أوصت ندوة الإنتربول والتدريب الشرطي في الدول العربية، بضرورة النهوض بمنظومة التدريب الشرطي في الدول العربية بما يتلاءم مع التحديات الأمنية الراهنة وتطور الجريمة وأساليب ارتكابها وزيادة الظواهر الإجرامية وتنامي ظواهر التطرف والعنف وانتشار جرائم الإرهاب والمخدرات، خصوصاً في ظل عالم تموج به متغيرات أمنية نتيجة التحولات المهمة التي يمر بها المجتمعان الإقليمي والدولي.وأوصى المشاركون في الندوة، التي نظمتها الأكاديمية الملكية للشرطة، بالتعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية، بمشاركة 13 دولة عربية وأجنبية، أهمية توثيق أواصر العلاقات، والتعاون بين أجهزة الشرطة العربية في مجال التدريب الشرطي بما يسمح بالتخطيط والإعداد للبرامج التدريبية المشتركة، وتبادل الخبرات، مع ضرورة توحيد المفاهيم والمصطلحات التدريبية بين أجهزة تدريب الشرطة العربية للوصول إلى قواسم مشتركة في التدريب الشرطي، ما يعزز من أواصر العلاقات والتعاون المراد تحقيقها.وأكد المشاركون في الندوة، ضرورة ربط التدريب الشرطي بالواقع العملي الميداني، وما يتطلبه ذلك من التركيز على الجوانب العملية في التدريب، مع الأخذ بالأساليب العلمية والتكنولوجية المتطورة في تنفيذ البرامج التدريبية من خلال الاستعانة بالوسائل التدريبية المتطورة، والاهتمام بالتخطيط العلمي للبرامج التدريبية والرصد الموضوعي والدقيق لموضوعات البرامج التدريبية بحيث تكون قادرة على معالجة المشكلات الأمنية والشرطية وأخطاء العمل الشائعة، إضافة إلى الاهتمام بإعداد المدربين من خلال برامج تدريبية تستهدف تدريبهم على استخدام الوسائل والتقنيات الحديثة في التدريب وتهتم بالجانب السيكولوجي والنفسي للمدرب مع تدريبه على كيفية معاملة المتدربين نفسياً وكيفية التواصل معهم، والتطوير الدائم والمستمر للمناهج التدريبية بما يتفق مع المستجدات على الساحة الأمنية المحلية والإقليمية والدولية. وأكدت التوصيات، ضرورة الاهتمام بالبرامج التدريبية ذات البعد الإنساني في العلاقات مع الجمهور، التي يتم من خلالها تناول المواثيق الدولية في مجالي حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، لإعلاء قيم حقوق الإنسان في الأوساط الشرطية كافة وبناء القدرات الذاتية لرجل الشرطة في مجال حقوق الإنسان وصون حرياته الأساسية، والاهتمام بالبرامج التدريبية ذات البعد الاجتماعي، التي تساعد رجل الشرطة على كسب مهارات التعامل مع الجمهور والتلاحم معه بكافة عناصره الاجتماعية والنفسية والثقافية المتباينة، لتفعيل الشراكة والتعاون والتضامن بين الأجهزة الشرطية ومختلف شرائح المجتمع.ووجهت التوصيات إلى إدخال برامج التدريب الإلكتروني «التدريب عن بعد»، على غرار التعليم الإلكتروني داخل أجهزة العمل الشرطي، التي من شأنها مساعدة المتدرب على التدرب في المكان والزمان المناسبين له من خلال محتوى تفاعلي يعتمد على الوسائط المتعددة، إضافة إلى إعداد مراكز للمعلومات تحتوي على قاعدة بيانات ومعلومات خاصة بمنظومة التدريب الشرطي لتسهيل إعداد وتنفيذ البرامج التدريبية بالسرعة المطلوبة والأسلوب المناسب والظروف التدريبية المتاحة، واستغلال البرامج التدريبية في ترسيخ تقاليد وقيم الشرطة، والعمل على غرس قيم الانتماء داخل نفوس المتدربين من رجال الشرطة ورفع روحهم المعنوية. وأعرب المدير التنفيذي لإدارة بناء القدرات والتدريب بالإنتربول أحمد ايرين، عن شكر وتقدير الأمانة العامة للإنتربول لمملكة البحرين لحرصها على عقد مثل هذه الندوات الهادفة، مضيفاً أن ذلك يؤكد اهتمامها بدعم مجال التدريب الشرطي، وأشاد بالتعاون والتنسيق بين المنظمة والأكاديمية الملكية للشرطة، وبحسن الإعداد والتنظيم المتميز لهذه الندوة، متطلعاً لتنظيم المزيد من الندوات واللقاءات في المستقبل.من جانبه، أكد آمر كلية تدريب الضباط بالأكاديمية الملكية للشرطة المقدم عمار السيد، أهمية التعاون الدولي في المجالات الأمنية كافة وفي مقدمتها المجال التدريبي الذي يسمح بنقل وتبادل الخبرات والتعرف على تجارب الدول المختلفة والوقوف على الوسائل والأساليب الحديثة في مواجهة الجريمة، ما يساهم في إعداد وتأهيل رجل الشرطة ورفع كفاءته ليكون قادراً على التعامل مع تلك التحديات وتداعياتها.ووزع في ختام الحفل آمر الأكاديمية الملكية للشرطة العقيد الركن الشيخ حمد بن محمد آل خليفة، شهادات إتمام الدورة على المشاركين فيها، إضافة إلى توزيع الدروع التذكارية على ممثلي منظمة الإنتربول.