كتب – مازن أنور:مضى المشهد الأول من دورينا الكروي للموسم الحالي 2013/2014 بانقضاء القسم الأول وتبقى مباريات القسم الثاني، وشهد النصف الأول من الدوري 45 مباراة بواقع خمس مباريات في كل جولة من الجولات التسع، ولعل العنوان الأبرز الذي يتصدر المشهد الأول يمكن أن يكون «دوري هزيل» من جميع الجوانب سواءً الفنية والجماهيرية والإعلامية، فيما الإثارة كانت حاضرة في نتائج المباريات فقط، مع وجود مباريات حماسية معدودة على أصابع اليدين.وعلى الرغم من «هزالة» المستوى العام للدوري وكذلك للفرق المرشحة للقب ومنها الرفاع والمحرق والحد والبسيتين، إلا أن مراكز المقدمة في جدول الترتيب ظلت محجوزة لها الفرق وفي مقدمتها فريق الرفاع الذي حجز الصدارة باسمه منذ انتصاف القسم الأول وغرد خارج السرب، فيما المحرق احتفظ بمركز الوصافة بفارق 6 نقاط عن الرفاع وحل الحد ثالثاً والمنامة رابعاً، فيما الشباب قد يسمى بمفاجأة الموسم أو الحصان الأسود بعدما حل خامساً وكان وصيفاً قبل جولة واحدة من نهاية القسم، أما علامة الاستفهام فكانت من نصيب حامل اللقب فريق البسيتين الذي يتواجد في المركز السادس وظل قريباً من فرق الحالة والمالكية والنجمة أصحاب المراكز من السابع إلى التاسع، فيما ظل قاع الترتيب لبحارة سترة والذين أصبحوا مُهددين بشكل كبير لتطبيق مقولة «الصاعد هابط»!.من يلقي نظرة سريعة على جدول ترتيب الفرق بعد نهاية القسم الأول سيدرك تمام الإدراك بأن حسابات الدور ستكون معقدة للغاية في القسم الثاني، ومن لن «يأكل بيده» ويحقق الانتصار من مباراة إلى أخرى فأنه مهدد بالتواجد في المراكز الخلفية لا سيما وأن الفارق بسيط جداً من صاحب المركز الثاني وحتى المركز التاسع «قبل الأخير»، ولعل مباراتين فقط يمكنهما أن تنقلا النجمة والمالكية للمقاعد الأمامية في جدول الترتيب، وهذا الأمر سوف يرفع وتيرة الاستعداد لدى جميع الفرق من أجل الظهور بشكل مغاير في القسم الثاني ومعالجة الأخطاء المتمثلة في سوء الإعداد أو اختيارات الأجهزة الفنية أو الإدارية أو اللاعبين المحليين والمحترفين، وبالتالي فأن فترة التوقف التي ستطال دورينا ستكون ذات فائدة كبيرة للفرق التي لم تكن مقنعة في القسم الأول، عدا فريق الرفاع الذي قد يكون التوقف سلاح ذو حدين لانطلاقته.الرفاع.. مستوى متصاعدلم يحتل فريق الرفاع صدارة الترتيب بالصدفة وإنما جاءت هذه الأفضلية في ظل الأداء المتصاعد الذي قدمه الفريق طوال التسع جولات، فعلى الرغم من أن الفريق لم يكن مقنعاً في أول أربع مباريات على أقل تقدير إلا أنه استطاع أن يتعامل مع كل مباريات بالشكل الأمثل وأن يحقق الفوز بالسهل الممتنع والمحافظة على شباكه بولوج 3 أهداف في مرماه فقط منذ انطلاق الموسم، وساعده في ذلك جاهزية اللاعبين من الجانبين الفني والبدني بفضل جهود المدرب الروماني فلورين موتورك والذي بدأت بصماته تتضح على الفرقة السماوية وتألق اللاعبين الصاعدين وأبرزهم سلطان ثاني ومحمد دعيج في خط الدفاع وعودة حسين سلمان إلى مستواه.المحرق.. استعجال وظروففريق المحرق ظهور بصورة غريبة في القسم الأول لم تختلف إطلاقاً بعد تولي الوطني سلمان شريدة المهمة في الجولة الرابعة خلفاً للتونسي سمير بن شمام، بل قد يكون المستوى ازداد سوءاً، ومع ذلك فأن المحرق مر بظروف عصيبة جداً تمثلت في الإصابات التي توالت على لاعبيه وأبرزهم سيد ضياء سعيد وعبدالله صالح أمان، وغياب المهاجم الهداف عن الفريق وتواضع مستوى المحترفين، ولكن يبدو بأن مجلس إدارة نادي المحرق استعجل بإعفاء التونسي سمير بن شمام الذي حقق نتائج مثالية مع المنامة.الحد.. قناع آخرفريق الحد ارتدى قناعاً مغايراً فمن يشاهد فريق الحد في الموسم الحالي يظن بأنه فريق مختلف عن الموسم الماضي، ولكن الفريق يعيش حالة استقرار كبيرة في المدرب واللاعبين سواءً المحليين أو المحترفين، ولعل المشكلة التي عاناها الفريق عدم وجود الدافعية لدى اللاعبين وهبوط مستوى أبرز لاعبي الفريق وفي مقدمتهم المحترفين النيجيري عبدالحفيظ عبدالسلام والأفغاني جلال الدين شارتيار وعدم جاهزية البرازيلي فاغنر وانخفاض مستوى نجم الفريق عبدالوهاب المالود، وبالتالي فأن الفريق بات بحاجة للتجديد على مستوى بعض اللاعبين في مختلف الخطوط.