبيعية حسب إرشادات الطبيب». وأشار د.جمشير إلى أن «المحور الثاني يتضمن العلاج بالأدوية، موضحاً أن «هناك 4 مجموعات رئيسة من الأدوية تختلف استعمالاتها وأولوياتها حسب حالة المريض ووجود أمراض أخرى مصاحبة، هي، مدرات البول، ومثبطات بيتا «B Blockers»، ومثبطات الانجيوتنسين ومستقبلاتها «ACE I and ARB»، ومثبطات قنوات الكالسيوم «CCB»، إضافة إلى مجموعات أخرى مثل مثبطات الفا تستخدم عادة أثناء فترة الحمل وغيرها من الأدوية التي مازالت تحت البحث مثل مثبطات الرينين «DRA»».وبين د.جمشير أنه «في بعض الحالات تستدعي تناول عدة أنواع من الأدوية بجرعات مختلفة، وبالتالي لا توجد مدعاة لقلق المريض، حيث إن الهدف الأساس هو الوصول للمستوى الطبيعي لضغط الدم لتجنب المضاعفات، وتلك الأدوية توفر الحماية للقلب والكلى والمخ، ومن ثم يجب الانتظام في تناول أي عدد من هذه الأدوية حسب إرشادات الطبيب المعالج». وقال د. جمشير إن «المحور الثالث يتضمن العلاج الجراحي، وهو محصور لعلاج بعض أنواع ارتفاع ضغط الدم الثانوي مثل إزالة أورام الغدة الكظرية، وتوسيع شريان الكلى، والشريان الأوروطي، واللذين يمكن علاجهما أيضاً باستخدام القسطرة حسب تقييم الطبيب».ولفت د.جمشير إلى أن «المحور الرابع في العلاج يتضمن القسطرة، وحديثاً تم استخدام القسطرة لعلاج بعض حالات ارتفاع ضغط الدم التي لم تستجب للعلاج الدوائي حيث يتم التدخل بالقسطرة العلاجية في الجهاز العصبي السمبثاوي المحيط بشرايين الكلى، إضافة إلى الاستخدامات المذكورة سابقاً».