تقيم وزارة الثقافة احتفالاً كبيراً بمناسبة مرور ربع قرن على تأسيس متحف البحرين الوطني، كأول متحف في الخليج العربي، اليوم برعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء. وقالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة «نحن اليوم أمام قرون عدة من شعوبٍ وأفكار وملامح وفنون وتاريخ كان قادراً هذا المكان بعروضه وعمرانه أن يحتفظ بها وبالإرث الشعبي القديم، وأن ينتقل من دور العرض إلى المعايشة والتواصل مع الآخر»، مشيرةً إلى أن وزارة الثقافة تفصل أحلامها في سياق هذه الذاكرة وترصد إشارات أحلام مقبلة تسعى من خلالها تجديد روح المكان. وأكدت الوزيرة أن كل الأسرار الحضارية والتاريخية استطاع متحف البحرين الوطني أن يشيعها بجمال وفكرٍ فريد، «وكل الذي فات لنا أن نعيشه أو كل الذي مررنا به صار واقعاً معاشاً بقلب المتحف في صياغات حضارية تستدل على الهوية الوطنية وتلك التي نسجت علاقاتها منذ القدم مع الحضارات البحرينية». وأضافت الشيخة مي «أن المتاحف اليوم لا تمثل طريقاً عكسياً للرجوع إلى الماضي، بل تجسد مختبرات ومصانع ثقافية وإنسانية تنتج الفكر والحضارات، وعلينا أن نعتني بهذا المشروع لأنه قياسٌ لاهتمامنا بهوياتنا وموروثاتنا وإنسانياتنا»، خصوصاً وأن المتاحف في كل أنحاء العالم بمعارضها ومقتنياتها تمثل الهوية التي يتفاعل الآخر معها ويبحث عنها لاستيعاب الأوطان. وينطلق حفل وزارة الثقافة بمعرض توثيقي بعنوان «متحف البحرين الوطني: إنجاز حضاري رائد» يستعرض مراحل إنشاء متحف البحرين الوطني والحضارات التي مرت على البحرين في تأريخ وتوثيق لذاكرة الوطن، يلي ذلك عرض فيلم وثائقي قصير يوثق تاريخ المتحف كأول صرح متحفي في الخليج العربي، ثم تدشين مجموعة من الحلي الجديدة التي تقدم حصرياً في متجر متحف البحرين الوطني.وتطلق وزارة الثقافة بالمناسبة احتفالاً خاصاً بعنوان «ما نامت المنامة»، ويسبق الاحتفاء ورشة عمل برفقة متخصصين عالميين في العروض المتحفية. وبهذه المناسبة، تعتزم وزارة الثقافة تطوير وتجديد العروض المتحفية، مستحدثةً أساليب عرض المقتنيات والسعي إلى تقديم المشاريع الأثرية والتراثية بأدوات ثقافية مختلفة، وستتم عملية التحديث على عدة مراحل، نوقشت بدايتها وأفكارها في المؤتمر الدولي (إعادة النظر في طريقة العروض المتحفية)، حيث ستباشر لاحقاً أعمال التنفيذ أبريل 2014، والتي قام بتصميمها وتخطيطها المهندس المعماري الفرنسي ديديير بلين (أحد أهم مصممي المتاحف على مستوى العالم).