عواصم - (وكالات): لقي 20 سورياً بينهم 11 طفلاً مصرعهم جراء العاصفة الثلجية في سوريا ودول الجوار، وبينما دعت منظمة التعاون الإسلامي المنظمات الإغاثية إلى سرعة التحرك لمواجهة موجة البرد في المخيمات السورية، اتهمت منظمة العفو الدولية الدول الأوروبية بتحصين نفسها تجنباً لتدفق اللاجئين السوريين الذين لن تستقبل منهم «إلا أعداداً قليلة جداً»، فيما توفي قائد ميداني في إحدى الكتائب المقاتلة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب البرد القارس الذي ضرب البلاد خلال الأيام الماضية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت. في الوقت ذاته، حققت القوات النظامية السورية أمس بعض التقدم في حملتها العسكرية التي بدأتها أمس لطرد مقاتلي المعارضة من منطقة عدرا العمالية شمال شرق دمشق، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى معاقبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع السوري.وقال المرصد السوري «حققت القوات النظامية مدعومة بجيش الدفاع الوطني تقدماً بسيطاً في عدرا العمالية، إلا أن الاشتباكات لاتزال مستمرة» في المنطقة الواقعة على طريق رئيسة مؤدية إلى العاصمة.من جهته، أعلن مصدر أمني سوري أن العملية التي أطلقتها القوات النظامية «مستمرة، والجيش أعلن تطويق المنطقة وبدأ اقتحام المناطق والأوكار التي يتحصن فيها الإرهابيون».وأضاف المصدر أن العملية «نوعية وتنفذ بدقة وتأن لأن المنطقة مأهولة بالسكان، وبطبيعة الحال يحاول الإرهابيون اتخاذ دروع بشرية منهم، والجيش يتعامل مع هذا الوضع».وكانت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» نقلت الخميس الماضي عن مصدر عسكري قوله إن القوات النظامية بدأت عملية «شاملة وساحقة» لطرد مقاتلين دخلوا عدرا الأربعاء الماضي، حيث هاجموا مراكز عسكرية، في معارك أدت إلى مقتل 18 عنصراً من المسلحين الموالين للنظام، بحسب المرصد.وأفاد المرصد بمقتل 15 مدنياً معظمهم من العلويين في هجوم المعارضة المسلحة على المدينة التي تضم خليطاً طائفياً منوعاً.وأمس، أفاد المرصد «بالعثور على نحو 12 جثة بالقرب من بلدة عدرا»، ناقلاً عن ناشطين «اتهامهم القوات النظامية بقتلهم».وتأتي هذه المعارك في وقت حقق النظام تقدماً خلال الأشهر الماضية في ريف دمشق، مع استعادته عدداً من معاقل المعارضة خاصة جنوب العاصمة وفي منطقة القلمون الاستراتيجية الحدودية مع لبنان.وأشار المرصد إلى تعرض مدينة يبرود في القلمون للقصف. وتعد يبرود آخر المعاقل البارزة للمقاتلين في القلمون، بعدما تمكنت قوات النظام منذ 19 نوفمبر الماضي من بلدات قارة ودير عطية والنبك.ولايزال المقاتلون موجودين في بعض القرى الصغيرة التي لا تشكل نقاط ثقل، بينما تعتبر يبرود معقلاً مهماً يتحصنون فيه وهي على خط واحد مع قارة ودير عطية والنبك الواقعة على الطريق الدولية بين دمشق وحمص.وتواصلت أعمال العنف أمس في مناطق سورية مختلفة، فشن الطيران الحربي غارات جوية على أحياء في مدينة حلب، في حين قصفت القوات النظامية حي القابون شمال شرق دمشق.من جهة أخرى، أفاد المرصد عن وفاة قائد ميداني في «ألوية صقور الشام» التي تقاتل ضد نظام السوري بشار الأسد بسبب البرد القارس الذي ضرب البلاد خلال الأيام الماضية، وذلك أثناء انتقاله من محافظة إدلب إلى حمص «لمساندة المقاتلين» فيها.وضربت عاصفة ثلجية قاسية دولاً عدة في الشرق الأوسط خلال اليومين الماضيين، ما أدى إلى تفاقم أوضاع السوريين النازحين داخل البلاد أو اللاجئين إلى الدول المجاورة.وزادت موجة الثلوج والصقيع من معاناة نحو 2.3 مليون لاجئ سوري بدول الجوار خاصة الأردن ولبنان وتركيا، وفاقم البرد القارس من أزمة 6.5 ملايين نازح داخل الأراضي السورية، تشردوا جراء القصف والمعارك بمناطقهم، وفق أرقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.وفي نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأسرة الدولية إلى معاقبة مرتكبي الهجمات الكيميائية قي سوريا بعد تأكيد خبراء المنظمة الدولية في تقريرهم النهائي استخدام هذه الأسلحة في 5 مواقع خلال النزاع السوري.