المنامة.. جرس إنذارفريق المنامة أنهى القسم الأول بإطلاقه جرس إنذار فهو الفريق الوحيد الذي استطاع أن يسجل اسمه كأول فريق يتفوق على الشباب برباعية ولعل تولي التونسي سمير شمام مهمة تدريب الفريق خلفاً للوطني عبدالحميد كويتي جاءت بثمارها لا سيما بعد أن بدأ الفريق يجني الفوز تلو الآخر، ولولا وقوعه في التعادل المتأخر مع الحد لكان في مركز الوصافة حالياً، وهذا المستوى الذي ظهر به الفريق في نهاية القسم سيكون حافزاً للفريق ليكون صعب المراس في القسم الثاني. الشباب.. الحصان الأسوداستحق فريق الشباب بلاعبيه الصاعدين ومدربه الجديد على الساحة البحرينية التونسي شكري البجاوي أو يخطف لقب «الحصان الأسود» ففريق الشباب وعلى الرغم من تلقيه خسارة ثقيلة من المنامة في الجولة الفائتة «الأخيرة من القسم الأول» إلا أنه استطاع أن يحرج أغلب الفرق وتحديداً الفرق الأربعة المرشحة للقب وحافظ على سجله خالياً من الهزائم حتى آخر محطة وأكد بأنه فريق عنيد عندما حقق نقاطاً في الرمق الأخير في أكثر من مباراة، ولعل حيوية الشباب هي السر في هذا الفريق، ولكن السؤال يبقى «هل سيصمد الشباب في القسم الثاني؟».البسيتين.. ضحية الإدارةأشد المتشائمين لم يتوقع أن يظهر فريق البسيتين بهذه الصورة المتواضعة في القسم الأول من الدوري وهو الفريق الذي حمل اللقب في الموسم الماضي، فالمركز السادس لا يرقي بالكتيبة الزرقاء ولكن يبدو أن ممكن الخلل في البسيتين تمثل في أمرين والأول هو غياب الظهيرين الأيمن والأيسر للفريق برحيل راشد الحوطي وعبدالله صالح ومن ثم رحيل القائد برازيلي فابيو فيما الأمر الثاني تمثل في التخبطات لإدارة النادي فيما يخص الجهاز الفني، ومع ذلك فأن الأسماء التي تضمها فرقة البسيتين قادرة على العودة في المشهد الثاني.الحالة.. صحوة منتظرةفريق الحالة قدم أداءً متفاوتاً في القسم الأول على الرغم من الظروف التي أحاطت بالفريق في بداية الموسم المتمثلة في الإعداد العادي وغياب المهاجم المحترف عن صفوف الفريق، إلا أن الفريق استطاع أن يصحو في منتصف القسم الأول ولكن الصحوة لم تستمر طويلاً، ومع ذلك فأن وضع الحالة وعدد نقاطه يؤكد بأن الفريق قادر على إحراج الفرق في القسم الثاني إذا ما تم تدعيم صفوف الفريق بمهاجم محترف يكون بمثابة الضلع المثالي لإكمال القوة الضاربة للفر يق بوجود فيصل السعدون وجاسم عياش على الطرفين. المالكية.. الحاجة للخبرةفارس الغربية فريق المالكية افتتح الموسم بأداء جيد ولكن سرعان ما هبط مستوى الفريق في منتصف الموسم ولعل السبب الرئيسي يتمثل في الإصابات التي لحقت ببعض أبرز لاعبيه في خط الدفاع والهجوم وافتقاد الفريق للخبرة لحسم بعض المباريات، ومع ذلك يوحي الفريق بأنه يستطيع تجاوز بعض المحطات الحرجة لا سيما وأنه ظهر بمستوى جيد في المباريات التي جمعته مع الفرق المرشحة للقب.النجمة .. ظروف متعددةعلى الرغم من الأوضاع الصعبة التي يعانيها فريق النجمة والتي تمثلت في عدم تدعيم الفريق بالعدد الإجمالي من اللاعبين المحترفين، بالإضافة إلى غياب أبرز لاعبيه محمد الطيب بداعي الإصابة وعدم تمكن قائده راشد جمال من المشاركة في آخر مباريات القسم الأول، إلا أن فريق النجمة كسب تسع نقاط تعتبر جيدة في ظل ظروفه وأوضاعه وبات على الفريق معالجة أخطائه في فترة التوقف من أجل أن يكسب المزيد من النقاط التي تجعله يغادر منطقة الخطر.سترة .. الصاعد هابطلم يكن فريق سترة على قدر الرهان الذي ناله قبل انطلاق الموسم، فوضع الفريق والنقاط التي جناها لا توحي بأن فريق سترة سيحجز مقعداً في دوري الأضواء للموسم بل أنه سيكون أحد الفريقين اللذين سيهبطان لدوري الظل وبالتالي ستنطبق عليه مقولة «الصاعد هابط» فالفريق يفتقد للإصرار والحماس على الرغم من وجود أسماء مميزة في صفوفه من اللاعبين الصاعدين كما أصبح بحاجة ماسة لمحترفين قادرين على صناعة الفارق للفريق.