كتب - أنس الأغبش:أطلقت المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، تقنية «المياه الرمادية» الجديدة، والتي تركز على إعادة استغلال المياه المهدرة بالمنازل وتصفيتها إلى درجة معينة للاستفادة منها في ري النباتات المنزلية، ما يساهم بتقليص المياه المهدرة بنسبة تتراوح بين 50-80% من مجمل المياه العادمة المنزلية.وقالت الرئيس التنفيذي للمبادرة، أسماء محمد علي في تصريح لـ»الوطن»، إن المبادرة تعمل على تحقيق الإستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية المستدامة والتي أصدرتها شؤون الزراعة بوزارة البلديات والتخطيط العمراني، من خلال نشر الثقافة والوعي بأهمية هذا القطاع وتشجيع الاستثمارات الزراعية باستخدام التقنيات الحديثةوأكدت أن المبادرة تعمل على تطوير النظم والمناهج التعليمية الزراعية في المدارس الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى تشجيع النساء للعمل في هذا القطاع لتحقيق الاكتفاء الذاتي المنزلي وصولاً إلى تحقيق الأمن الغذائي النسبي في المملكة، حيث لا يمكن تحقيق ذلك إلا عن طريق توحيد وتضافر جهود جميع القطاعات الأهلية والخاصة والتي تعمل المبادرة الوطنية جاهدة لتحقيقه.وحول التقنيات الحديثة التي تساهم المبادرة بتنفيذها، قالت أسماء: «تعاني المملكة من تحديات رئيسة تؤثر سلباً على تطور القطاع الزراعي بالشكل المطلوب، ومنها ندرة المياه، وشح الأراضي بسبب النمو السكاني السريع والذي أدى إلى نمو عمراني متزايد على حساب الأراضي الزراعية». وواصلت: «للتغلب على هذه التحديات، كان لابد على المبادرة أن تساهم في تغيير مفهوم الزراعة التقليدية وتشجيعها بالطرق الحديثة من خلال طرح التقنيات الزراعية والتجارب الناجحة في العالم».وأضافت: «ومن التقنيات التي يمكن تطبيقها في المملكة، تقنيتي المياه الرمادية والحقول المعلقة، حيث اقترحت المبادرة تنفيذ هذه المشاريع على العديد من المستثمرين الذين أبدوا ترحيبهم واستعدادهم للتمويل».كما قامت المبادرة بتنفيذ تقنية المياه الرمادية بنجاح على المساجد والمآتم ومنها على سبيل المثال، مسجد صفية كانو في توبلي، مسجد الشيخ يوسف في طشان، وجاري العمل على تنفيذه في مسجد درويش فخرو في الرفاع، مسجد الشيخ عيسى في ديار المحرق، وكذلك في المنازل السكنية والمجمعات التجارية والمدارس.وحول مساهمة تقنية المياه الرمادية المستخدمة في تحسين أداء القطاع الزراعي، قالت: «تقوم فكرة هذه التقنية على إعادة استغلال المياه المنصرفة من المغاسل وأحواض الاستحمام والغسالات في الري، والتي تمثل حوالي ما بين 50-80% من مجمل المياه العادمة المنزلية، بحيث تتجمع هذه المياه في خزان خاص يتم معالجته أو تصفيته لدرجة محددة ثم يتم فيها ري النباتات والمزروعات المنزلية. وأكدت أن إعادة استخدام المياه الرمادية تزيد من قناعة المستفيد بزيادة الوعي والإحساس بأهمية دورة الطبيعة، كما تعمل على زيادة نمو النباتات في المساحات الخضراء والتي قد لا تكون مياه الري متوفرة أو كافية لري المساحة بأكملها، إلى جانب تقليل العبء على محطات الصرف الصحي.وحول كيفية عمل هذه التقنية، أضافت علي أنه يتم تجميع المياه الرمادية من مختلف المصادر المنزلية في خزان خاص يوضع في أي ركن من أركان حديقة المنزل ويتم تمرير المياه من خلال المضخة عبر نظام معالجة بسيط قبل وصولها إلى نظام التوزيع.وأكدت أن هذه التقنية سهلة التنفيذ، غير معقدة وغير مكلفة، حيث بإمكان الجميع تطبيقها، كونها تساعد على ضمان وفرة المياه للمزارعين في حال انقطاع مياه الري.وحول مساهمة القطاع الزراعي في النتاج المحلي الإجمالي، قالت: «انطلاقاً من الأهمية التي يمثلها القطاع الزراعي، أطلقت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى، المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي للعمل على رفعة القطاع بالتعاون مع شؤون الزراعة بوزارة البلديات».وواصلت: «نلاحظ حالياً توجه الكثير من المستثمرين ورواد الأعمال نحو الأنشطة الزراعية لما لها من مردود محفز ومشجع، كما تم تأسيس شركة زراعية باستخدام الهيدروبونيك وجاري العمل على تأسيس شركة للاستزراع السمكي بهدف إنتاج 1500 طن من السمك سنوياً».