كتبت - عايدة البلوشي:كثير ما يتحول الخوف لمشكلة، خصوصاً لمن ترسبت في أذهانهم صور مفزعة من أيام الطفولة لحادث وقع فخلف آثاراً سيئة على نفسياتهم. مروة علي مثلاً تؤكد أن الخوف يلازمها منذ الصغر، «كنت أخاف من المدرسة واستمر هذا الخوف طوال المراحل المدرسية، ففي المرحلة الابتدائية كنت أخاف من المدرسة بمفردي دون وجود والدتي، وفي المرحلتين الإعدادية والثانوية كان الخوف ينحصر في الامتحانات، ومع بداية الامتحانات يقل وزني وتنسد شهيتي عن الأكل، وهذا الخوف بطبيعة الحال يستمر حتى يوم النتائج ومن ثم أشعر بالراحة. وتخشى حنان إبراهيم -9 سنوات- الظلام، «أرفض النوم في غرفتي لمفردي، لذلك أنام في أغلب الأحيان أنام في غرفة والدي ووالدتي وأحياناً أحلم بأنني في ظلام في غرفتي وأفزع من النوم حتى وأنا معهما». أما رشا أحمد فتخاف جميع أنواع الحيوانات، خصوصاً «القطط»، «عندما أرى قطة أصرخ وأشعر بالخوف، وأيضاً أخاف من الطيور بجميع أنواعها، وكثيراً ما أشعر بالحرج عندما أكون ذاهبة إلى السوق مثلاً ويصادف بأنني أرى قطة بالقرب من باب المحل فلا أدخل والجميع ينظر لي، وأيضاً من المواقف التي تعرضت لها مؤخراً، قطة كانت بالقرب من سيارتي في مقر عملي حاولت أن أصرفها عن السيارة إلا أنها لم تذهب وباتت جميع محاولاتي بالفشل وانتظرت تقريباً نصف ساعة حتى ذهبت أخيراً وركبت السيارة مسرعة». ومن جانبها يثير صوت سيارة الإسعاف فزع سارة أحمد، «أخاف بشدة من سيارة الإسعاف، فعندما أراها في الشارع «ارتبك» ولا أعرف أن أتصرف خصوصاً عندما تكون في حالة طوارئ، بالتالي بدلاً من أساعدها وأعطيها المجال للمرور أسبب ازدحام، لان مجرد سماعي لصوت سيارة الإسعاف أو رؤيتها في الشارع يشعرني بالخوف». وتضيف: يقال أن الإنسان يخاف من أمر ما أو موقف، وعلى الصعيد الشخصي لم أمر بمثل هذه المواقف، لكن سيارة الإسعاف ترتبط بالحزن والمرض لذلك أشعر بالخوف والتوتر والقلق. وتخشى ليلي ناصر على مستقبل أبنائها، مضيفة: عندما توفى والد أبنائي قبل سنتين في حادث مروري، صار الخوف يلازمني فهم مازالوا صغاراً لا يعرفون الصواب الخطأ ودائماً أفكر إذا انتقلت إلى رحمة الله تعالى من لهم؟ وكيف سيعيشون؟. وتعلق د. شيخة الجندي على الحالات السابقة بالقول: إن الخوف حالة نفسية تعتري الصغار والكبار وقد تكون هذه الظاهرة مستحبة إن كانت ضمن الحدود الطبيعية لدى الشخص لأنها تكون وسيلة في حمايته وتجنبه كثيراً من الإخطار، ولكن إذا ازداد الخوف عن الحد المعتاد، وتجاوز حدود الطبيعة فإنه يسبب قلقاً نفسياً، فعنده يعتبر مشكلة نفسية يجب معالجتها والنظر فيها، علماً بأنها حالة مكتسبة وليست موروثة ولا يأتي من فراغ ولها أسباب ومسبباً. وتشير إلى أن هناك عوامل وأسباب واقعية لهذه الحالة، وتتمثل منها تخويف الأم لطفلها بالأشباح أو الظلام أو المخلوقات الغريبة، وسرد القصص الخيالية التي تتصل بالجن والعفاريت على سبيل المثال، وأيضاً تعرض الشخص لموقف معين وعليه يشعر بالخوف عندما توافر المواقف نفسه مثلاً خوف الشخص من القطط فانه لابد أن تعرض لموقف ومنذ ذلك الوقت بدا يخاف من القطط. وتلفت لعلاج هذه الظاهرة إلى أهمية مراعاة عدم سرد القصص التي تشكل رعب للأطفال، والابتعاد عن أساب الخوف، وأن زادت الحالة يمكن الاستعانة بأخصائي لمعالجة هذه الحالة لأن الخوف يعرقل إنتاجية وإدماج الفرد في المجتمع ويؤثر على حياته بشكل عام.