عواصم - (وكالات): قطعت إيران مفاوضاتها مع الدول الست الكبرى بعد قرار الولايات المتحدة توسيع قائمتها السوداء للمؤسسات والأفراد الذين يشتبه بانتهاكهم العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، معتبرة أنه «مخالف لروح» اتفاق جنيف الموقع نهاية نوفمبر الماضي، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن المحادثات النووية ستستأنف قريباً. وأعلن المفاوض الإيراني عباس عراقجي في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية أن «الخطوة الأمريكية مخالفة لروح اتفاق جنيف» الذي تتعهد بموجبه عدم فرض عقوبات جديدة على إيران لمدة 6 أشهر.وتابع عراقجي «أننا ندرس الوضع وسنصدر رد الفعل المناسب» بدون أن يورد أي تفاصيل إضافية، غداة توقف المفاوضات التقنية الجارية في فيينا حول تطبيق الاتفاق.وأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية في وقت سابق أن الخبراء الإيرانيين عادوا إلى طهران «للتشاور» بدون أن توضح أسباب هذا القرار.وأعلنت الولايات المتحدة إضافة 10 أسماء لشركات وأفراد إيرانيين بمعظمهم على قائمتها السوداء للاشتباه بقيامهم بالاتجار بشكل غير مشروع مع إيران.وبموجب هذا الإجراء سيتم تجميد أرصدة الشركات والمسؤولين عنها المودعة في الولايات المتحدة، وستمنع أي شركة أمريكية أو شركة تمارس نشاطات في الولايات المتحدة من التعامل تجاريا مع تلك الشركات.وحذر مساعد وزير الخزانة المكلف بمكافحة الإرهاب ديفيد كوهن من أن اتفاق جنيف «لا ولن يؤثر على جهودنا الحثيثة الرامية إلى كشف والوصول إلى كل الذين يدعمون برنامج إيران النووي أو يسعون للالتفاف على العقوبات».ونقلت وكالة الأنباء مهر عن مصادر مطلعة أن المفاوضات الجارية منذ الاثنين الماضي بين فريق الخبراء الإيرانيين ومندوبي مجموعة 5+1 «الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا» أوقفت بسبب «العقوبات الأمريكية الجديدة» و»عدم انخراط الأمريكيين في اتفاق» جنيف.من جهته أعلن الاتحاد الأوروبي أنه من «الضروري» مواصلة العمل بعد 4 أيام من المحادثات في فيينا وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن «مشاورات ستجري الآن في العواصم بانتظار استئناف قريب» للمفاوضات الفنية.ويبحث الوفد الايراني في الاوجه العملية من الاتفاق الموقع في 24 نوفمبر الماضي في مفاوضات يشارك فيها مسؤولون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة بمراقبة تطبيق الاتفاق. وبموجب هذا الاتفاق الرامي إلى إعطاء الأسرة الدولية ضمانات بشأن طبيعة البرنامج النووي الإيراني السلمية، تقوم إيران بالحد من أنشطتها النووية لمدة 6 أشهر مقابل تخفيف جزئي للعقوبات الغربية المفروضة عليها. كما يتعهد الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بعدم إقرار عقوبات جديدة مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني خلال هذه الفترة فيما تعهدت الإدارة الأمريكية بـ «تفادي» فرض عقوبات جديدة. غير أن العديد من البرلمانيين الأمريكيين المشككين في الاتفاق المرحلي والذين يبدون ريبة حيال القادة الإيرانيين يدرسون عقوبات اقتصادية جديدة لإرغام طهران على توقيع اتفاق نهائي تتعهد بموجبه التخلي عن حقها في تخصيب اليورانيوم.وقد أكد تيم جونسون الرئيس الديمقراطي للجنة المصرفية التابعة لمجلس الشيوخ والمكلفة تقليدياً تحديد أي عقوبات جديدة ضد طهران والتصويت عليها، أنه لا يؤيد التصويت على عقوبات جديدة.وقال خلال جلسة برلمانية «ينبغي ألا نفعل شيئاً يمكن أن يأتي بنتيجة عكسية من شأنها إضعاف الوحدة الغربية في هذا الملف. علينا العمل بحيث تتحمل إيران المسؤولية في حال فشلت المفاوضات». وأضاف «يجب أن لا نعطي ذريعة لإيران ولمجموعة 5+1 أو لأي بلد آخر لإلقاء مسؤولية أي فشل علينا».وحذر المسؤولون الإيرانيون في الأيام الأخيرة من فرض أي عقوبات جديدة مؤكدين أن ذلك سينعكس على اتفاق جنيف.من جانبها، قالت روسيا إن الإجراء الأمريكي الجديد الذي يستهدف شركات وأفراداً لمساعدتهم برنامج طهران النووي ينتهك روح الاتفاق الذي أُبرم الشهر الماضي مع القوى الكبرى وقد يعطل تنفيذه.وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «قرار الإدارة الأمريكية يتعارض مع روح الوثيقة».وأضافت زاخاروفا أن «توسيع القائمة الأمريكية السوداء يمكن أن يعقد بشكل خطير تنفيذ اتفاق جنيف». من جانب آخر، كشفت وسائل إعلام أمريكية أن روبرت ليفنسون العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي اي» الذي فقد في إيران في 2007 كان يعمل بالتعاقد وأرسل في مهمة من قبل موظفين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي ايه» بدون موافقة القيادة.وبعد تحقيق استمر عدة سنوات، قررت وكالة اسوشييتد برس «ايه بي» وصحيفة «واشنطن بوست» كشف الخبر لأنه يظهر «أخطاء جسيمة» ارتكبتها وكالة الاستخبارات ولأن الخاطفين باتوا بلا شك يعرفون الجهة التي يعمل لحسابها، حسب ما قالت المديرة التنفيذية لاسوشيتد برس كاثلين كارول.من جهة أخرى، قالت الحكومة السلوفاكية إن اثنين من هواة القفز بالمظلات احتجزتهما إيران بتهمة التجسس عادا إلى الوطن بعد يوم من إجراء رئيس الوزراء محادثات في طهران. وكان الاثنان ضمن 8 من السلوفاك احتجزوا في إيران في مايو الماضي للاشتباه في التقاطهم صوراً لمناطق محظور التصوير فيها. وأفرج عن 6 منهم في سبتمبر الماضي.من جهة ثانية، بدأ وفد رسمي من النواب الأوروبيين زيارة إلى طهران تستمر بضعة أيام لإجراء محادثات مع عدد من المسؤولين السياسيين، كما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية. وفي لندن، أجرى القائم بالأعمال الإيراني الجديد في بريطانيا محادثات مع المسؤولين هناك، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية البريطانية، وسط تحسن العلاقات بين البلدين. وتأتي زيارة القائم بالأعمال الإيراني غير المقيم حسن حبيب الله زاده إلى لندن بعد زيارة مماثلة إلى طهران قام بها نظيره البريطاني اجاي شارما الأسبوع الماضي.